جَامِعُ الفَاتِحِ – الجُمُعَةِ – 1/8/1443ه المُوَافِق 4/3/2022م
فَضِيْلَةُ الشَّيِخِ الدُّكْتُوْرِ فَرِيْد بِنْ يَعْقُوْبِ المِفْتَاحِ
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ تَعَالَىْ وَنَفْسِيَ أَوَّلاً بِتَقْوَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَىْ وَطَاعَتِهِ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الفُضَلاءُ الكِرَامُ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىْ فِيْ مُحْكَمِ كِتَابِهِ العَظِيْمِ: (وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ* وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ). فَفِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ؛ يَلْفِتُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىْ أَنْظَارَ عِبَادِهِ إِلَى مَا أَبْدَعَهُ فِي بِيئَةِ الْأَرْضِ بِحِكْمَتِهِ وَتَدْبِيرِهِ وَصُنْعِهِ، وَمَا هَيَّأَهُ للْإِنْسَانِ فِي البِيْئَةِ مِنْ مُتَطَلَّبَاتِ حَيَاتِهِ، وَمُقَوِّمَاتِ سَعَادَتِهِ، (صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ).
وَحَمَّلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْإِنْسَانَ مَسْؤُولِيَّةَ إِعْمَارِ الْأَرْضِ، وَحَمَّلهُ مَسْؤُوْلِيَّةَ الْحِفَاظِ عَلَى بِيئَتِهَا وَسَلامَتِهَا، وَتَنْمِيَةِ مَوَارِدِهَا، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا). أَيْ: أَمَرَكُمْ بِعِمَارَةِ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ بِنَاءِ مسَاكَنَ، وَغَرْسِ أَشْجَارٍ، وَتَنْمِيَةٍ وَتَطْوِيْرٍ وَإِصْلاحٍ وَإِعْمَارٍ. فَالْبِيئَةُ أَمَانَةٌ رَبَّانِيَّةٌ، وَالْحِفَاظُ عَلَيْهَا وَحِمَايَتُهَا، ضَرُورَةٌ شَرْعِيَّةٌ، وَمَسْؤُولِيَّةٌ وَطَنِيَّةٌ، وَأَوَّلُ مَا يَجِبُ الْحِفَاظُ عَلَيْهِ مِنْهَا؛ الْمَاءُ، يَقُوْلُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىْ: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)، فَالْمَاءُ سِرُّ الْحَيَاةِ؛ بَلْ هُوَ عَصَبُ الحَيَاةِ، وَسَبَبُ النَّمَاءِ، وَهُوَ مِنْ مُكَوِّنَاتِ الْبِيئَةِ الْأَسَاسِيَّةِ، وَهُوَ ضَرُورِيٌّ لِحَيَاتِنَا فِيْ الشُّرْبِ وَالزِّرَاعَةِ وَالِاسْتِخْدَامَاتِ الْيَوْمِيَّةِ الْمُتَنَوِّعَةِ، وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهِ وَغَرْسُ ثَقَافَةِ تَرْشِيدِ اسْتِهْلَاكِهِ، وَعَدَمِ الإِسْرَافِ فِيْهِ، مَطْلَبٌ ضَرُوْرِيٌّ هَامٌّ. وَالْهَوَاءُ مِنْ مُكَوِّنَاتِ الْبِيئَةِ، فَلْنُحَافِظْ عَلَى نَقَائِهِ وَصَفَائِهِ، وَلْنَجْتَنِبْ حَرْقَ الْمُخَلَّفَاتِ الزِّرَاعِيَّةِ وَالصِّنَاعِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يَتَسَبَّبُ فِي الْإِضْرَارِ بِالْبِيئَةِ، يَقُوْلُ رَسُولُنَا الكَرِيْمُ صلى الله عليه وآله وسلم: “لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ”. وَهُوَ تَوْجِيْهٌ نَبِوِيٌ لَهُ تَطْبِيْقَاتٌ وَاسِعَةٌ فِيْ النَّهْيِ عَنْ تَلْوِيْثِ البِيْئَةِ وَتَوْسِيْخِهَا وَإِفْسَادِهَا وَالإِضْرَارِ بِهَا.
