حقيقة النميمة وخطرها على المجتمع
عدنان بن عبد الله القطان
29 شوال 1444 هـ – 19 مايو 2023 م
————————————————————————-
الحمد لله الذي عافانا، وكل خير صالح أعطانا، وعن طاعة المشَّائين بالنميمة نهانَا، ونشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةً تُنجِينا في دنيانا وأخرانا، ونشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه، أرسَلَه ربُّه بالحق وبسُنَّته هدَانا، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه، صلاة يزول بها ما أهمَّنا وأشقانا، وتنزَّل بها البركة على ما رزقنا وأعطانا، وسلَّم تسليماً كثيراً.
أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
معاشر المسلمين: داءٌ وَبيل وشرٌّ خطير يُولِّد أعظمَ الشرور، ويُنتِج أشد المفاسد، كم أُدمِيَت به من أفئدة، وقَرَحت من أكباد، وقُطِّعت من أرحام، وقُتِّل من أبرياء، وعُذِّب مظلومون، وطُلِّقَت نساء، وقُذِفَت مُحصَنات، وانتُهِكت أعراض، وتفكَّكَت أُسَر، وهُدِّمت بيوت؛ بل كم قد أُوقِدت به من فتن، وأُثِيرت نعَرات على مستوى الأفراد والأُسَر والبلدان والأقاليم، ففسَدت العلاقات، وساءت الظنون، ولم يدَع مُقترِفُها هذا الداء للصلح موضعاً، ولا للوُدِّ مكانًا. مرضٌ خطيرٌ من أمراض القلوب وآفات اللسان وأدواء المجتمعات، وعصرُنا الحاضر في إعلامه واتصالاته ومواصلاته ساعَدَ على انتشاره وزاد في آثاره، هل عرفتم هذا الداء عباد الله؟! إنه: مرض الوِشاية والسعاية وبلاءُ النميمة وقول السوء، هو نقلُ الكلام بين الناس على جهة الإفساد، وزرع الأحقاد، وبثِّ الضغائن. النميمةُ رأس الغدر، وأساسُ الشر، وكشفُ ما يُكره كشفه من الأقوال والأعمال.. النمَّام أيها الأخوة ذو الوجهين يُقابِل هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، مُتلوِّن حسب المواقف والمصالح، يأتي إلى رجل أو امرأة أو مسؤول فيقول: فلان يقول فيك كذا وكذا. ثم يرجع إلى الآخر مثل ذلك، بدافع من الحقد والكراهية، أو إرادة التقرب للمحكيّ له، أو رغبة في التفريق بين الأحبة، وإثارة الفتن، وزرع البغضاء في قلوب الناس. الواشي ينسى نفسَه ويشتغل بعيوب غيره، إن علِم خيراً أخفاه، وإن درَى
بشرٍّ أفشاه، وإن لم يعلَم هذا ولا ذاك امتطَى مطيَّة الكذب، وبئس مطيَّة الكذب: زعَموا.
الواشُون والنمَّامون باعوا دينَهم بدنيا غيرهم، ورضا الناس بسخَط الله، تملَّكوا الناس ولم يخافوا الله، لا يألون الأمةَ خسفاً، والأمانةَ تضييعاً، والأعراض انتهاكاً، وتقطيعاً.
النمَّام لسانُه حلو وقلبه يلتهِب، يُفسِد في ساعة ما لا يُفسِده الساحر في سنة، لا يعرف للشهامة سبيلاً ولا للمروءة طريقاً، كم حمل هذا النمَّام من الأوزار والآثام والخطايا، قال تعالى في وصفه (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) وهو الذي يمشي بين الناس بما يُفسِد قلوبهم وعلاقاتهم، وصح في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا يدخل الجنةَ نمَّام) وفي رواية: (لا يدخل الْجَنَّة قتَّات). والقتات هو النمام. وقد مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين، وذكر أن أحدهما يعذب لأنه كان يؤذي الناس بلسانه، ويمشي بينهم بالنَّميمة. وقال صلى الله عليه وسلم: (تجدُ من شر الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ وهؤلاء بوجهٍ) ويقول أهل العلم (النمَّامُ شر خلق الله). وقد أجمعت الأمة على تحريم النميمة؛ فهي من أعظم الذنوب والكبائر، يقول صلى الله عليه وسلم: (شرُّ عباد الله المشَّاؤون بالنميمة، المُفرِّقون بين الأحبة، الباغون للبُرآء العَنَت)
أيها الأخوة والأخوات في الله: النميمة مبنيةٌ على الكذب والحسد والنفاق، وهذه أثافِيُّ الذل، وكفى بذلك قُبحاً وذمًّاً وسوءاً. النميمة من شر ما مُنِيت به الفضائل، ورُزِئَت به العلاقات، والنميمة وقاكم الله تكون بالقول وبالكتابة، وبالرمز، وبالإشارة، وبالإيماء.
