كشف وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف فضيلة الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح عن توجه الوزارة لتدشين نظام جديد في الوعظ والإرشاد تحت مسمى “واعظكم” وهو نظام إلكتروني، تعتمد فكرته على إعادة هندسة إجراءات تنظيم برامج الوعظ والإرشاد التي ينفذها قسم البحوث والمعاهد والمراكز الدعوية في مختلف الجهات الرسمية والأهلية، وتبسيطها من خلال إعادة تصميمها وعرضها في صفحة إلكترونية خاصة على موقع الوزارة الإلكتروني.
وأوضح المفتاح بأن النظام الجديد يُعد نقلة نوعية في برامج الوعظ والإرشاد ينسجم مع تطلعات مملكة البحرين لتحقيق رؤية ٢٠٣٠، ويتوافق مع طموح الحكومة الإلكترونية بمملكة البحرين.
وأضاف بأنه قد بات بإمكان جميع مؤسسات وأفراد المجتمع الاستفادة من خدمات الوعظ والإرشاد بشكل أكثر وضوحًا ومرونة، فما على المؤسسة أو الفرد إلا الدخول إلى صفحة باقة خدمات الوعظ في موقع الوزارة الالكتروني وتسجيل البيانات المطلوبة، والضغط على خيار “اطلب واعظك” واختيار الواعظ المطلوب ضمن قائمة الوعاظ.
ولفت وكيل الشؤون الإسلامية إلى قوة ارتباط خدمات الوعظ والإرشاد المطورة بعدد من الاستراتيجيات والبرامج الوطنية، أبرزها: برنامج عمل الحكومة، وتحديدًا ما يتعلق بالمحافظة على مجتمع يسوده الأمن والاستقرار، وتأمين البيئة الداعمة للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة التي تم تدشينها مؤخرًا من قبل الفريق أول ركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، والتي جاءت تجسيدًا للرؤية الملكية السامية التي تُعلي من قيم الولاء والانتماء للوطن. كما تسهم الخدمات المطورة في تعزيز استراتيجية المجلس الأعلى للمرأة وتحديدًا خطته الوطنية للنهوض بالمرأة الرامية إلى تحقيق الاستقرار الأسري عبر تحقيق الترابط العائلي والمجتمعي.
وثمن الدكتور المفتاح دور معهد الإدارة العامة “بيبا” في تطوير الأداء الحكومي وتمكينه من تقديم الخدمات المواكبة للتطلعات التنموية، لافتًا إلى دور المعهد في بلورة ودعم نظام “واعظكم” الذي من المؤمل أن يرى النور خلال شهر مايو من العام الحالي.
وعلى صعيد متصل أعلن وكيل الشؤون الإسلامية بأن الوزارة أصدرت 20 ترخيصًا جديدًا لمن تقدموا بطلبات رخص الوعظ من الطائفتين الكريمتين ومن الجنسين، وذلك بعد اجتيازهم واستيفائهم الشروط من بين 80 متقدم، حيث تم إخضاعهم لامتحانات تحريرية شاملة واختبارات شخصية دقيقة من قبل لجان متخصصة اعتمدت معايير ومؤشرات قياس تتناسب مع الدور المناط بالواعظ كقياس وسطية الفكر، ومدى الإلمام الشرعي، والثقافة العامة، ومهارات الإلقاء، والسمات الشخصية وسرعة البديهة وغيرها، مشيرًا إلى أن العدد الإجمالي للوعاظ المرخص لهم خلال السنتين الماضيتين بلغ 170 واعظًا وواعظة.
وأوضح المفتاح بأن قسم البحوث والمعاهد والمراكز الدعوية بصدد تسليم الوعاظ رخصهم بعد أن يقوموا بالتوقيع على وثيقة “ميثاق العمل الدعوي”، وهي عبارة عن مستند يحوي جملة من المتطلبات والاعتبارات والضوابط التي نص عليها القرار رقم (23) لسنة 2009 بشأن آداب الخطاب الديني، والتي من شأنها تحقيق المقاصد الشرعية وحفظ المنهج الصحيح في الوسائل والغايات الدعوية بما يعزز الأمن الفكري، ويسهم في حماية السلم الأهلي والاجتماعي، ويعمّق روح التسامح والوحدة الوطنية، باعتبارها ركيزة أساسية للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، وتعزيز منجزاته التنموية والحضارية.
ولفت وكيل الشؤون الإسلامية إلى أن الوزارة مستمرة في قياس وتحليل مضامين الخطاب الديني الصادر عن الوعاظ، وذلك وفق منهجية إدارية وشرعية منضبطة تشمل: نوعية الخطاب وتصنيف مضمونه ومدى مواءمته مع الفئات المستهدفة والجهات التي يقام فيها الوعظ، فضلاً عن دراسة أهداف البرنامج الوعظي وربط الأهداف بمحاور البرنامج، وتحليل نتائج قياس مؤشرات الأداء وعقد لقاءات مستمرة مع الوعاظ بهذا الشأن.
الجدير بالذكر أن رخصة الوعظ هي الوثيقة التي تجيز للواعظ ممارسة نشاطه وفق أحكام القرار الوزاري رقم (56) لسنة 2011 بشأن تراخيص الوعظ والإرشاد، حيث يرخص للواعظ بموجب هذه الوثيقة بإلقاء الدروس والمحاضرات في دور العبادة، والمؤسسات التعليمية، والمراكز التابعة لمؤسسة الإصلاح والتأهيل، ودور رعاية الوالدين، والمجالس العامة، وغيرها من الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية.