خطبة الجمعة.. التحذير من الفتوى والقول على الله بغير علم

التحذير من الفتوى والقول على الله بغير علم

فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان

22 ربيع الآخر 1446هـ – 25 أكتوبر 2024 م

 

الحمد لله السميع البصير، وسع كل شيء رحمة وحلماً، نحمده سبحانه ونشكره ونتوب إليه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقضي ما يشاء ويحكم ما يريد، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، البشير النذير والسراج المنير، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا.

أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

معاشر المسلمين: إن شأن التحليل والتحريم حق لله وحده، فالحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله، ولقد أنكر الله سبحانه على أقوام جعلوا مصدر التحليل والتحريم من قبل أهوائهم، فقال عز من قائل: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

وإن من أكبر الجنايات يا عباد الله أن يتصدر المرء للخوض في دين الله تحريماً وتحليلاً، من غير علم ولا بصيرة، وهذا مع كونه جناية عظمى، ففيه سوء أدب مع الله تبارك وتعالى، حيث يتقدم بين يديه فيقول في دينه وشريعته ما لا يعلم، وتلك والله أمارة ضعف الإيمان وقلة الديانة، بل ونقص العقل والمروءة، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). أيها المؤمنون: لقد رسم سلفكم الصالح رحمهم الله المسلك الوضَّاء في هذه القضية، ديانةً وتثبتاً وورعاً، فهذا أعلم الأمة وسيدها وإمامها صلى الله عليه وسلم، يسأل عما لم ينزل عليه فيه وحي، فينتظر حتى ينزل عليه الوحي، وآيات يسألونك في الكتاب العزيز غير قليلة، وهكذا كان الأجلاء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا الصديق أبو بكر رضي الله عنه، وقد سئل عن معنى آية من كتاب الله، فقال: (أيُّ سماء تُظِلُّني وأيُّ أرضٍ تُقِلُّني إن أنا قُلتُ في كتاب الله ما لا أعلم ؟) وهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه تنزل به الحادثة فيجمع لها أكابر الصحابة ويستشيرهم فيها، وهذا أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما جاءه رجلٌ يسأله عن مسألة، فقال له (لا أعلم) فلما ولى الرجل قال علي (ما أبردها على الكبد، ما أبردها على الكبد، ما أبردها على الكبد) قيل ما هي يا أمير المؤمنين، قال: (أن يقول الإنسان فيما لا يعلم لا أعلم). وقال عبد لله ابن مسعود رضي الله عنه: (إن استطعت أن تكون أنت المُحَدَّثَ فافعل). وقال أيضاً: (من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم) ورحم الله الإمام الشعبي حينما سئل عن مسألة فقال: لا أدري، فقال له أصحابه: إنا نستحي لك من كثرة ما تسأل فتقول: لا أدري، فقال رحمه الله: لكن ملائكة الرحمن لم يستحيوا إذ سئلوا عما لا علم لهم به فقالوا: (سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) وكان التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح رحمه الله يقول: لا أدري نصف العلم.

أيها المؤمنون: وفي تدافع الفتوى وذم المسارعة إليها أورد ابن عبد البر رحمه الله قول عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله: أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفتٍ إلا ود أن أخاه كفاه الفتوى.

وهذا الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله يقدم عليه رجل من مسافة بعيدة، فيعرض عليه أربعين مسألة، فيجيب عن أربع منها ويقول في ست وثلاثين مسألة منها: الله أعلم. فيقول له الرجل: أنت مالك بن أنس، إليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد، وقد جئتك من مسافة بعيدة وتقول: الله أعلم! ماذا أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم؟! قال: تقول لهم: إن مالكاً يقول: الله أعلم. وكان الإمام أحمد رحمه الله كثيراً ما يسأل فيتوقف، أو يقول: لا أدري، أو نحو ذلك. وقال بشر بن الحارث رحمه الله: من أحب أن يسأل فليس بأهلٍ أن يسأل.

أيها المسلمون: إذا كان هؤلاء الأئمة الأعلام مع جلالة قدرهم وعظيم مكانتهم، يسلكون مسالك التورع والتثبت فكيف هي الحال الآن؟ وكيف بنا معاشر المسلمين؟ الله المستعان! لقد وصف الحكيم الترمذي عموم الخلق في زمانه فقال: ضعف ظاهر، ودعوى عريضة. وعن مالك رحمه الله قال: أخبرني رجل أنه دخل على التابعي الفقيه المجتهد ربيعة الرأي فوجده يبكي فقال: ما يبكيك؟ أمصيبة دخلت عليك؟ وارتاع لبكائه، فقال: لا. ولكن استفتي من لا علم عنده، وظهر في الإسلام أمر عظيم، قال ربيعة: ولبعض من يفتي هاهنا أحق بالحبس من السراق اللصوص.

قال بعض العلماء: فكيف لو رأى ربيعة زماننا؟ وكثير منا يقول في هذه الأيام: فكيف لو رأى هذا العالم زماننا هذا؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوساً جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) وكم رأى الغيور نُزَّالاً في حلائب العلم، ومتطفلين في ساحات المعرفة، وهم ليسوا منها في قليل ولا كثير، ديدنهم الجرأة على الفتوى، ودأبهم التجاسر على التحليل والتحريم، متشبعين بما لم يعطوا، يتكلمون بما يعلمون وما لا يعلمون، ويجملون ويفصلون، ويهرفون ويسفسطون، وهم من أجهل الناس في أحكام الشريعة. إذا سمعت أحدهم يتكلم، فكأنما يتنزل عليه وحي؛ من جَزْمه وجرأته في قوله، وعدم تورعه في كلامه، ولربما نسب ما يراه إلى الإسلام وعلماء المسلمين ترى أحدهم يجيب في عظيم المسائل مما لو عرض على عمر لجمع له أهل بدر، وكم يتملكك العجب، وأنت تسمع عبارات التعظيم لذواتهم، والتعالي في نفوسهم! شعارهم: العلماء رجال ونحن رجال. وقاموسهم: رأينا كذا، ترجيحنا، اختيارنا، والذي نراه، ونحن نرى، والراجح عندنا، والراد علينا كالراد على الله ورسوله، نعوذ بالله من الخذلان والعجب والغرور.

فليس كل من لبس بشتاً، أو كور عمامةً، أو أطلق لحية أو نال شهادةً، أو أمّ مسجداً ،أو ألف مؤلفاً أو كتيباً، أو عمل مدرساً، أو أبلغ في موعظة أو خطبة؛ يُعد شيخ الإسلام ومفتي الأنام، يحكم في العقائد والرقاب والأموال والأعراض، يبدع ويفسق بل ويكفر الناس وأهل الفضل والعلم لأقل شبهة، ويستحل دماءهم، ويثير الشبهات بإطلاق الفتاوى الشاذة والغريبة، وكأن الأمر شربة ماء! أما علم هؤلاء أن الجرأة على الفتوى جرأة على النار، بل لقد وصل الحال ببعض العامة إلى أن يفتي بعضهم بعضاً، والله عز وجل يقول: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: (هلا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال) لقد أصبح الحديث في علوم الشريعة بضاعة كل متعالم مأفون، وتكلم كثير من الرويبضة في العلم الشرعي، واستطالوا على منازل العلماء ومقامات العظماء والفقهاء، وعمد بعضهم إلى أمور من الثوابت والمبادئ، وجعلوها عرضة للتغيير والتبديل، بحجة التنوير والتطوير، ووجد من يتجرأ على الفتوى بأمور جاء تحريمها، مما علم من الدين بالضرورة، وكثر التحايل على أمور الشريعة، فاستحلت كثير من المحرمات بأدنى الحيل، وطالب بعض مثقفي العصر ممن تأثروا بالثقافة الغربية، طالبوا بالترخص بل بالتفلت من الأحكام الشرعية، فطالب بعضهم بإعادة النظر في حرمة الربا والمعاملات المحرمة أو بعض صورها، وآخرون بالتعجل المذموم والتجاسر المحموم على حجاب المرأة المسلمة وقضاياها، أو الجرأة على أحكام الأسرة المسلمة تحليلاً وتحريماً، وهكذا في سيل من التلاعب المرذول بأمور الشريعة، وتجرأ بعض حملة الأقلام، بل وبعض وسائل الإعلام وقنواته؛ المسموعة والمقروءة والمرئية على الفضاء، إلى إثارة قضايا كلية من الدين، مع بعض المتعالمين، باحثين عن الإثارة، زاعمين استقطاب القراء والمشاهدين، فالويل كل الويل لكل من ارتقى هذا المرتقى الصعب على حساب الدين وتعاليمه، فأضل فئاماً من الأمة ممن سيحملون أوزارهم وأوزاراً مع أوزارهم، كما قال تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ألا ساء ما يزرون) ولذا فإنه من الواجب أن يقوم بالفتوى الأصلاء الأتقياء دون الدُخلاء، والمتأهلون لا المتطفلون والمتعالمون والمخرفون، حفظاً لدين الأمة، وتوحيداً لكلمتها، وضبطاً لمسالكها ومناهجها؛ لتكون مبنية على كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبفهم سلف هذه الأمة ، وبذلك تسلم الأمة من غوائل المحن وبواعث الفتن، وتوجد العواصم بإذن الله من قواصم الجريمة الشنعاء، ألا وهي القول على الله بغير علم، والله المسئول أن يعصمنا من الزلل، ويحفظنا من الشرور والخطل، وأن يرزقنا نافع العلم وصالح العمل، فهذا هو عظيم الرجاء وكبير الأمل.

