انطلاقاً من حرص إدارة شؤون القرآن الكريم بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف على الاستفادة من التقنيات الحديثة والتسارع الحاصل في وسائل الاتصال والتواصل، وإتاحة مجال أكبر وفتح بابٍ أوسع لفئات كثيرة من فئات المجتمع حالت ظروفها دون الالتحاق بمراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم، والحصول على حظهم من تعلم علومه الشريفة، بدأت الوزارة في عام 2015م، وفي مبادرة هي الأولى من نوعها محلياً بتشغيل مركز إبراهيم خليل كانو للإقراء الإلكتروني.
صرح بذلك وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية فضيلة الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح، قائلاً: انطلاقاً من الدعم والتشجيع الكريم من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وحكومته الرشيدة، إلى الاهتمام بتطوير الخطط والبرامج القرآنية لتصبح في متناول الجميع، وذلك باستثمار التقنيات الحديثة في تعليم القرآن الكريم تم تدشين هذا المركز والذي يختلف عن مراكز التحفيظ التقليدية بأنَّ التعليم فيه يتم عن بُعد، حيث لا تتوفر فيه فصول دراسية، ويتولى التدريس فيه حالياً 14 معلم ومعلمة من أصحاب الخبرة والكفاءة في تعليم تلاوة القرآن الكريم، ويدرس بالمركز 64 طالباً و 176 طالبة معظمهم من معلمي ومعلمات وزارة التربية والتعليم، فيما بلغ عدد الذين اجتازوا الاختبار النهائي لشهادة تلاوة القرآن الكريم 34 طالباً و 3 طالبات. ويعمل المركز أربعة أيام خلال الأسبوع، من التاسعة صباحاً وحتى الثانية عشر ظهراً، ومن الرابعة والنصف وحتى السابعة والنصف مساءً.
وأوضح المفتاح بأنه يمكن للطالب الاتصال بالمركز من هاتفه أو عبر أي برنامج من برامج المحادثة الإلكترونية Online Chat، لتخصَّص له عشر دقائق تقريباً، ليأخذ فيها درساً خصوصياً مع المعلم، ضمن برنامج تعليمي متكامل وموازٍ للنظام التقليدي المعمول به في المراكز والحلقات القرآنية، وذلك من أجل تحقيق عددٍ من الأهداف، أبرزها: التأكيد على أهمية التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم أساساً لفهمه وتطبيقه، وتسهيل تعلم القرآن الكريم وتعليمه لأكبر عدد من فئات المجتمع، وتشجيع الحفَّاظ على تعاهد القرآن الكريم ومراجعته، فضلاً عن الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمالية والتقنية المتاحة، ودعم جهود مملكة البحرين في الارتقاء بالخدمات الإلكترونية المقدمة للأفراد والمؤسسات.
وعن الفئات المستفيدة من خدمات المركز، أوضح وكيل الشؤون الإسلامية بأنَّ المركز يستهدف حالياً كل من لا يستطيع الانتظام في الدراسة في مراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم من مدرسي ومدرسات وزارة التربية والتعليم، ومن المؤمل أن يتم توسعة دائرة خدمات المركز لتشمل مختلف فئات المجتمع مستقبلاً. إذ يتيح المركز مقرراته الدراسية المقروءة والمسموعة بصيغ إلكترونية متنوِّعة على شبكة الإنترنت، بحيث يمكن للدارسين الدخول عليها ومتابعتها وتحميلها في أي وقت. كما ينظِّم المركز حصصاً دراسية تقليدية ولقاءات علميَّة مع الدارسين لتغطية النقص الذي قد يحصل في نظام التعلم عن بعد، ومتى ما دعت الحاجة لذلك. ويمنح الدارس الذي يجتاز المتطلبات والاختبارات بنجاح ذات الشهادة التي تمنح لطلبة المراكز والحلقات القرآنية في النظام التقليدي.
وأشاد المفتاح بدور عائلة إبراهيم خليل كانو في دعم المشاريع القرآنية المتميزة، وتهيئة متطلبات نجاحها، ولاسيما تهيئة وتجهيز مركز الإقراء الإلكتروني، ليكون قادراً على القيام بالدور المناط به وتحقيق الأهداف المرجوة منه.
وحول اسهاماتها في ودورها في النتمية المجتمعية وإنشاء مراكز تحفيظ القرآن الكريم، أكد سعادة السيد محمد كانو – رئيس مجلس إدارة شركة إبراهيم خليل كانو على دعمها المستمر للبرامج القرآنية الخاصة، ودعم المسابقات القرآنية وحلقات حفظ القرآن الكريم الرمضانية للصغار، فضلاً عن توظيف التقنيات الحديثة في تعلم وتعليم تلاوة القرآن الكريم. كما قامت شركة إبراهيم خليل كانو ببناء 3 جوامع في 3 مناطق حيوية في مملكة البحرين، وحرصت على توفير صفوف متكاملة في كل جامع لتعليم القرآن الكريم، مؤكدةً سعيها الدؤوب للإسهام في كل ما يتعلق بخدمة القرآن الكريم.
جدير بالذكر أن الوزارة قد وقعت عقد تدشين مركز الإقراء الإلكتروني مع شركة “صلة الخليج” باعتبارها الشريك التقني للمشروع، حيث يتم استخدام تقنيات الاتصالات السلكية واللاسلكية المتطورة وتقنيات الإنترنت من خلال فريق متخصص من المدربين فنياً والمعلمين الحاصلين على مؤهلات معتمدة في تلاوة القرآن الكريم وتجويد وقراءاته.
وتعد شركة “صلة الخليج” حائزة على عدة جوائز في مجال الإسناد الخارجي لمراكز الاتصال وتوفير خدمة العملاء التي تخدم مجلس التعاون الخليجي، وقد تم اختيارها باعتبارها الشركة الأكثر كفاءة من الناحية الفنية كونها متخصصة في خدمات مراكز الاتصال في منطقة الخليج.