خطبة الجمعة.. التحذير من الغش وبيان جملة من أنواعه

الحمد لله خلق كل شيء بقدر، وأكرم الإنسان بالفكر والنظر، وشرع لتحصيل علمه وتحصين عرضه طرقاً لا ضِرار فيها ولا ضَرر، وحرم الحصول على أي شيء بالغش والغرر. ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة تجعلنا ممن وحد الله تعالى وشكر، وآمن بالقضاء والقدر، وتميزنا عمن ألحد في الله تعالى وكفر، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله من كان له خير قول وأفضل أثر، وأصح الحديث والخبر، وأعظم شريعة تحمي الناس من الغش والخطر، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أكرم البشر، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

معاشر المسلمين: لقد جاء الإسلام بالأصول العظيمة، لحماية المجتمع من الأخطار، ومن هذه الأصول: تحريم الغش بشتى صوره وبجميع مظاهره في كافة أنشطة الحياة، وجميع مجالاتها، فالغش في التصرفات كلها، خُلُقٌ ذميمٌ وفعلٌ قبيحٌ، وجريمةٌ منكَرةٌ، وكبيرةٌ من كبائر الذنوب، وهو إخلال بالحقوق وتضييع لها، وخيانة للأمة، وضياع للأمانة، وقلب للحقائق.

ومفهوم الغش مفهوم واسع، فهو ليس فقط في البيع والشراء، بل هو أشمل من ذلك وأعم، فكل ما لم يصدق فيه المرء من نية أو قول أو عمل فهو غش؛ والغش بكل أنواعه، وجميع أقسامه، يشمله حديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم هو قوله: (من غشنا فليس منا) فهذا تبرؤ من الغاش، وتنكر للخائن، وثورة في وجه المخادع.

إن الغش من كبائر الذنوب وعظائم المعاصي، وفظائع الخطايا، يدل على خبث النفس، وظلمة القلب وسواد الفؤاد، وقلة الدين. وسنوجز في هذه الخطبة القول في بعض أنواع الغش؛ لنبين فداحة أمره، وسوء عاقبته، وخبث سبيله.

 أولاً: الغش للنفس: إن أعظم أنواع الغش أن يغش الإنسان نفسه، فلا يصدق لها في النصيحة، ولا يقيمها على الدين، ولا يهذبها بالشرع، ولا يزكيها بالهدى، وقد قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) فالذي غش نفسه، مصيره الخيبة، وعاقبته الخسران ولا بد: (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)

ثانياً: الغش في البيوع والمعاملات: هذا ميدان الغش الواسع، ومجاله الفسيح، تزل فيه الأقدام، وتكثر فيه الآثام، ويتهاوى فيه الأنام، إلا من رحم الملك العلام. انظر إلى أرباب التجارة، وأصحاب الحرف، وذوي المهن، ومُلاك البضائع، قليلٌ منهم، بارك الله فيهم وفي معاملاتهم، من يصدق في تجارته، وينصح في بضاعته، ويخلص في مهنته؛ أما الأغلبية الساحقة فغش وخداع، وزور وبهتان وكذب وخيانة وغدر وتغرير، وبخس وتزوير… إنَّ الغِشَّ كبيرةٌ من الكبائر، ومُحَرَّمٌ أشدَّ التحريم، مُوجِبٌ لمــَقْتِ الله، جالب لسخطه، سبب في عقوبته؛ إنه أكل للمال بالباطل، وإنباتٌ للجسم من الحرام والسحت، وأيّما جسم نبت من حرام فالنار أولى به كما صح بذلك الحديث.. إن المجال لا يسمح لعرض كثير من أنواع الغش في البيوع والمعاملات فهي أكثر من أن تحصى، ولكن الحلال بين والحرام بين، والإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) فنهى سبحانه عن أكل الأموال بالباطل، والغشُّ من الباطل، وبيَّن أن التجارة لا تحمد ولا تحل إلا إن كانت عن التراضي من الجانبين، والموافقة من الطرفين، وذلك لا يكون إلا بالصدق في البيع، والبعد عن الغش، والسلامة من الكذب. كم من مسلم غرر به وخدع، جمَع أمواله، وضيَّق على نفسه، ومكث عمراً طويلاً يضع الدينار على الدينار، ليشتري سلعة يستعين بها في مسيرة حياته، ويصون بها نفسه، ويسعد بها أهله، من عقار أو سيارة أو آلة أو غير ذلك، ثم يضع ثقته في إنسان يتوهم فيه التدين، ويظن به الخير، فيوهمه بروعة السلعة، وحسن فائدتها، وعظم جودتها، وزهادة سعرها، وقد يغلف ذلك الكلام بأيمان مغلظة، وحلف فاجر، وبتمثيل خبيث، وهو قد دس السم في العسل، ونوى على الغش والدغل، فينخدع له المسلم، وينغر به المؤمن، فيقع في الفخ، ويذهب ضحية الغش، ويبقى على الغاش الجرم والإثم واللعنة والسخط، والبغض والمقت!   يقول صلى الله عليه وسلم: (المسلمُ أخو المسلمِ ولاَ يحلُّ لمسلمٍ باعَ من أخيهِ بيعاً فيهِ عيبٌ إلاَّ بيَّنَهُ لَه) ويقول صلى الله عليه وسلم: (مَن غَشَّنَا فليس منا، والمكر والخديعة في النار) ويبين صلى الله عليه وسلم أن كتم العيب في السلعة والكذب في البيع محق للبركة قد يربح المرء، ولكنه ربح منزوع البركة، قليل الثمرة، كبير الإثم، فيقول: لبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا -أوْ قالَ: حتَّى يَتَفَرَّقا- فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَما وكَذَبا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما. ومر صلى الله عليه وسلم على رجل وبين يديه صبرة طعام يبيعها وقد حسَّنَها، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً؛ فقال: ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي.

ألا يكفي الغاشَّ تهديداً تبرؤ الرسول منه؟ ومَن تبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تبرأ منه الله، وتبرأ منه الدين؛ انظر إلى أحوال كثير من الباعة إلا من رحم الله، وكيف يعرضون الفواكه ويبيعون الثمار فيجعلون أعلاها حسناً جميلاً، ويكون الذي في الأسفل رديئاً مغشوشاً!

عباد الله: ومن صور الغش في البيوع: بخس الكيل والميزان. قال تعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً -يعني أهل المدينة- فأنزل الله عز وجل: (ويلٌ للمطفِّفين) فأحسَنوا المكيال بعد ذلك

ومن صور الغش في البيوع: إنفاق السلعة بالحلف الكاذب، قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ ولا ينظرُ إليهم يومَ القيامةِ ولا يُزكِّيهم، ولهم عذابٌ أليمٌ. وذكر منهم: المُنَفِّقُ سِلعتَه بالحلِفِ الكاذبِ أو الفاجرِ). ومن صور الغش في البيوع: التناجش، وهو نوع من أنواع المكر والختل والخديعة، وهو بمعنى أن يزيد الرجل في ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها، ولكن ليسمعه غيره فيزيد بزيادته ويشتريها، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن النجش وقال: (لا تناجشوا)، فهو حرام وخداع، وتغرير بالمشتري، وأي مال أو ربح حصل عن طريقه فهو مال حرام، وكسب باطل.

ثالثا: الغش في النصيحة: وذلك بعكس الصدق في النصح والإخلاص في التوجيه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال صلى الله عليه وسلم: إن الدينَ النصيحةُ، إن الدينَ النصيحةُ، إن الدينَ النصيحةُ. قالوا: لمَن يا رسولَ اللهِ؟ قال: للهِ ولكتابِه، ولرسولِه ولأئمةِ المسلمين وعامَّتِهم.  ومن النصح للمسلم أن تحب له، وتنصح له بما تحب لنفسك، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه -أو قال لجاره- ما يحب لنفسه)