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها المسلمون: صَحَّ في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ بَينَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ خَدَّاعَةً، يُصَدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكَذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخَائِنُ، ويُخَوَّنُ فِيها الأَمِينُ، ويَنطِقُ فيها الرُّوَيبِضَةُ)، قِيلَ: وما الرُّوَيبِضَةُ؟ قال: (المَرءُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ في أَمرِ العَامَّةِ).ألا فليحذر الناس وخاصة الشباب من فتاوى لا مصدر لها، أو فتاوى تكفر المسلمين، وتبيح سفك دمائهم، أو من فتاوى شاذة لا يتبنَّاها علماء الأمة، ولا تجتمع عليها كلمتُهم، خاصة في المسائل العامة والحوادث والنوازل التي تنزل بالأمة الإسلامية اليوم.

عباد الله: إذا التمستم وبحثتم عن أسباب الفتاوى والقول على الله بغير علم، فإن أهمها ضعف الوازع الديني، وقلة الرادع الإيماني، والتقصير في التقوى والإيمان ومخافة الواحد الديان، وعدم المنهج الصحيح في التلقي والتحصيل، إضافة إلى قاصم الظهور داء الشهرة وحب الظهور، واستشراء التعالم المذموم، وغلبة الهوى، وقعود الأكفاء والمؤهلين عن البلاغ والبيان، ولا يدفعنَّ بعض المؤهلين ورع كاذب، وتثبت بارد في تبليغ ما يعلموا من دين الله عز وجل، فلا تنافي بين التثبت مما لا يعلم، وتبليغ ما يعلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: (بلغوا عني ولو آية) وعلاج هذا الداء بتقوية الإيمان والخوف من الله في النفوس، والسير على المنهج الصحيح في التعلم والأخذ من أهل العلم والرد إليهم للعلم والإيضاح (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) لا سيما في المعضلات التي تحتاج إلى مرجعية علمية موثوقة، وما عم فيه التنازع والاختلاف: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) فيجب الرجوع إلى أهل العلم الثقات، وإلى الهيئات والمجامع الفقهية، والجهات الشرعية المختصة في الفتيا وسؤالهم عما أشكل على المسلمين.

ومن العلاج لهذه الظاهرة الخطيرة: القراءة في سير الأسلاف الصالحين، والتحلي بأدب الخلاف، والتواضع الجم، والورع الصادق، وقبل ذلك وبعده إخلاص النية لله عز وجل، وسؤاله التوفيق والتسديد.

واعلموا رحمكم الله، أن الفتاوى والقول على الله بلا علم، ضرب من الكذب عليه سبحانه: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ) ومن ذلك الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترويج الأحاديث الموضوعة والمكذوبة عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه : (مَن كَذَب عليّ مُتعمِّداً فليتبوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار) ويدخل في ذلك الكذب على علماء الإسلام المعتبرين، والأئمة المشهورين، وتلفيق الأكاذيب والتهم عليهم، أو الأخذ بالشواذ والإغراب في المسائل، أو ما يعمد إليه بعض السفهاء من تتبع رخص الفقهاء، أو التعصب لأحد من العلماء، وادعاء العصمة له، وحكر الحق فيما يراه، أو نحو ذلك مما يصد عن المنهج الصحيح بالتلقي. فاتقوا الله أيها المتصدون لهذا كله! واتقوا الله أيها المستفتون ولا تسألوا إلا من يوثق بدينه وعلمه؛ لتكونوا على بصيرة في أمور دينكم، ونجاة في أمور دنياكم وآخرتكم.

اللهمّ أرِنا الحقّ حقاً وارزُقنا إتباعه، وأرِنا الباطِل باطِلاً وارزُقنا اجتنابَه، ولا تَجعله مُلتَبساً عَلينا فنضلّ، واجعَلنا للمتّقين إماماً يا رب العالمين. اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور… اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين

اللهمَّ الطف بإخواننا المستضعَفين المظلومين في فلسطين وفي غزة، وفي كل مكان، اللهم وارحم ضَعفهم واجبر كسرَهم، وتولَّ أمرَهم واحقن دمائهم وأطعم جائعهم، واكس عاريهم، واشفِ مريضهم، وداوِ جريحهم، وتقبل شهدائهم، واخذل عدوهم وانصرهم على القوم الظالمين، اللهم إنا لا نملك إلا الدعاء فيا رب لا تؤاخذنا على تقصيرنا ولا ترد لنا دعاء ولا تخيب لنا رجاء وأنت أرحم الراحمين.

اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ونفس كروبنا، وعاف مبتلانا، واشف مرضانا، وارحم موتانا، وارحم والدينا وذوي الحقوق علينا برحمتك يا أرحم الراحمين.

الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)