أهمية الأمن والاستقرار للدول والمجتمعات
فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان
8 ربيع الآخر 1446 هـ – 11 أكتوبر 2024 م
الحمد لله الرحيم بعباده، الذي أسبَغ على الناس النِّعمَ، وحذّرهم النّقم، وشكر لهم الطاعات، ودعاهم إلى التوبةِ من السيئات، يحبّ العفوَ والعافية في الدنيا والآخرة، ونشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له الحليم القدير، ونشهد أنّ سيدنا ونبيّنا محمّداً عبده ورسوله البشير النذير والسِّراج المنير، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
معاشر المسلمين: من أهم مقومات العيش الكريم، ونيل القوة والتمكين، والرقي والتعمير: الاستقرار بكل أنواعه، وفي كل مجالاته، ولا سيما في المجالين السياسي والاقتصادي، لأن من شأن اضطرابهما اضطراب حياة الناس، ولذا يكثر في الاستعمال السياسي والاقتصادي استخدام كلمة الاستقرار؛ ذلك أن الاستقرار ضرورة من ضرورات العيش، وأدلة ذلك من الشرع والتاريخ والواقع أكثر من أن تحصر.
والبلاد التي تكون مستقرة يفد الناس إليها، ويرغبون فيها، ويبذلون الغالي والنفيس لسكناها، ومن عظيم النعم التي بشر بها أهل الجنة: الاستقرار فيها، وعدم الخروج منها: يقول تعالى: (أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) ويقول جل وعلا:(خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) ولولا أهمية الاستقرار في الجنة عند أهلها لما أغرى الله تعالى عباده المؤمنين به، ولولا أن نعيم الجنة لا يكدره عند أهلها إلا خوفهم من عدم استقراره لهم لما أمنهم الله تعالى من ذلك، وأزال الخوف عنهم، يقول تعالى: (لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) وكل بلاد تفقد استقرارها وأمنها، وتضطرب أحوالها؛ يفر الناس منها، ويفارقونها إلى غيرها، مخلفين وراءهم أحبتهم وأموالهم ودورهم ومزارعهم، يتركون كل غالٍ ونفيس، ينشدون الأمن والاستقرار، ولو شردوا وطوردوا، ولو عاشوا لاجئين عند غيرهم، مغتربين عن بلدانهم، معدمين بقية أعمارهم، فالدنيا بأسرها لا تساوي شيئاً بلا استقرار وأمان، فلا قيمة للقصور والدور والأموال والضياع إذا ضاع الاستقرار، ولا يبقى في البلاد المضطربة إلا من عجز عن الرحيل عنها، ينتظر الموت كل لحظة، وأعداد اللاجئين والمشردين في الأرض قد بلغت عشرات الملايين، أتراهم يفرون لو وجدوا قراراً في بلدانهم واستقراراً لعيشهم؟ لا والله لا يرضى باللجوء والتشريد، ومفارقة البلدان، وغربة الدار إلا من لم يجد قراراً في بلده التي عاش فيها، وتنسم هواءها، وألف أهلها، ولهفة المسافر أثناء عودته إلى بلده أبين دليل على ذلك، فترى شوقه في عودته ولو إلى قرية لا تذكر ولا يؤبه بها… عباد الله: وإذا فقد الاستقرار والأمان من بلد وعجز بعض من فيها عن مفارقتها كان بقاؤهم فيها جحيماً عليهم لا يطاق؛ لما يلاقونه من الخوف والنقص والجوع، وأهل النار لو قدروا على الخروج منها لخرجوا، فكان علمهم باستقرارهم فيها عذاباً مضاعفاً إلى عذابهم بها؛ ولذا وصف قرارهم فيها بالسوء والبؤس: كما قال تعالى: (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ القَرَارُ) ويقول جل وعلا: (إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) فلا أمل لهم في الخروج منها، يقول تعالى: (فَاليَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) ويقول لهم خازن النار (إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ) وهذه النعمة العظيمة -أعني نعمة الاستقرار في الوطن- هي الركن الأعظم الذي منحه الله تعالى للبشر ليصح عيشهم في الأرض، ويستطيعوا عمارتها، والقيام بأمر الله تعالى فيها، وفي قصة هبوط آدم عليه السلام إلى الأرض، واستخلافه وذريته فيها؛ كان الاستقرار هو الركن الأول من ركني عيش الإنسان على الأرض وعمارتها: يقول تعالى، (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)، فالمستقر هو قرارها لهم، وأمنهم فيها، والمتاع هو المآكل والمشارب والملابس والمراكب ونحوها، وفي منة الله تعالى على عباده يقول: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) ويقول جل وعلا: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) …أيها المسلمون: ومن لوازم الاستقرار على الأرض أن يكون الإنسان سيدها وحاكمها، ويدير المخلوقات فيها، فسخر الله تعالى له كل ما في الأرض، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ)، فكانت مخلوقات البر والبحر أكثر من البشر، وأقوى منهم، ومع ذلك يقودها الإنسان، ويملكها ويتصرف فيها، فتنقاد له سخرة من الله تعالى، فلا عدوان على البشر إلا من البشر، ولا خوف عليهم إلا منهم؛ لأنهم سادة الأرض، ملّكهم الله إياها، وسخر لهم ما فيها؛ ليقيموا دينه الذي ارتضاه عليها، وليعبدوه لا يشركوا به شيئاً: قال سبحانه:(كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)
أيها المؤمنون: إن كل شيء يقع في هذا الكون، بقدر الله تعالى لحكمة يريدها، وما تموج به الأرض من محن وفتن وابتلاءات وحروب لا يخرج عن قدر الله تعالى وأمره: (أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ) وتقوية الإيمان بالقدر في هذه الأحوال من أسباب الثبات على الحق؛ لئلا تميد بالعبد فتنة فينحرف إلى الباطل، يقول عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِوٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا: (مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّ مَعَ الله قَاضِياً أَوْ رَازِقاً أَوْ يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرّاً أَوْ نَفْعاً، أَوْ مَوْتاً أَوْ حَيَاةً أَوْ نُشُوراً، لَقِيَ الله فَأَدْحَضَ حُجَّتَهُ وَأَخْرَقَ لِسَانَهُ، وَجَعَلَ صَلاتَهُ وَصِيَامَهُ هَبَاءً، وَقَطَعَ بِهِ الأَسْبَابَ، وَأَكَبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ). عياذاً بالله.
أيها الأخوة والأخوات في الله: لما كان للاستقرار في الوطن هذه الأهمية البالغة في صلاح أحوال الناس، واستقامة دينهم ودنياهم؛ جاءت الشريعة الربانية تدعو إلى كل ما يؤدي إلى الاستقرار، وترغب فيه، وتقطع كل طريق تؤدي إلى الفوضى والاضطراب، وتنهى عنها، وتمنع منها، وكان هذا أصلاً متيناً دلّ عليه القرآن والسنة المطهرة في إجراءات عدة، وتشريعات متنوعة، فمن تشريعات الإسلام لإدامة الاستقرار: الأمر باجتماع الكلمة، والنهي عن الاختلاف والفرقة؛ لأن الاختلاف يؤدي إلى الاحتراب والقتال، فيزول الاستقرار: يقول تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا) ويقول سبحانه: (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا) ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يَدُ الله مع الْجَمَاعَةِ).أيها المؤمنون: ومن تشريعات الإسلام لإدامة الاستقرار في الوطن: مجانبة الفتن وأهلها، والحذر من مساربها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ، وَلَمَنِ ابْتُلِي فَصَبَرَ فَوَاهاً). أي فطوبى له، وقد يظن الإنسان أن لديه إيماناً يعصمه من الفتنة، أو عقلاً يدله على الصواب فيها، فإذا قلبه يتشربها وهو لا يشعر، فتصلاه نارها، وتحرقه أتونها، ويغرق في لجتها… ومن تشريعات الإسلام لإدامة الاستقرار: الأمر بلزوم الجماعة، والنهي عن شق عصا الطاعة، وطاعة ولي الأمر في المعروف، وهذا واجبٌ دينيٌ أكيد أمر الله به في كتابه فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) والنبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن زمن استحكام الفتن، وكثرة الدعاة إلى جهنم، سأله حذيفة رضي الله عنه عما يفعل إن أدركه ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: (تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ) وقال: (مَن خَلَعَ يَداً مِن طَاعَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ يَومَ القِيَامَةِ لا حُجَّةَ له، وَمَن مَاتَ وَليسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً) وأمر صلى الله عليه وسلم، بالصبر على الظلم والأثرة ومدافعة المنكرات بالنصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُوراً تُنْكِرُونَهَا)، قالوا: فما تَأْمُرُنَا يا رَسُولَ الله؟ قال: (أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا الله الذي لَكُمْ). وقال: (من رَأَى من أَمِيرِهِ شيئاً يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عليه؛ فإنه من فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْراً فَمَاتَ إلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً) دخل رجل على الخليفة العباسي المأمون يعظه، فقال له: اتق الله أيها الظالم الفاجر، فقال له المأمون وكان على علم وفقه: يا هذا! إن الله بعث من هو خير منك، إلى من هو شر مني، وأمره بالرفق. بعث موسى وهارون وهما خير منك، إلى فرعون، وهو شر مني، وقال (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) نعم يا عباد الله، إن كل ما يؤدي إلى تباعد القلوب وتباغضها، واختلاف الكلمة وافتراقها، وإيذاء العباد، وتنقص ولي الأمر وإهانته، وتعطيل مصالح البلاد، بسبب تظاهرات واحتجاجات واعتصامات وفوضى وخروج على الدولة وولي الأمر والجماعة، فيُنهى عنه، ويُحذَّر منه؛ لأن ذلك يؤدي إلى الاضطراب، والفوضى ويقضي على الاستقرار، وهو مطلب شرعي ضروري، ويتأكد ذلك في البلاد التي تشرئب أعناق أهل الشر لافتراسها، فالخير لأهلها حكاماً ومحكومين أن تأتلف قلوبهم وتجتمع كلمتهم، ويطفئوا مشاعل الفتنة فيهم، ويصلحوا ذات بينهم.
حمى الله تعالى بلادنا البحرين وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأدام علينا وعلى المسلمين نعمة الأمن والاستقرار، إنه سميع مجيب الدعاء.
نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين، نحمده سبحانه ونشكرُه على نِعمةِ الأمن والدّين، ونشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له وليُّ الصالحين، ونشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله إمام المتّقين وقائد الغرّ المحجَّلين، صلّى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فيا أيها المسلمون والمسلمات: المحبة للوطن والانتماء له، أمر غريزي، وطبيعة طبع الله النفوس عليها، ومن مقتضيات الانتماء والانتساب للوطن، محبته والافتخار به، وصيانته والدفاع عنه، والنصيحة له والحرص على سلامته واحترام أفراده، وتقدير علمائه، وطاعة ولاة أمره في المعروف، ومن مقتضيات الوطنية: القيام بالواجبات والمسئوليات، كل في موضعه مع الأمانة والصدق، والمحافظة على الآداب الشرعية ونظامه، واحترام هويته ومشاعر أهله، حب الوطن أن يعمل الجميع على إنجاز عملهم، ودعم أهل الخير والصلاح لينتشر، ومحاربة الشر وأهل الفساد ليندثر، حب الوطن أن نكون خير سفراء لوطننا خارج حدوده، ومن مقتضيات الانتماء للوطن المساهمة في الأمن والبناء، وتحقيق الأمن منا بأن ندرأ الفتنة ونمنع قيامها، وأن نئد الإشاعات الكاذبة المزعزعة للأمن، وأن يكون من دعائنا لربنا في صلواتنا: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا) وأما واجب البناء، فكل امرئ منا في موقعه مستخلف ومطالب بالبناء على قدر وسعه وقدراته، ويتجلى بناء الوطن في مجالات شتى، يتجلى في الحفاظ على الممتلكات والمرافق العامة، في الحفاظ على خيرات الوطن وثرواته وبيئته، في إماطة الأذى عن الطريق، في الكف عن الإسراف واستنزاف الموارد والثروات مهما قلت أو كثرت… بناء الوطن يتجلى كذلك في إتقان العمل النافع المفيد، وفي نشر العفة والفضيلة، وإقصاء الفاحشة والرذيلة، ومن بناء الوطن أيضاً بناء الإنسان الصالح، لأن الإنسان هو الثروة الكبرى والعامل الأهم في التقدم والتأخر، وقد عرفت الأمم المتقدمة قيمة بناء الإنسان فأولته العناية الفائقة، لذا كان لزاماً علينا أن نرتقي بأنفسنا وأسرنا والناس من حولنا ثقافة وعلماً ووعياً وفاعلية وتربية، فارتقاؤنا ارتقاء للوطن وازدهار ورفعة له.
أيها الأخوة والأخوات في الله: ومما يجب التحذير منه: ما يقع في عدد من بلاد المسلمين: من فتن واضطرابات فرقت الجمع، وزعزعت الأمن، فلا يمكن أن يقوم دين ولا أن تقوم حياة حينما يفقد الأمن؛ فينبغي لنا جميعاً أن نشعر بنعمة الأمن والاجتماع ووحدة الكلمة، وأن نحافظ على ذلك بالحق والمعروف الذي يحبه الله ويرضاه. ولنعلم جميعاً عباد الله أن إثارة الفتن والعصبيات والطائفيات، وإذكاء نار الفرقة والانقسامات، من أخطر المكايد والمؤامرات، ولا سبيل للتخلص من ذلك إلا بحفظ وحدتنا الإيمانية، وتمسكنا بأخوتنا الإسلامية، يقول تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ): ويقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثاً: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ)… حفظ الله للبحرين أمنها وأمانها واستقرارها، وحمى شعبها وقادتها المخلصين من كل سوء ومكروه، وزادهم بفضله تمسكاً واجتماعاً وألفة واتحاداً، ووقانا جميعاً شر الأشرار وكيد الفجار، وجنبنا الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أحفظنا بحفظك واكلأنا برعايتك وعنايتك، وأحفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا ، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، اللهم من أرادنا وبلادنا وأمننا واستقرارنا وخليجنا بشر وسوء وفتنة، فاجعل كيده في نحره، وأدر الدائرة عليه، وأرنا فيه عجائب قدرتك يا سميع الدعاء. اللهم آمنا في وطننا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى، اللهم أيد بالحق ولي أمرنا حمد بن عيسى ورئيس وزرائه وولي عهده سلمان بن حمد اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وسدد على طريق الخير خطاهم وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين.
اللهُمَّ كن للمظلومين في فلسطين وغزة وفي كل مكان، اللهمَّ اجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، اللهم أحفظ بيت المقدس والمسجد الأقصى وأهله واجعله شامخاً عزيزاً عامراً بالطاعة والعبادة إلى يوم الدين.
اللهم فرج الهم عن المهمومين، ونفس الكرب عن المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا وارحم والدينا وارحم موتانا برحمتك يا أرحم الراحمين.
الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)