حكمة الله في الابتلاء بالأسقام
فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان
27 شوال 1446 هـ – 25 أبريل 2025 م
الحمد لله الذي جعل المرض كفّارةً للذنوب، ورفعاً للدرجات، ووسيلةً لتطهير النفوس والقلوب، نحمده سبحانه حمد الشاكرين على نعمه، وحمد الصابرين على بلائه، لا نحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه، ونشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صبر على البلاء، ورضي بالقضاء، وضرب أروع الأمثلة في التوكل والرجاء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)
معاشر المسلمين: إن من أعظم النِّعَم التي يغفل عنها كثير من الناس، ويقصرون في شكرها، نعمةٌ لا يعرف قدرها إلا من حُرمها، ولا يشعر بها حقًّاً إلا من ذاق ألم الفقد، إنها نعمة الصحة والعافية. نِعمةٌ عظيمة، لا يلتفت إليها الكثير في وقت السلامة، ولكنها تكون أثمن ما يُطلب حين تداهم الأبدان الأسقام، ويتقلب أصحابها على فرش المرض في البيوت والمشافي، لا يشكون حالهم إلا إلى الله، ولا يعلم ألمهم إلا مَن ذاق وجع المرض، واحتمل مرارة الضعف، وبات محروماً من لذّة النوم، وطِيب الطعام والشراب. كم من مريضٍ كان بالأمس يرفل بثوب الصحة، يمرح ويعمل ويأكل ويشرب، ثم إذا به اليوم يشكو ضعفاً وعجزاً، ويتمنى من أعماقه أن يعود كما كان، سليماً قوياً. فالحمد لله على قضائه وقدره، والشكر له في السراء والضراء.
أيها الأخوة والأخوات: لقد رغّب الإسلام في اغتنام نعمة الصحة، وحثّ النبي ﷺ على استثمارها قبل فوات الأوان، فقال فيما صحّ عنه: (اغتنِم خمساً قبل خمسٍ)، وذكر منها: (وصحتك قبل سقمك)، وقال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ) فيا من أنعم الله عليكم بالعافية، احمدوا الله من قلوبكم، واشكروه على هذه النعمة الجليلة، وسخِّروها في طاعة مولاكم، وابتغوا بها ما يقرّبكم إليه، فإن كثيراً من المرضى – والله – يتمنون لو تعود لهم صحتهم ساعةً واحدة، ليعملوا الخير ويُصلحوا، ولكن هيهات هيهات! وهل نأمن تقلبات الدهر، وغوائل الزمان! وفي عصرنا الحاضر تفشّت الأمراض، وكثرت الأوبئة، وظهرت أنواعٌ من الأسقام والأمراض لم تعرف من قبل، فكم من كارثةٍ حلّت، وكم من مصيبة نزلت، وما ذلك إلا عبرةٌ وذكرى لأولي الأبصار. فاستدركوا أوقات صحتكم قبل أن يُغلق الباب ويُقال: فات الأوان. ألا ترون المستشفيات؟ زوروا أقسامها، وانظروا إلى من ابتُلوا في أبدانهم، وتأمّلوا أحوالهم، لعلّ الله أن يلين بها قلوبكم، ويحيي بها شعور الشكر في نفوسكم، فاللهم رحماك بعبادك، اللهم شفاءً عاجلاً لكل مريض، وعافيةً تامةً لكل مبتلى.. عجيبٌ والله حال ابن آدم، ضعيفٌ بطبعه، يشكو من شوكةٍ تؤذيه، وزكامٍ يطرحه، وصداعٍ يؤرقه، وأصغر المخلوقات تزعجه وتؤلمه، ثم إذا عوفي تكبّر، وطغى وتجبر، وتناسى أمر ربّه، وبارز بالخطيئة، وتكاسل عن الصلاة، وتهاون في الحقوق وانغمس في المحرمات! نسأل الله العفو والعافية، والحفظ من كل فتنة وبلاء.
أيها الإخوة والأخوات المرضى، يا من ابتُليتم بمرارة الألم والأسقام، اعلموا أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم، وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم، فاحمدوا الله في السراء والضراء، واشكروه في العسر واليسر، فما أنزل الله بلاءً إلا لحكمة، ولا قدر داءً إلا ومعه الدواء. تسلّحوا بالصبر، وتحلّوا بالرضا، وتخلّوا عن الجزع والتسخّط، فذلكم علامة الإيمان، ودليل الصدق مع الله تعالى، فإن الإيمان بالقدر يُورِث القلب طمأنينة، ويغرس في النفس ثقةً بربّها، وأملاً لا ينقطع. وأقبلوا على الله بقلوبٍ منكسرة، وادعوه دعاء المضطرين، وتضرعوا إليه كما تضرع الخليل عليه السلام: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) وكما قال تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)، فهو القريب المجيب، الشافي الكافي، لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. بل هنيئاً لكم، نعم هنيئاً، فأنتم مغبوطون إن صبرتم واحتسبتم، فإن المرض بابٌ من أبواب الأجر، ومطهرٌ من الذنوب، ورافعٌ للدرجات، يقول صلى الله عليه وسلم: (ما يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)، ويقول: (ما يُصيبُ المسلمَ من نصبٍ ولا وصبٍ ولا همٍّ ولا حزنٍ ولا أذًى ولا غمٍّ، حتى الشوكةُ يُشاكُها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه) بل تأملوا هذا الموقف النبوي العظيم، حين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجلٍ يشتكي الحمى، فقال الرجل: (لا بارك الله فيها)، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تسبّوا الحُمّى، فإنها تُذهب خطايا بني آدم، كما يُذهب الكير خبث الحديد)…أيها المرضى الكرام، اعلموا أن المرض يكشف للعبد حقيقته، ويُذهب عنه الغرور والعُجب، ويُذكره بضعفه وافتقاره إلى ربه، فلو دامت الصحة لأحدٍ لطغى وتكبّر، ولكن الله جل جلاله يبتلي عباده ليذكّرهم أنهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، ولا حياةً ولا نشوراً، (يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) فيا مَن ضعُفت أبدانكم، لا تضعفوا في إيمانكم، ويا من أثقلكم المرض، لا تيأسوا من رحمة الله، فإن الله أرحم بكم من أمهاتكم، وأعلم بما يصلحكم. (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) وقال النبي ﷺ: (من يُرِد الله به خيراً يُصب منه)، وقال: إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط) وتذكروا: أن الجزع لا يرد البلاء، ولا يرفع الألم، وإنما يُذهب الأجر، قال الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: (إنك إن صبرتَ جرت عليك المقادير وأنت مأجور، وإن جزعتَ جرت عليك المقادير وأنت مأزور). ومن أعظم ثمار المرض أنه يقرّب العبد من ربّه، ويجعله منيباً خاشعاً، متضرعاً، (فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) فكم من أناسٍ ما عرفوا طريق التوبة إلا حين ألمّ بهم البلاء، وكم من قلوبٍ قاسية لم تلن إلا في أروقة المستشفيات، والمصحات!
فيا عباد الله، استجيبوا لنداء الله عز وجل، والجؤوا إليه وحده، فهو القائل: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ). وليكن لكم أيها المرضى في نبي الله أيوب عليه السلام أعظم مثال، صبر ثمانية عشر عاماً وهو يتلوى من المرض، ثم رفع أكفّ الضراعة فقال: (رَبِّ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فقال الله: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ، فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ) وهذا حبيبنا محمد ﷺ، كان يُوعك كما يُوعك رجلان منّا، ومع ذلك يحمد الله ويصبر، ويذكره في كل حال، فاقتدوا به، وسيروا على نهجه، فإن في ذلك الفلاح والنجاة. فاللهَ اللهَ في الصبر، اللهَ اللهَ في حسن الظن، اللهَ اللهَ في التوبة والرجوع إليه، قبل أن يفجأنا الموت، فلا ينفع عندها الندم، ولا يُقبل العذر.يا أيها المرضى: ليكن مرضكم دافعاً لكم إلى التوبة والإنابة، لا تقنطوا من رحمة الله، ولا تيأسوا من روحه، فإن بعد العسر يسراً، وبعد المرض شفاء، وبعد الألم أجر، وبعد البكاء فرجٌ بإذن الله تعالى.