النميمة سبب في تأجيج الصراعات، ووقوع النزاعات، وانتشار العداوات؛ فإذا وقعت النميمة بين الأسر والأزواج، أضْرِمت النارَ في البيوت العامِرة، ونشرت الفرقة في الأسَر الكريمة، وأوغرت الصدور، وتقطعت بسببها الأرْحام، وإذا وقعت بين الجيران والأصحاب، انقلبت الصداقة إلى عداوة والمحبة إلى بغضاء وإذا وقعت بين الموظفين والمسؤولين وأصحاب الأعمال، أدت إلى مفاسد كثيرة وشرور عديدة؛ فتحرَم بسببها حقوق وتضيع مستحقات مالية ووظيفية. إذا حلت النميمة في منزل دمّرته، أو في مؤسسة أفسدتها، أو في مجتمع أهلكته، وليَحذر الكبراء والوُجهاء والعلماء من بعض الجُلساء ممن قلَّت ديانتُه، وضعُفَت أمانتُه، الذين يُرضون الناسَ بسخط الله عز وجل فعلى هؤلاء الفُضلاء الكُرماء التثبُّت فيما يُنقَل، والتمحيصُ فيما يُقال، حتى لا تُبسَط أيدي، وتقوى أطماع، ومن ثمَّ تحُلُّ العقوبة بالأبرياء، وتُؤكَل أموال الضعفاء.. ومن أهم ما يجب التنبُّه إليه، والتحذير منه، والتمعُّن فيه: ما تتناقَله وسائل الإعلام، وما يكتُبه بعضُ الكاتبين من: قالَ فلان، وأخبر فلان، ورأى فلان. ومن ذلك: ما تُمارِسُه بعض وسائل الإعلام وشبكات المعلومات والاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي فيما يُعرف بالتعليقات والتحريرات والأخبار والمتابعات والأحداث، فهي لا تخلو من وِشاية وسِعاية وتحريفٍ على جهة الغمز واللمز والطعن المُباشر وغير المباشر مما يُثير الفتن، ويُثير النعَرات الإقليمية والمذهبية والسياسية في أكاذيب وأراجيف وظنونٍ لا تقِف عند حد. وفي أيام الخلافات والحروب والفتن واضطراب الأحوال وظروف الشائعات يعظُم الأمر ويشتد الخَطب، مما يدعو إلى مزيدٍ من الحيطة والحذر والتحرِّي، ناهيكم بما تبلُغه هذه الكلمات والتعليقات المُبطَّنة بالوشاية والنمنمات تبلغه في أصقاع الدنيا وآفاقها وقد ركِبت القاعدة الظالمة: الغاية تُبرِّر الوسيلة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أيها المسلمون والمسلمات: ومن حُمِلت إليه النميمة، أو بلَغته الوِشاية، أو حضر مجلس نمَّام، أو سمِعه فينبغي ألا يُصدِّقه، فإنما هو فاسق، وقد قال عز شأنه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) كما يجبُ بُغض هذا المسلك والنفرة منه، فهو معصيةٌ من أكبر المعاصي، وكبيرةٌ من كبائر الذنوب. والأجمل بالمسلم والأجدر ألا يُسيءَ الظنَّ بأخيه الذي نُقِل عنه الكلام، ثم إذا سمِع كلاماً أو بلغه حديث فلا يتجسَّس ولا يتتبَّع، وليحذَر أن يكون نمَّاماً ليحكي ما بلَغه وينقُل ما سمِعه. ومن قبل ذلك وبعده فليتق الله ولينصَح وليُنكِر بالحكمة والموعظة الحسنة؛ فالخطر عظيم، والأثر جسيم، نصحاً لإخوانه، وحبًّاً لهم، وشفقةً عليهم، فيسعى في كل ما يُؤلِّف القلوب، ويجمع الكلمة، ويحفظ المودة، وينبذ الفُرقة، ويُجنِّب البغضاء.
