لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.. بهذه العبارات استقبل جبل عرفة ضيوف الرحمن من داخل وخارج المملكة العربية السعودية للمرة الأولى منذ تفشي جائحة كورونا «كوفيد 19»، حيث توجه حجاج مملكة البحرين أمس الجمعة التاسع من شهر ذي الحجة إلى صعيد جبل عرفة ليؤدوا شعائر الركن الأعظم من مناسك الحج لهذا العام، حيث نظمت اللجنة الأمنية ببعثة الحج البحرينية خطة متكاملة بمشاركة جميع لجان البعثة المختلفة لتفويج حملات الحج البحرينية من منى إلى عرفة وفق جدول زمني محدد، وذلك بالتنسيق والتعاون مع سلطات المملكة العربية السعودية الشقيقة حيث اتسمت الحركة المرورية بالانسيابية خلال تصعيد الحجيج.
وأدى حجاج المملكة صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة، كما استمعوا إلى خطبة عرفة التي ألقاها هذا العام الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين محمد العيسى.
هذا وحرصت إدارة بعثة الحج البحرينية برئاسة فضيلة الشيخ عدنان بن عبدالله القطان على زيارة جميع الحملات البحرينية بمخيمات عرفة للاطمئنان عليهم والتأكد من تعرفهم خطة التفويج لمشعر مزدلفة.
وأكد الشيخ القطان أن جميع لجان البعثة تعمل على قدم وساق من أجل راحة وسلامة الحجاج، حيث تعمل اللجنة الأمنية وفريق الكشافة ولجنة التخطيط الهندسي في الميدان بين مخيمات الحملات من أجل الحماية والإرشاد والتواصل مع الحملات.. بينما بقية الحملات تواصل عملها كل في موقعه.
ولفت إلى أن إدارة البعثة تتواجد في المخيم البحريني على مدار الساعة حتى بعد فترة التفويج إلى مزدلفة بحضور القنصلية البحرينية بجدة.
من جانبه أكد د. إبراهيم عبيد رئيس اللجنة الطبية ببعثة الحج البحرينية أنه لا توجد أي مشاكل صحية مقلقة بين حجاج مملكة البحرين، وأن عدد المراجعات التي أتت إلى العيادة الطبية تقارب 120 حالة، والحالات كلها بسيطة والحجاج جميعهم بصحة وعافية.
بالنسبة للإصابات بفيروس كورونا، أشار د. عبيد إلى أن بعثة الحج البحرينية تقوم بالتعاون مع جميع الحملات البحرينية بفحص الحجاج بشكل دوري، وتقوم اللجنة الطبية بتوجيه جميع الحجاج بالالتزام بالاشتراطات الصحية والتقيد بلبس الكمامات، وإذا رصدت أي إصابات فإنه يتم تحويل الحالات إلى مستشفى النور السعودي لتنسيق أمور المصابين فيما يتعلق بإتمام مناسك الحج من دون إخلال بأي ركن أو شعيرة.
وحول استعدادات اللجنة الطبية بمشعر عرفة أوضح د. عبيد أن اللجنة الطبية قامت بنقل جميع معداتها وأدويتها إلى مخيم عرفة، وتواجد الطاقم الطبي في المخيم على مدار الساعة لخدمة الحجاج البحرينيين، حيث وفرت اللجنة البحرينية 5 أطباء، 5 ممرضين، 3 صيادلة، وعددا من الإداريين، كما وفرت الأجهزة اللازمة للأمراض الشائعة، إضافة إلى التنسيق مع مستشفى عرفة السعودي لتحويل أي حالات خطرة لا قدر الله إلى المستشفى.
ومع غروب شمس يوم عرفة بدأ حجاج المملكة النفرة إلى مزدلفة وأدوا صلاة المغرب والعشاء والمبيت بها حتى فجر العاشر من شهر ذي الحجة، يجمعون الحصى، ثم يدفعون منها إلى منى، استعدادا لرمي جمرة العقبة الكبرى اليوم السبت.
وقد حرص د. الشيخ عدنان القطان على توجيه الشكر إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على اهتمامهم ودعمهم المستمر لبعثة الحج البحرينية، في إطار الحرص الشديد على توفير كل سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام، منوها بجهود اللجنة العليا لشؤون الحج برئاسة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف نواف المعاودة.
وأشاد بالخدمات والتسهيلات التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده لضيوف الرحمن وخاصة حجاج مملكة البحرين، منوها بمشروعات التوسعة المستمرة في الحرم المكي والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة لخدمة الحجاج والمعتمرين.
وقال د. الشيخ عدنان القطان إن بعثة الحج البحرينية قامت بالتنسيق المشترك مع جميع حملات الحج البحرينية لاطلاع الجميع على التفاصيل والإجراءات التنظيمية المختلفة والصحية والأمنية لضمان صحة وسلامة حجاج المملكة، وتيسيرا عليهم في أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة، مشيدا بتجاوب جميع الحملات البحرينية وتحملهم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
ونوه أيضا بالتعاون مع الجانب السعودي ابتداء من سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين ووزارة الحج السعودية وقنصلية مملكة البحرين في جدة، مشيرا إلى أنه تم توزيع المخيمات على الحملات البحرينية منى وعرفة ومزدلفة.
يذكر أن عدد حجاج مملكة البحرين 2094 حاجا، والبعثة البحرينية التزمت باشتراطات وزارة الحج السعودية حيث لا تتجاوز أعمار الحجاج البحرينيين 65 عاما.