رابعاً: الغش للرعية، وهذا من أعظم أنواع الغش، ومن أشدها عقوبة، وأكثرها حرمة، وأكبرها خطراً؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ما مِنْ عبدٍ يسترْعيه اللهُ رعيَّةً، يموتُ يومَ يموتُ، وهوَ غاشٌّ لرعِيَّتِهِ، إلَّا حرّمَ اللهُ عليْهِ الجنَّةَ) وهي تشمل كل راع: الوالي في ولايته، والرئيس في رئاسته، والمدير في إدارته، والرجل في بيته ومع أهله وأبنائه، والمرأة في بيتها ومع زوجها وأبنائها. فغشهم يكون بترك أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وعدم إعطاء كل ذي حق حقه، وعدم النصح لهم، وعدم إحسان تربيتهم، وإقامة العدل فيهم، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ويقول صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ)

خامساً: الغش في الوظائف والمناصب: وذلك يكون من الموظف بالتقصير في وظيفته، وعدم القيام بحقها، وعدم الصدق والنصح لمن ولاه ووضعه فيها، وأقامه عليها؛ ويكون الغش باختيار الموظف أيضاً، وذلك بعدم النصح في اختياره، وإسناد الأمر إليه وهو ليس أهلاً له، ولا مستحقا إياه. وصور الغش في الوظائف كثيرة: الغش في عدم العدل بين الموظفين، الغش في الترقيات، الغش في الترشيحات، الغش في التنقلات، الغش في المسابقات، الغش في التقارير وغيرها.

سادساً: الغش في المدارس ودور العلم: وذلك بإعطاء الطالب ما لا يستحق، وتقديمه على من هو أفضل منه، أو إخباره بالأسئلة، وأعطاؤه إياها، والذي يفعل ذلك يغش نفسه، ويغش المدرسة، ويغش الطالب، ويغش الدولة، ويغش الأمة؛ ويكون كذلك من الطالب الذي يغش في الامتحان، فكلها من الغش المحرم، (ومَن غشنا فليس منا) كما قال صلى الله عليه وسلم.. إن الغش يا عباد الله يجمع أسوأ الصفات، وأقبح المعاصي، فهو يجمع الكذب والبتهان والزور، والخداع، والمكر، والاحتيال، والنصب، وخيانة الأمة، والتغرير، وأكل المال بالباطل، وعدم الرضا بقدر الله، وما قسم من الرزق إلى غير ذلك، من ذميم الأخلاق، وسيئ الخصال، فهو ظلمات بعضها فوق بعض؛ أجارنا الله وإياكم من أهله، وحفظنا من أربابه.

نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله ولي الصالحين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله العالمين، ونشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله إمام المرسلين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى الدين.

أما بعد فيا أيها المسلمون والمسلمات: ومن صور الغش لدى بعض الطلبة والطالبات، سابعاً: الغش في الامتحانات: وما أكثر طرقه ووسائله بين الطلاب والطالبات! وسبب ذلك هو ضعف الوازع الديني، وضعف الإيمان، وقلة المراقبة لله تعالى أو انعدامها. قال أهل العلم: (الغش محرم في الاختبارات، كما أنه محرم في المعاملات، فليس لأحد أن يغش في الاختبارات في أي مادة، وإذا رضي الأستاذ بذلك فهو شريكه في الإثم والخيانة)

ثامناً: ومن صور الغش لدى بعض الأفراد والأسر، الغش في الزواج: ومن مظاهر الغش فيه ما يلي: أن بعض الآباء والأولياء هداهم الله قد يخفي مرضاً أو عيباً في ابنته وموليته ولا يبينه للخاطب ليكون على بيّنة، فإذا دخل بها الزوج اكتشف ما بها من مرض أو عيب…أو العكس يكون الخاطب به عيوب يخفيها ولا يبينها وهذا من الغش والتدليس، وبعض الآباء والأولياء يعمد إلى تزويج أبنته وموليته دون بذل جهد في معرفة حال الخاطب وتمسكه بدينه وخلقه، وفي هذا غش للزوجة وظلم لها.

ومن الغش في الزواج أن يعمد الخاطب إلى التكثر بما ليس عنده أمام الناس، (أي يدعي الغنى والثراء) فيظهر أنه صاحب جاه وغنى وأنه يملك من العقارات والسيارات الشيء الكثير وهو غير صادق، فيخدع أولياء المرأة بما يظهر لهم، حتى يرضوا به زوجاً لابنتهم.