فاحذروا رحمكم الله وعافاكم، ومحِّصوا وتحقَّقوا، ولا تتعجَّلوا، واعفوا واصفَحوا واغفروا واسمعوا وأطيعوا.. سعى رجلٌ إلى الإمام عليِّ رضي الله عنه برجلٍ، فقال عليٌّ رضي الله عنه: يا هذا! إن كنتَ صادقاً فقد مقتناك، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئتَ العفو عفونا عنك ولا تعود) فقال: أعفوا عني ولا أعود يا أمير المؤمنين.
وسعى رجلٌ بالليث بن سعد رحمه الله إلى والي مصر، فبعث الوالي إلى الليث، فلما دخل عليه قال الوالي: يا أبا الحارث! إن هذا أبلغني عنك كذا وكذا، فقال الليث: (سَلْه أصلح الله الأمير عما أبلَغَك: أهو شيءٌ ائتمنَّاه عليه فخاننا فيه فما ينبغي أن تقبَل من خائن، أو شيءٌ كذبَ علينا فيه فما ينبغي أن تقبَل من كاذب)، فقال الوالي: صدقتَ يا أبا الحارث.. وجاء رجلٌ إلى وهبِ بن مُنبِّه رحمه الله فقال: إن فلاناً يقول فيك كذا وكذا، فقال: (أما وجدَ الشيطانُ بريداً غيرَك؟).
وبعد، عباد الله: فكم جرَّت هذه الصفةُ الذميمة على كثيرٍ من الأبرياء والغافلين طاهري القلوب سليمي الصدور، كم جرَّت من مآسٍ، وكم قضَت على أنفُس، وسلَبَت من أموال، وشتَّتت من أُسَر، وأوقعَت من علماء، وأخرجَت من ديار، وجلَبَت من مِحَن، واغبرَّت بصالحين مُطمئنين، وحرَمت أطفالاً وأمهاتٍ من أُسرهم وأهليهم، قطَّعت أرزاقاً ومنَعت نفقات بدون جنايةٍ اقترفوها؛ بل بوشايةٍ كانوا ضحيَّتها.
ألا فاتقوا الله رحمكم الله فكم هي نعمةُ الله على عبده ألا يكون ممن يحسُدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، فيعصِمه الله من النميمة، ويحفظه من الوشاية، ويحميه من قالَة السوء، ومن أراد السلامة فليجتنِب كثرة الكلام وإفشاء الأسرار وقبول مقالات الأقوام. نسألُ اللهَ السلامة في الدنيا والاخرة، ونرجوه تبارك وتعالى أن يحفظ جوارحنا من الآثام وأن يجنبنا النمامين ومكائدهم، وأن يقينا شر ما نتخوف منه، ويرزقنا حسن الحال، فإلى الله المرجع والمال، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هاديَ له، ونشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له، ونشهد أنّ سيدنا ونبينا محمّداً عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإخوانك -أيها المسلم- من إذا فارقتَهم حفِظوك، وإذا غِبتَ عنهم لم يَعيبوك، ومُبلِّغك الشر كباغيه لك، ومن أطاع الواشي أضاع الصديق، ومن نمَّ لك نمَّ عليك، ومن بلَّغك السبَّ واللعن فقد سبَّك ولعنك، وشرٌّ من الساعي من أنصتَ إليه، ولو صحَّ ما نقلَه النمَّامُ إليك لكان هو المُجترئَ بالشتم عليك.
قال الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رحمه الله: (مَنْ نَقَلَ إِلَيْكَ حَدِيثاً فَاعْلَمْ أَنَّهُ يَنْقُلُ إِلَى غَيْرِكَ حَدِيثَكَ)
وقال بعض الحكماء: (من أخبرك بشتمٍ عن أخ لك، فهو الشاتم لا من شتمك)
أما من نُقِل عنه الكلام فهو أَولَى بحلمِك وصفحِك؛ لأنه لم يُقابِلك بالسوء والشتم، ويكفيكم في ذلك قول نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: (لا يُبلِغنَّ أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئاً، فإني أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سليمُ الصدر). فالعاقلُ يُغضِي عما ينقلُه الوُشاة، ويتحاشَى عما لا يليقُ بأهل العقل والحكمة؛ إذ عند التأمُّل والنظر ترى أن قصد النمَّام إلى المُخبِر أكثرُ من قصده إلى المُخبَر به، فاللومُ على من أعلَمك لا من كلَّمك. قيل لأم الدرداء رضي الله عنها: إن رجلاً نالَ منكِ عند عبد الملك بن مروان، فقالت: (إن اتُّهِمنا بما ليس فينا فطالما زُكِّينا بما ليس فينا)… و رُوي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه دخل عليه رجل فذكر عنده وشاية في رجل آخر، فقال عمر: إن شئت حققنا هذا الأمر الذي تقول فيه وننظر نسبته إليه، فإن كنت كاذباً فأنت من أهل هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)
وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) وإن شئت عفونا عنك، فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه أبداً.