فَكُلٌّ مِنَّا -عِبَادَ اللهِ- مَسْؤُولٌ عَنْ نَظَافَةِ الْبِيئَةِ، مَسْؤُوْلٌ عَنْ حِمَايَةِ مَوَارِدِ البِيْئَةِ، مَسْؤُوْلٌ عَنْ سَلامَةِ البِيْئَةِ مِنْ حَوْلِنَا، مَسْؤُوْلٌ عَنْ ثَرَوَاتِ البِيْئَةِ، مَسْؤُوْلٌ عَنْ إِزَالَةِ أَسْبَابِ الْأَذَى عَنْهَا، قَالَ صلى الله عليه وآلِهِ وسلم: “كَانَ عَلَى الطَّرِيقِ غُصْنُ شَجَرَةٍ يُؤْذِي النَّاسَ فَأَمَاطَهَا رَجُلٌ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ”. فَحِمَايَةُ البِيْئَةِ وَالحِفَاظُ عَلَىْ سَلامَتِهَا لَهُ ثَوَابٌ عَظِيْمٌ وَأَجْرٌ جَزِيْلٌ.
أَيُّهَا الكِرَامُ: وَمِنْ أَرْوَعِ مَا يُطَالِعُنَا فِيْ هَذَا المَجَالِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عليه وسلم عَدَّ الحِفَاظَ عَلَىْ نَظَافَةِ البِيْئَةِ، وَسَلامَةِ البِيْئَةِ وَالإِنْسَانِ وَالأَحْيَاءِ، وَعَدَّ الحِفَاظَ كَذَلِكَ عَلَىْ المَزَارِعِ وَالطُّرُقَاتِ وَالمِيَاهِ وَالبِحَارِ وَالأَنْهَارِ وَحِمَايَتِهَا؛ عَدَّ كُلَّ ذَلِكَ شُعَباً مِنْ شُعَبُ الإِيْمَانِ، وَجُزْءاً مِنْ عَقِيْدَةِ المُسْلِمِ وَفِكْرِهِ وَثَقاَفَتِهِ وَأَخْلاقِهِ، الَّتِيْ يَجِبُ أَنْ يَتَمَثَّلَهَا وَاقِعَاً عَمَلِيَّاً فِيْ حَيَاتِهِ، فَيَقُوْلُ صلى الله عليه وآله وسلم: “الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ”.
فتَفَقَّهُوْا -عِبَادَ اللهِ- فِيْ دِيْنِكُمْ، وَاعْلَمُوْا أَنَّ دِيْنَ الإِسْلامِ بِقِيَمِهِ الحَضَاَرِيَّةِ وَبِثَقَافَتِهِ الرَّاقِيَةِ، وَأَخْلاقِهِ السَّامِيَةِ؛ شَدَّدَ عَلَىْ المُحَافَظَةِ عَلَىْ البِيْئَةِ، وَشَدَّدَ عَلَىْ سَلامَةِ البِيْئَةِ، وَشَدَّدَ عَلَىْ النَّظَافَةِ، عِنْدَمَا حَثَّ عَلَىْ تَنْظِيْفِ الجَسَدِ، وَتَنْظِيْفِ اللِّبَاسِ، وَتَنْظِيْفِ الأَوْاَنِيْ، وَتَنْظِيْفِ الطُّرُقَاتِ، وَالحِفَاظِ عَلَىْ الهَوَاءِ نَقِيَّاً، وَالحِفَاظِ عَلَىْ الثَّرَوَاتِ الطَّبِيْعِيَّةِ وَحِمَايَتِهَا، وَسَلامَةِ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَنْظِيْفِ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَطْيِيْبِهِ وَحِمَايَتِهِ. يَقُوْلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: “إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيْبَ، وَيُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيْفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، جَمِيْلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ”.
فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يُقَابِلُ نِعْمَةَ الْبِيئَةِ بِشُكْرِهَا، وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا، وَحِمَايَتِهَا، وَحُسْنِ اسْتِثَمَارِهَا وَتَنْمِيَتِهَا وَالحِفَاظِ عَلَيْهَا.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيْمَ الجَلِيْلَ لِي وَلَكُمْ، وَلِسَائِرِ المُسْلِمِيْنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيْئةٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْحَمْدُ لِلهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ اتَّبَعَ هُدَاهُ.
أَيُّهَا الْفُضَلاءُ الكِرَامُ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىْ: (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ). فَالثَّرْوَةُ الْحَيَوَانِيَّةُ مِنْ نِعَمِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَىْ عَلَيْنَا، وَمُكَوِّنٌ مُهِمٌّ مِنْ مُكَوِّنَاتِ الْبِيئَةِ، تَتَطَلَّبُ الْعِنَايَةَ بِهَا. وَكَذَلِكَ الثَّرْوَةُ النَّبَاتِيَّةُ، الَّتِي رَغَّبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي تَنْمِيَتِهَا فَقَالَ: “مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: “مَا مِن مُسْلم يَغْرِس غَرْسَاً أو يَزْرَعُ زَرْعَاً فيأكلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيْمَةٌ أَوْ حَيَوَانٌ؛ إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ”. فَإِنَّ فِيهَا نَفْعًا لِلْإِنْسَانِ وَالطَّيْرِ وَالْحَيَوَانِ وَالأَحْيَاءِ، وَهِيَ صَدَقَةٌ يُؤْجَرُ عَلَيْهَا مِنَ الرَّحِيْمِ الرَّحْمَنِ.
فَلِيَكُنْ المُسْلِمُ مُحَافِظَاً عَلَىْ البِيْئَةِ، مُحَافِظَاً عَلَىْ سَلامَةِ البِيْئَةِ وَحِمَايَتِهَا، لِيَكُنْ المُسْلِمُ نَظِيْفَاً وَنَمُوْذَجِيَّاً حَضَارِيَّاً رَاقِيَاً فِيْ كُلِّ شَيْءٍ: فِيْ فِكْرِهِ، فِيْ ثَقَافَتِهِ، فِيْ سُلُوْكِهِ، فِيْ أَخْلاقِهِ، فِيْ مُعَامَلَاتِهِ، فِيْ صِفَاتِهِ، وَفِيْ شَكْلِهِ وَآدَابِهِ وَأَخْلاقِهِ، وَفِيْ جَمِيْعِ تَعَامُلاتِهِ فِيْ المُحِيْطِ الَّذِيْ يَعِيْشُ فِيْهِ، مَعَ مَنْ يُشَارِكَ الحَيَاةَ مَعَهُمْ؛ مِنْ حَوْلِهِ.
أَيُّهَا الفُضَلاءُ الكِرَامُ: وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ عَنْ أَهَمِّيَةِ الحِفَاظِ عَلَىْ البِيْئَةِ وَحِمَايَتِهَا؛ فَمِنَ الجَدِيْرِ الإِشَادَةُ بِذِكْرِهِ، وَالتَّنْوِيْهُ بِشَأنِهِ فِيْ هَذَا المَجَالِ، مَا بَذَلَتْهُ وَتَبْذُلُهُ مَمْلَكَةُ البَحْرَيْنِ مِنْ جُهُوْدٍ حَثِيْثَةٍ مُبَارَكَةٍ مَشْكُوْرَةٍ فِيْ مَجَالِاتِ حِمَايَةِ البِيْئَةِ، وَالحِفَاظِ عَلَىْ المُوَارِدِ وَالثَّرَوَاتِ الطَّبِيْعِيَّةِ، وَقَدْ تَجَسَّدَ ذَلِكَ ابْتِدَاءً فِيْ دُسْتُوْرِ مَمْلَكَةِ البَحْرَيْنِ، وَفِيْ مِيْثَاقِ العَمَلِ الوَطَنِيْ الَّذِيْ تَوَافَقَ عَلَيْهِ شَعْبُ مَمْلَكَةِ البَحْرَيْنِ بِنِسْبَةِ ثَمَانِيَةٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعةٍ فِيْ المِائَةِ، حَيْثَ أَقَرَّ الدُّسْتُوْرُ وَالمِيْثَاقُ كَفَالَةَ حِمَايَةِ البِيْئَةِ، وَالحِفَاظَ عَلَيْهَا، وَتَحْقِيْقَ التَّوَازُنِ بَيْنَ مُتْطَلَّبَاتِ التَّنْمِيَةِ وَالنَّوَاحِيْ الاجْتِمَاعِيَةِ وَالاقْتِصَادِيَّةِ، وَكَذَلِكَ جَاءَ الاهْتِمَامُ وَالتَّنْوِيْهِ بِحِمَايَةِ البِيْئَةِ وَالحِفَاظِ عَلَىْ مَوَارِدِهَا فِيْ رُؤْيَةِ وَاِسْتِرَاتِيْجِيَّةِ مَمْلَكَةِ البَحْرَيْنِ الاقْتِصَادِيَّةِ أَلْفَيْنِ وَثَلاثِيْنَ، وَفِيْ المَخَطَّطِ الهَيْكَلِيِّ الاسْتْرَاتِيْجِيِّ الوَطَنِيِّ، وَبَرْنَامَجِ عَمَلِ الحُكُوْمَةِ. فَمَا مِنْ شَكٍّ فَإِنَّ مَمْلَكَةَ البَحْرَيْنِ تَدْعَمُ هَذِهِ الجُهُوْدَ المُهِمَّةَ، مِنْ أَجْلِ حِمَايَةِ البِيْئَةِ، وَمَوَارِدِهَا وَنُظُمِهَا، وَالحِفَاظِ عَلَىْ التَّنَوُّعِ الحَيَوِيِّ، الِّذِيْ يُشَارِكُ الإِنْسَانُ بِيْئَتَهُ، وَذَلِكَ لِضَمَانِ اسْتِمَرَارِيَّةِ التَّوَازُنِ الطَّبِيْعِيِّ وَاسْتِدَامَتِهِ. هَذَا بِجَانِبِ القَوَانِيْنِ وَالقَرَارَاتِ وَالإِجْرَاءَاتِ الِّتْي صَدَرَتْ لِتَنْظِيْمِ كُلِّ ذَلِكَ. وَلِتَحْقِيْقِ ذَلِكَ وَتَنْفِيْذِهِ عَلَىْ أَرْضِ الوَاقِعِ بِحِمَايَةِ البِيْئَةِ وَالحِفَاظِ عَلَيْهَا؛ فَقَدْ أَنْشَأَتْ مَمْلَكَةُ البَحْرَيْنِ وَبِمَرْسُوْمٍ مَلَكِيٍّ سَامٍ، مَجْلِسَاً أَعْلَىْ لِلْبِيْئَةِ، تَتْبَعُهُ هَيْئَةٌ تَنْفِيْذِيَّةٌ، كَوَادِرُهَا وَالقَائِمُوْنَ عَلَيْهَا؛ عَلَىْ مُسْتَوَىً عَالٍ مِنَ التَّخَصُّصِ وَالكَفَاءَةِ وَالجَدَارَةِ، تَعْمَلُ بِجُهْدٍ حَثِيْثٍ مُتَوَاصِلٍ مَشْكُوْرٍ، عَلَىْ تَنْفِيْذِ هَذِهِ المَرَاسِيْمِ وَالقَوَانِيْنِ وَالنُّظُمِ وَالتَّوْجِيْهَاتِ السَّامِيَةِ، وَتَطْبِيْقِ السِّيَاسَاتِ وَالبَرَامِجِ الَّتِيْ تُصْدِرُهَا الحُكُوْمَةُ المُوْقَرَّةُ فِيْ هَذَا الإِطَارِ. فَكُلُّ الشُّكْرِ وَالتَّقْدِيْرِ وَالإِجْلالِ وَالامْتِنَانِ لِقَائِدِ مَسِيْرَةِ الخَيْرِ وَالإِصْلاحِ، وَالتَّحَضُّرِ وَالتَّطْوِيْرِ وَالرُّقِيِّ وَالنَّمَاءِ؛ إِمَامِنَا وَوَلِيِّ أَمْرِنَا جَلالَةِ المَلِكِ حَمَد بِنْ عِيْسَى آل خَلِيْفَةَ مَلِكِ البِلادِ المُفْدَّىْ حَفِظَهُ اللهُ، وَأَيَّدَهُ وَرَعَاهُ، الَّذِيْ نَقَلَ مَمْلَكَتَنا نُقْلَةً نَوْعِيَّةً عَالِيَةً فِيْ الإِصْلاحِ وَالتَّطْوِيْرِ وَالتَّنْمِيَةِ، فِيْ شَتَّىْ المَجَالاتِ وَمُخْتَلَفِ الصُّعُدِ، وَلِوَلِيَّ عَهْدِهِ رَئِيْسِ وُزَرَائِهِ، اليَدُ الطُّوْلَىْ وَاليَدُ اليُمْنَىْ فِيْ تَنْفِيْذِ هَذِهِ الرُّؤَىْ الإِصْلاحِيَّةِ السَّامِيَةِ، فَرَعَىْ اللهُ وُلاةِ أَمْرِنَا، وَحَمَاهُمْ، وَحَفِظَهُمْ وَأَيَّدَهُمْ وَنَصَرَهُمْ، وَوَفَّقَهُمْ لِكُلِ خَيْرٍ وَصَلاحٍ وَسُؤْدَدٍ، وَبَارَكَ فِيْ جُهُوْدِهِمْ وَأَثَابَهُمْ وَآجَرَهُمْ.