ومن الغش كذلك أن يعمد بعض الناس إلى تزكية الخاطب عند من تقدم للزواج منهم، فيمدحه ويزكيه على أنه من المصلين الصالحين، مع أن هذا الخاطب لا يصلي ولا يعرف للمسجد طريقاً!! فالغش في هذه الأمور يهدم البيوت، ويشتت الأسر ويُنشأ بين المجتمع الضغائن والأحقاد والكراهية.

تًاسعاً: الغش في الدعوة إلى الله: وأكثر ما يحدث ذلك في بعض الجماعات والفئات وأصحاب التحزبات، الذين يبينون للمدعو أنهم هم أهل الحق وذوو الصدق، وأن ما عداهم زور وبهتان، وباطل وخسران، فالقول قولهم، والرأي رأيهم، والطريق طريقهم، من مشى مع غيرهم فقد ضل، ومن استمع لسواهم فقد غوى؛ فتنبت دواعي الحقد، وتقوى عوامل الفرقة، وتشتعل نيران الشتات… والصدق في الدعوة أن تكون خالصة لله، ملتزمة بهداه، مقصوداً بها وجه الله  ورضاه، كما قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

عباد الله: تلك بعض مظاهر الغش، وهي غيض من فيض، وقطرة من بحر، فإلى كل من وقع في صورة من صور الغش أو واقع في هذا الذنب نقول له: اتق الله واستشعر رقابة علام الغيوب، وتذكر عقابه وعذابه: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) واعلم أن الدنيا فانية وأن الحساب واقع على النقير والفتيل والقطمير، وأن العمل الصالح ينفع الذرية، والعمل الصالح يؤثر في الذرية، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) وقال تعالى عن الغلامين في سورة الكهف: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) يقول أبن عباس رضي الله عنهما، أنهما (حُفظا بصلاح ابويهما)، ويقول بعض أهل العلم: إن الله تعالى يحفظ عبده المؤمن في ولده وولد ولده وفي ذريته وفي الدويرات حوله.

نسأل الله تعالى أن يجنبنا الغش بجميع أنواعه وأشكاله، وأن يطهر مجتمعاتنا من الغش والمكر والخديعة، وأن يرزقنا خشيته وتعظيمه والحياء منه سبحانه.

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، ومن أوليائك المتقين، ومن حزبك المفلحين.

اللهم وفقنا لكل خير، واعصمنا يا مولانا من كل سوء وضير. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر يا سميع الدعاء.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين.

اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً صحيحاً جميلاً يا رب العالمين… اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا، واجعله بلداً آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، اللهم أعنهم على أمور دينهم ودنياهم.  وهيئ لهم من أمرهم

رشداً وأصلح بطانتهم ومستشاريهم ووفقهم للعمل الرشيد، والقول السديد، ولما فيه خير البلاد والعباد إنك على كل شيء قدير.

اللهُمَّ إنه قد حل بفلسطين من البلاء والضر ما أنت عليم به، وقادر على كشفه، اللهُمَّ ارفع عنهم البلاء الذي نزل بهم، اللهُمَّ إنهم حفاة فاحملهم، وجياع فأطعمهم، وعراة فاكسهم، ومظلومون فانتصر لهم، اللهُمَّ انصرهم على عدوك وعدوهم المعتدين.

اللهم أحفظ بيت المقدس والمسجد الأقصى وأهله واجعله شامخاً عزيزاً عامراً بالطاعة والعبادة إلى يوم الدين.

اللهم تولَّ أمرَنا، وارحم ضعفَنا، واجبر كسرَنا، واغفر ذنبَنا، وبلغنا فيمَا يرضيك آمالَنا. اللهم أنزل علينا الرحماتِ، وأفض علينا الخيراتِ، وضاعف لنا الحسناتِ، وارفع لنا الدرجاتِ، وأقل لنا العثراتِ، وامحُ عنا السيئاتِ، برحمتِك يا أرحمَ الراحمينَ.

الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)