هذا هو الأسلوب الأمثل مع النمام حتى ينتهي عن هذه المعصية وعن هذه العادة السيئة. وقال رجل لعمرو بن عبيد رحمه الله: إن رجلاً – وذكر اسمه – ما يزال يذكرك في قصصه بشرّ. فقال له عمرو: يا هذا ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره، ولكن أعلمه: أن الموت يعمنا، والقبر يضمنا، والقيامة تجمعنا، والله تعالى يحكم بيننا وهو خير الحاكمين، وروي أن سليمان بن عبد الملك رحمه الله كان جالساً وعنده الزهري رحمه الله، فجاءه رجل فقال له سليمان: بلغني أنك وقعت في وقلت كذا وكذا، فقال الرجل ما فعلت ولا قلت. فقال سليمان: إن الذي أخبرني صادق، فقال له الزهري: لا يكون النمام صادقاً، فقال سليمان: صدقت، ثم قال: للرجل اذهب بسلام.
وروي أيضاً أن بعض السلف زار أخاً له وذكر له بعض إخوانه شيئاً يكرهه فقال له:
يا أخي أطلت الغيبة وأتيتني بثلاث جنايات – أي مخالفات – بغضت إلى أخي – أي جعلته مكروهاً عندي – وشغلت قلبي بسببه، وأتهمت نفسك بالكذب.. على أنه من نُقِل إليه من أخيه نميمة فلا مانع أن يُعاتِبه على الهَفوة، ويقبَل عُذرَه إذا اعتذَر من غير تعنيفٍ في العِتاب، فإن الصفح والعفو والرفق من شِيَم الأحرار.. ألا فاتقوا الله -رحمكم الله-، وحافِظوا على أُخوَّة الإسلام ورابطة الإيمان، فمن أراد أن يسلم من الإثم ويبقى له وُدُّ الإخوان فلا يقبَل قولَ أحدٍ في أحد، فقد أحبَّ قومٌ بقول قوم، وأبغضوهم بقول آخرين، فأصبَحوا على ما سمعوا نادمين. اللَّهمّ إنا نسألك أن تعييننا على صون ألسنتنا عن الغيبة والنميمة والبهتان وشهادة الزور. اللَّهمّ احفظ ألسنتنا من الطعنِ بأعراض الناس، والهمز بخلق الله، واللَّمز بعبادك، واحفظ ألسنتنا عن السبِّ وأذية الناس
وعن كلّ ما لا يرضيك قوله، واجعل لنا على ألسنتنا سلطاناً فلا نقول إلا حقاً، ولا نشهد إلا صدقاً يا ذا الجلال والإكرام. اللهمّ اجعل ألسنتنا بذكرك عامرة، ولآياتك تالية، وإلى الحقّ داعية، اللهمّ اجعلنا ممن يحفظون ألسِنَتَهم قبل أن تقودهم وساوس الشيطان إلى أكل لحوم البشر يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين.
اللهم آمنا في وطننا، وفي خليجنا، واجعله بلداً آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، اللهم أعنهم على أمور دينهم ودنياهم. وهيئ لهم من أمرهم رشداً، وأصلح بطانتهم ومستشاريهم ووفقهم للعمل الرشيد، والقول السديد، ولما فيه خير البلاد والعباد إنك على كل شيء قدير.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لنا من كل شر. اللهم ارفع عنا البلاء والغلاء والوباء وسيء الأسقام والأمراض، وعاملنا بما أنت أهله، ولا تعاملنا بمن نحن أهله، أنت أهل التقوى والمغفرة.
اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان ناصراً ومؤيداً، اللهم أحفظ بيت المقدس والمسجد الأقصى وأهله واجعله شامخاً عزيزاً عامراً بالطاعة والعبادة إلى يوم الدين.
اللهم اشفِ مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا..
الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
خطبة جامع الفاتح الإسلامي – عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين