فصل الشتاء آيات وأحكام
فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان
3 رجب 1446 هـ – 3 يناير 2025 م
الحمد لله على فضله وإنعامه، سبحانه جعل الشمس ضياء، والقمر نوراً وقدره منازل، لتعلموا عدد السنين والحساب، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين بيده ملكوت السماوات والأراضين، ونشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله إمام المتقين، وخاتم النبيين، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمّا بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله :(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
معاشر المسلمين: إن الشمس والقمر مسخران للأرض ومن عليها، ومقدران بما ينفع الناس ولا يهلكهم، ولو كانت الشمس أقرب إلى الأرض لأحرقتها ومن عليها، والناس يتأذون من الشمس في شدة الحر فكيف لو اقتربت! ولو كانت الشمس أبعد عن الأرض، لتجمدت الأرض ومن عليها، والعقلاء يدركون ذلك في شدة البرد المهلك، فيعلمون نعمة الله تعالى عليهم بتقدير موقع الشمس من الأرض، فسبحان من خلق كل شيء فقدره تقديراً…
وشدة البرد، وشدة الحر نَفَسَان من جهنم؛ لتذكير العباد في الدنيا بنار الآخرة؛ ليتقوا ما يوردهم إياها، ويأخذوا بأسباب النجاة منها، قال صلى الله عليه وسلم: اشتكت النار إلى ربها قَالَتْ: يَا رَبِّ: أَكَلَ بَعْضِي بَعْضاً، فَجَعَلَ لَهَا نَفَسَيْنِ، نَفَسٌ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٌ فِي الصَّيْفِ، فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا، وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ مِنْ سَمُومِهَا). ومن كمال نعيم أهل الجنة جعلني الله وإياكم من أهلها، أنهم لا يجدون فيها حرًّاً ولا برداً؛ قال قتادة رحمه الله تعالى: (علِمَ الله تعالى أن شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي؛ فوقى الله أهل الجنة من أذاهما جميعاً؛ قال تعالى: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً) وفي هذه الأيام، عباد الله نعيش موسماً من مواسم السنة يتكرر في كل عام، ألا وهو فصل الشتاء، وإنَّ مجيءَ الشتاءِ وعودتهِ إلينا، يعني انقضاءُ عامٍ كاملٍ بفصولهِ المختلفةِ، وهذا يشعرنا بضرورةِ تذكرِ المصيرِ المحتومِ والنهايةِ الأكيدةِ التي تصيرُ إليها كلُّ المخلوقاتِ: يقول تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ) فيا سعادةَ منِ استعدَّ بالخيراتِ وقدمَ أمامهُ الأعمالَ الصالحاتِ، ويا خسارةَ منْ فرطَ في عمرهِ، وضاعتْ عليهِ لحظاتُ حياتهِ، وأضاع وبدد أوقاتهُ فراحتْ هباءً منثوراً.. والبرد عباد الله يذكر بالله وعظمته، فقد روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – خرج زَمَنَ الشِّتاءِ، والوَرَقُ يَتَهافَتُ، فأخَذَ بِغُصْنَيْنِ مِنْ شَجَرَةٍ، فجَعَل ذلك الوَرَقُ يَتَهافَتُ فقال يا أبا ذَرٍّ! قلتُ: لَبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ! قال: إنَّ العبدَ المسلمَ لَيُصَلِّي الصلاةَ، يُريدُ بها وجهَ اللهِ؛ فَتَهافَتُ عليه ذُنوبُه، كما تَهَافَتَ هذا الوَرَقُ عن هذه الشَّجَرَةِ.
يعني: كما أن الريح تطير أوراق الأشجار، كذلك الصلاة تمحو الذنوب، ولا تبقي منها شيئاً، فالصلاة عظيمة الأجر، مكفرة للذنوب.. وتذكّر يا عبد الله وأنت تنعم باللباس الدافئ والمسكن الهانئ، تذكّر الله فاحمده أولاً وأخيراً على ما يسر وسهل، واشكره على ما أنعم وتفضل، وتذكر ثانياً إخواناً لك قُدرت عليهم أرزاقهم، وقصرت بهم النفقة، لا يجدون لباساً ولا يرتدون لحافًاً ولا يلبسون كساءً، برد قارس، وليل مظلم دامس، وأنت تبدل ما شئت من الثياب، وتملك من اللحاف والوقاية ووسائل التدفئة. وهم بأمسِّ الحاجة إلى العون والمساعدة في إقبال الشتاء، فقدموا لأنفسكم، وتفقدوا إخوانكم المحتاجين، فهم أولى بالتفقد والعطاء والإحسان، وابدؤوا بأقاربكم وذوي أرحامكم، ثم جيرانكم وأهل بلدكم، ثم الأقرب منكم فالأقرب، ثم إخوانكم المبتلين بالكوارث والحروب من الفقراء اللاجئين والمهجرين والمستضعفين في العالم، ولا سيما إخوانكم في فلسطين وغزة وغيرها، ولا يحقِرنَّ أحدكم من المعروف شيئاً؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقِ النار ولو بشق تمرة). وقال صلى الله عليه وسلم: (من كسا مسلماً على عري كساه الله عز وجل من خضر الجنة)..
أيها المؤمنون والمؤمنات: لقد كان عمر الفاروق رضي الله عنه إذا حضر الشتاء كتب إلى عماله وولاته بالوصية: أن الشتاء قد حضر وهو عدو، فتأهبوا له أهبته من الصوف والجوارب والخفاف، واتخذوا الصوف شعاراً ودثاراً؛ فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه. والشِّعار ما يلي الجلد من اللباس، والدِّثار ما فوق ذلك. وقال الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه (تَوَقَّوا الْبَرْدَ فِي أَوَّلِهِ، (أي أحفظوا أنفسكم من أذاه) وَتَلَقَّوْهُ فِي آخِرِهِ، (أي استقبلوه في نهايته) فَإِنَّهُ يَفْعَلُ فِي الْأَبْدَانِ كَفِعْلِهِ فِي الْأَشْجَارِ، أَوَّلُهُ يُحْرِقُ وآخِرُهُ يُورقُ) فعلينا أخذ الحذر والحيطة، والوقاية خير من العلاج، فدفع البرد باللباس واللحاف والخفاف أسهل من رفعه بعد دخول والتفاف.
أيها الأخوة والأخوات في الله: لقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، يفرحون بدخول الشتاء؛ إذ يجدونه مُعيناً لهم على طاعة ربهم، إذ إن فيه من المزايا ما ليس في غيره، والموفق من أستغل دخوله، فمن ذلك طول ليله، بحيث ينامون فيه بُغْيتهم، ثم يقومون لمناجاة ربهم وتهجدهم، قد اطمأنت نفوسهم، وأخذت مقدارها من النوم، مع بقاء وقت كاف للتهجد والقيام ومناجاة الحي القيوم، يقول تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) ويقول: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ) فإن صلاة الليل شعار المتقين، ودِثارُ أولياء الله المفلحين؛ قال الله تعالى في وصف عباده المتقين (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) …
عباد الله: ومن مزايا فصل الشتاء قصر نهاره وبرودته، مما يعين على صيامه، يقول أهل العلم: المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش، فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقة الصيام. روي أن رسول الله صلى لله عليه وسلم قال: (الشِّتاءُ ربيعُ المؤمِنِ قصرَ نَهارُهُ فصامَ، وطالَ ليلُهُ فقامَ، وقال: (الصيام في الشتاء الغنيمةُ الباردة) وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول عند دخول الشتاء، مرحباً بالشتاء تنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام.. وقال الحسن البصري رحمه الله: (نِعْمَ زمانُ المؤمن الشتاءُ؛ ليله طويل يقومه، ونهاره قصير فيصومه) وعن عبيد بن عمير رحمه الله أنه كان إذا جاء الشتاء قال: يا أهل القرآن! طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا. وقال يحيى بن معاذ رحمه الله: (الليل طويل فلا تقصّرْه بمنامك، والإسلام نقيّ فلا تُدنسّه بآثامك) وقيام ليل الشتاء يعدل (أي يساوي) صيام نهار الصيف، ولهذا بكى معاذ بن جبل رضي الله عنه عند موته ولما سئل عن سبب بكائه، قال: إنما أبكي على ظمأ الهواجر (أي فوات الصيام في الحرّ) وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء بالرُّكَب عند حِلقَ الذكر)
أيها المؤمنون: ومن مزايا الشتاء أنه يدل على قوة الإيمان لدى أولئك الجمع الذين فارقوا فرشهم الدافئة، وهبوا للتهجد أو لصلاة الفجر، يقاسون البرد الشديد، وماء الوضوء الذي يلذع الأطراف؛ فالمؤمن الذي يقاسي البرد ويخرج لصلاة الفجر متلفعاً بأكسيته قد استحق إن شاء الله تعالى أن يوصف بالصدق، وأنه لبى نداء ربه، مع كثرة الصوارف والمغريات بتركه. يقول صلى الله عليه وسلم: (بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) والنور على قدر الظلمة، فمن كثر سيره في ظلام الليل إلى الصلاة، عظم نوره، وعّم ضياءه يوم القيامة. يقول تعالى: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا، ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)..
أيها الأخوة والأخوات في الله: ومنَ المكارهِ التي تشق على الإنسان في فصل الشتاء ما يحصلُ منْ جراءِ برد الشتاء منْ أمراضٍ وعللٍ كنزلاتِ البردِ والزكامِ والحمى ونحوها. وهي كفارات للعبد؛ فلا يضجر بها، ولا يشتك منها، ولا يتسخط بسببها؛ كما في الحديث أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ فَقَالَ: مَا لَكِ؟ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ؟ (أي ترتعدين من البرد) قَالَتْ: الْحُمَّى، لَا بَارَكَ اللهُ فِيهَا، فَقَالَ: (لَا تَسُبِّي الْحُمَّى، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ) وسواء أصابته أمراض البرد أو أصابت أطفاله الصغار فتألم لألمهم وسهر الليالي لأجلهم وتكلف في علاجهم فهو على ألمه وسهره لأجلهم مأجور وما أنفق في علاجهم مخلوف، فلا يضيع له شيء عند الله ما دام صابراً لم يجزع، وراضياً لم يسخط.
نسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا إنه سميع الدعاء.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمد الشاكرين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله أفضل الأنبياء والمرسلين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
أما بعد: فيا أيها المسلمون والمسلمات: ولما كان فصل الشتاء معروفاً بشدة البرد وهبوب الرياح القارسة في غالب وقته، وموسماً لنزول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، مع حاجة الناس للألبسة الثقيلة، ولا يخفى ما يجدونه من مشقة في مثل هذه الظروف والأحوال؛ خاصة المرضى على فرشهم، فقد شرع من الأحكام ما يتناسب وهذه المشاق، فمن هذه الأحكام التيمم، فمن أراد الوضوء أو الغسل ولم يجد الماء، أو وجده ولكنه شديد البرودة – مع مراعاة عدم التساهل في تهيئة ما يسخن به الماء – أو كان البرد قارساً وخاف على نفسه الهلاك أو ضرراً في جسده إن هو استعمل الماء: شرع له التيمم؛ يقول الله تعالى: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّاً غَفُوراً) ومن الأحكام المشروعة المسح على الخفين والجوربين بدلاً من غسل الرجلين إذا كانتا مستورتين بخف أو جورب ونحوهما وذلك بشرط أن يكونا قد لبسا على طهارة، وأن يكون المسح عليها في حدث أصغر، لا في الجنابة ولا في ما يوجب الغسل، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فتوضأ، فأهويت لأنزع خفيه فقال: دعهما، فإني أدخلتهما طاهرتين) فمسح عليهما، فيجوز المسح عليها للمقيم يوماً وليلة- أي أربعاً وعشرين ساعة- وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن- أي اثنتان وسبعون ساعة- فعن شريح بن هانئ رضي الله عنه قال: أتيت أمي عائشة رضي الله عنها أسألها عن المسح على الخفين، فقالت: عليك بعلي ابن أبي طالب، فسله فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه فقال: (جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوماً وليلة للمقيم)، إلا إذا أصابته جنابة فيلزمه خلعهما وغسل القدمين مع سائر الجسد؛ لما رواه صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفراً أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن، إلا من جنابة، ولكن من غائط وبول ونوم) وتبدأ مدة المسح من أول حدث بعد اللبس على طهارة، عند أكثر العلماء. وكيفية المسح: أن يبل المتوضئ يديه بالماء ثم يمرهما على ظاهر قدميه فقط، اليد اليمنى على القدم اليمنى واليسرى على القدم اليسرى مرة واحدة عند كل وضوء من أطراف أصابع القدمين إلى بداية الساق) وكذا يشرع المسح على الجوربين؛ لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(توضأ ومسح على الجوربين) والجورب: ما يلبس في الرجل لدفع البرد ونحوه، ويجب أن يكون الجوربان سميكين ساترين لمحل غسل الفرض من القدمين ليصح المسح عليهما، على القول الصحيح.
ومما يباح ويشرع فعله عند نزول الأمطار الجمع بين الصلاتين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في وقت إحداهما، خاصة إذا تبللت الثياب وحصل معها المشقة والحرج، كما ذهب إلى ذلك كثير من العلماء، وهذه الرخصة لمن يصلي جماعة في مسجد يتأذى في طريقه إليه، على تفصيل عند أهل العلم في مسائل الجمع في المطر وغيره. فالجمع بين الصلاتين لأجل المطر رخصة من الله عز وجل والله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، ولكن لا ينبغي التساهل في هذا الجمع، بل يكون الجمع مقيّداً بالمسوغ الشرعي للجمع من مطر أو وحل شديد أو ريح شديدة باردة ونحوه من الأعذار التي ذكرها أهل العلم في كتب الفقه المعتمدة.
نسأل الله تعالى ان يرزقنا التفقه في دينه ويعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويرزقنا العمل بما علمنا انه سميع الدعاء.
اللهم كن لأهل فلسطين وغزه عوناً ونصيراً وظهيراً، وبدل خوفهم امناً، واجبر كسرهم، وأطعم جائعهم، واكس عاريهم، واشف مرضاهم، وتقبل شهدائهم برحمتك يا ارحم الراحمين.. اللهم ارفع الحصار عن غزه وانصر اهلها على الظلم والعدوان.
اللهم انصر ضعفهم فانهم ليس لهم أحد سواك يا رب العالمين. اللهم احفظ بيت المقدس والمسجد الاقصى واهله واجعله شامخاً عزيزاً عامراً بالطاعة والعبادة الى يوم الدين.. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا واغث قلوبنا بالأيمان والتقوى، وبلادنا بالأمطار والخيرات يا رب العالمين.
اللهم اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان يا سميع الدعاء. اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ونفس كروبنا وعافي مبتلانا، واشفي مرضانا، وارحم والدينا وارحم موتانا برحمتك يا ارحم الراحمين.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)