أيها الأطباء والطبيبات، أيها الممرضون والممرضات: إن مهنة الطب أمانة عظيمة، والتمريض مسؤولية جليلة، فكونوا على قدر هذه الأمانة، واتقوا الله في أنفسكم وفي مرضاكم، وأخلصوا النية لله في كل عمل تقومون به، وراقبوه في كل خطوة وحركة، صغيرة كانت أو كبيرة. احذروا أن تكون غايتكم مجرد مكاسب دنيوية أو مطامع زائلة، فالدنيا فانية، والباقي ما كان لله. اهتموا بمرضاكم واعتنوا بهم عناية تامة، وكونوا أوفياء في أداء الأمانة، واجتنبوا كل خيانة. تحلّوا مع مرضاكم بالأدب والخلق الحسن، بالكلمة الطيبة، وبالصبر الجميل، والرفق، والملاطفة، والابتسامة الصادقة. تجنبوا التكبر أو التعالي أو الغرور، فالطبيب ليس مجرد معالج، بل هو داعية، ومربٍّ، ومرشد. كونوا دقيقين في تشخيصكم، رفيقين في معاملتكم، حريصين في وصفاتكم، بارك الله فيكم وفي علمكم وعملكم. واعتزوا بدينكم، وتمسكوا بالصلاة، وتعلموا من الأحكام الشرعية ما يعينكم على أداء واجبكم وفق شريعة الإسلام. وكونوا غيورين على الأعراض، فإن كثرة التلامس قد تضعف الإحساس بالحياء، فاحذروا حفظكم الله ورعاكم.
واغتنموا أوقات المرضى وفراغهم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم، فذكّروهم بالصلاة، وعلموهم كيفية الطهارة والوضوء، فإن كثيراً منهم – شفاهم الله – يتهاونون بذلك، والصلاة لا تسقط عن المريض ما دام عقله معه. فليصلّ قائماً، فإن لم يستطع فقاعداً، فإن عجز فعلى جنبه، وليتوضأ إن استطاع، فإن لم يستطع فليتيمم، لقوله تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا). وفي المقابل، نوجّه كلمة للمرضى ومرتادي المستشفيات والعيادات: احترموا من يعتني بكم من الأطباء والطبيبات، والممرضين والممرضات، وقدّروهم وأجلوهم، واحذروا من الإساءة إليهم أو التقليل من شأنهم بقول أو فعل. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ)، وقال أيضاً:(مَن صُنِع إليه معروف فليُكَافِئه، فإن لم يجد ما يكافئه فليدعُ له حتى يرى أنه قد كافأه).
نسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يشفي مرضانا ومرضاكم وأن يمنّ علينا وعليكم بالعافية إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله مولي الإنعام، وشافي الأسقام، والباقي على الدوام، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك القدوس السلام، ونشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله سيد الأنام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن المسلم الحقيقي هو من يكون إيمانه درعاً واقياً له في مواجهة الأزمات، وعقيدته في ربه وقضائه وقدره حصناً حصيناً عند تعرضه للأمراض والمحن. يواجه تحديات الحياة بعزيمة وتفاؤل، ويحيا بطمأنينة وسعادة، وراحة بال وقناعة. فالمؤمن المخلص يؤمن يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن كل المصائب هي بتقدير الله سبحانه وتعالى. كما قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).. أيها المرضى، شفاكم الله وعافاكم، اعلموا أن الله سبحانه وتعالى عندما أنزل الداء، قدّر له الدواء، وأباح لنا التداوي بما هو مشروع. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما أنزل اللهُ داءً إلا أنزل له شفاءً، علمه من علمه، وجهله من جهله)، وقال أيضاً: (تداووا عباد الله، ولا تداووا بحرام).
أيها المرضى، أيها الأطباء، أيها الأصحاء، أيها المسلمون جميعاً، اتقوا الله تعالى وأقبلوا على كتاب ربكم، ففيه الشفاء بإذن الله تعالى، حصنوا أنفسكم بالأوراد الشرعية، والأذكار النبوية الصحيحة، بفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والمعوذتين وغيرها، احرصوا أيها الأصحاء على زيارة إخوانكم المرضى الزيارة الشرعية، فهي حقٌ لهم، مع الدعاء والتخفيف، فقد ورد في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع) يعني جناها وثمرها. وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً، (مَن عادَ مريضاً، أو زارَ أخًا لَهُ في اللَّهِ ناداهُ مُنادٍ: أن طِبتَ وطابَ مَمشاكَ وتبوَّأتَ مِنَ الجنَّةِ منزلاً) وليحرص الزائر على التخفيف والدعاء، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من عاد مريضاً لم يحضُرْ أجلُه فقال عنده سبعَ مرَّاتٍ: أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيَك إلَّا عافاه اللهُ من ذلك المرضِ)
أيها الأخوة والأخوات في الله: وإذا كنا نعيش اليوم في عصر تفشي الأوبئة والأمراض المستعصية الجسدية والنفسية أجارنا الله وإياكم منها، فإن الحصانة في القرآن والذكر، تربى عليه النفوس، وتعمر به البيوت، ويحصن به الأهل والأولاد والبنات. ما انتشر القلق والأرق والاكتئاب، وكثر المس والسحر والعين وما يسمى بالطب والعمل، إلا لما غفلنا عن الله وأهملنا أنفسنا من الحصانة الشرعية.
وإذا كان التداوي مشروعاً، فيجب الحذر كل الحذر من الذهاب إلى المشعوذين والسحرة والدجالين، والكهنة والعرافين، الذين كثروا بشكل عجيب ومخيف لا كثرهم، الله، طلاسم وخرافات، وحروز وخزعبلات، يكذبون بها على الناس، ويوهمون أن فيها شفاء وهي والله الداء، لابد من وضع العقوبات الرادعة على هؤلاء السحرة الأشرار، فقد آذوا عباد الله، فرقوا بين الأب وابنه، وبين الزوج وزوجه، فيجب التبليغ عنهم، ولا يجوز الذهاب والتردد عليهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من أتى كاهناً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) ويقول: (من أتى كاهناً أو عرافاً، فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله أيها المرضى، واعلموا أن الشفاء فيما أباحه الله لكم، يغنيكم عما حرمه عليكم. اللهم اشفنا واشف مرضانا، وعاف مبتلانا، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، الذين أعجزتهم الأمراض والأسقام، وأقعدهم قضاؤك عن المشي والقيام، هبهم يا ربنا الصحة والعافية، وهبهم الشفاء العاجل منك، فإنه لا شفاء إلا شفاؤك، هبهم شفاء لا يغادر سقماً، لا إله إلا أنت ولي المؤمنين وعدة الصابرين يا أرحم الراحمين.
اللهم اشفِ كل مريضٍ يتألم، وعافِ كل مبتلًى، واغمرنا برحمتك وعافيتك في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم إنا نسألك العافية في أبداننا، اللهم إنا نسألك العافية في سمعنا، اللهم إنا نسألك العافية في أبصارنا، لا إله إلا أنت.
اللهم إن الأمراض جُندٌ من جنودك، تصيب بها من تشاء، وتصرفها عمَّن تشاء، اللهم فاصرفها عنا، واشفنا وعافنا، وألبِسْني ثوبَ الصحةِ والعافية يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين.
اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين..
اللهم كن لأهل غزة وفلسطين سنداً ونصيراً، اللهم قوِّ عزائمهم، وثبّت أقدامهم، واشفِ جرحاهم، وتقبل شهداءهم، وفكّ قيد أسراهم، وكن لهم ولياً وحافظاً.
اللهم اجعل لهم من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً وانصرهم على القوم الظالمين المعتدين.
اللهم وفِّقنا للتوبة والإنابة، وافتح لنا أبواب القبول والإجابة، اللهم تقبَّل طاعاتنا، وأصلح نياتنا وأعمالنا، وكفِّر عنا سيئاتنا، وتب علينا، وأصلح أولادنا، واغفر لنا ولوالدينا ولموتانا وموتى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)