عدنان بن عبد الله القطان
14 رمضان 1443هـ – 15 إبريل 2022 م
—————————————————————–
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا) نحمده سبحانه ونشكره ونتوب إليه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أخشى الناس لربه، وأتقاهم لمولاه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تَبِعَهُمْ بإحسان إلى يوم الدين.
أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
معاشر المسلمين: القران العظيم كتاب الله رب العالمين، وكلام خالق الخلق أجمعين، تنزيل العزيز الحكيم، نزل به جبريل الروح الأمين، على قلب نبينا محمد سيد ولد ادم أجمعين؛ وعلى خير أمة أخرجت للناس، وبأبين اللغات وأوسعها بلسان عربي مبين. أنزله في أفضل زمان؛ في شهر رمضان، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) وفي أشرف لياليه، في ليلة القدر (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) نعمة من أعظم نعم الله على العباد؛ قدمه الله في الذكر على نعمة الخلق والإيجاد (الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ) فدعونا عباد الله نتحدث عن عظمة هذا القرآن، عن عظمة من أنزله الله معجزة تحدى بها الثقلين، فأذعن لفصاحته البلغاء، وانبهر بأسراره العلماء، عن عظمة هذا السفر الذي ألان به قلوباً قاسية، وهدى به نفوساً تائهة يقول تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِي أَقْوَمُ) إنه القران، أبهر الناس بإعجازه وفصاحته وبراعة إيجازه، فدانت له القلوب، وتأثرت به النفوس، وخضعت له المشاعر، وانقادت لسماعه الأسماع...هذا الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه كان في الجاهلية خصماً عنيداً، وعدواً لدوداً للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم حتى قيل: (لَوْ أَسْلَمَ حِمَارُ آلِ الْخَطَّابِ مَا أَسْلَمَ عُمَرُ) فما الذي غيره؟ ومن الذي حوله من النقيض إلى النقيض؟! إنه القرآن الذي قرأ منه عمر قول الحق: (طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) فاندهش عمر لهذه القوارع والتنزيه والتعظيم، فتأثر عمر، ورق قلبه، ولان صدره، حتى عرف تأثير القرآن في وجهه، ثم أعلن بعدها إسلامه.
يا أهل الإيمان: القرآن العظيم هو ربيع المؤمنين، وحداء القانتين، ما طابت الحياة إلا معه، ولا نجاة إلا بالاستمساك به، يقول جل وعلا: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)
أنزله الله معجزة إلى يوم الدين، وتحدى به الثقلين، فأذعن لفصاحته البلغاء، وانقاد لحكمته العقلاء، وانبهر بأسراره العلماء، جعله الله نوراً، وإلى النور يهدي ويرشد.
من رام السعادة في الدارين فليلزم ما بين دفتيه، وليجعله سميره وأنيسه، وليتخذه رفيقه وجليسه. قد جاوزت فضائله كل فضل، وحاز أهله أعلى نزل، فخير الناس في دنيا الناس هم أهل القرآن يقول صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ). تلاوته كلها خير، ولا تأتي إلا بخير يقول صلى الله عليه وسلم: (الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ فَلَهُ أَجْرَانِ). حاز الأجر العظيم من قرأ حروفه وكلماته، فكيف بسوره وأجزائه؟! يقول عليه الصلاة والسلام: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ: أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ).
هذا الكتاب العزيز الكريم يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه يقول صلى الله عليه وسلم: (اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا..)
شرف في الدنيا والاخرة، ورفعة وكرامة أعدها الله لأهل القران: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) ويقول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لَيَرْفَعُ بِهَذَا الْقُرْآنِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ آخَرِينَ). أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَكْثَرُ النَّاسِ اغْتِبَاطًا يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ: يقول صلى الله عليه وسلم: يُقَالُ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا).
أيها الصائمون والصائمات: لقد عرف عظمة فضائل كلام رب العالمين سلف هذه الأمة، فعجت به ألسنتهم، ورقت له قلوبهم، واقشعرت من وعده ووعيده جلودهم.
نعم، لقد قرؤوا حروفه، وأقاموا حدوده، وتدبروا معانيه، وتفكروا في عجائبه، وعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، فأصبحوا خير أمة أخرجت للناس. كان الواحد منهم يسير في أرض الله وهو يحمل أخلاق القرآن، وآداب القرآن، ومبادئ القرآن، فانتشر الإسلام، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ببركة هذا القرآن، الذي هذب أهله، وزكى نفوسهم، وقوم سلوكهم، فجعلهم أسوة ومثلاً باقياً.
أما أخبارهم مع كتاب الله فشيء لا تطيقه همم أبناء اليوم إلا من رحم الله وقليل ما هم.
كان لهم مع كتاب الله شأن، وأي شأن؟! فما أحوجنا أن نعطر أسماعنا بمثل هذه النماذج المشرقة والصور المبهجة! لعل الهمم تستيقظ من سباتها، وحتى لا يستكثر أحد منا طاعته وعبادته إذا وقف على طاعة القوم وعباداتهم.
فهذا قدوتنا وحبيبنا رسول البشرية صلى الله عليه وسلم كان لهاجاً بالقرآن، قواماً به بالأسحار، حتى تفطرت من طول قيامه قدماه. يصف لنا حذيفة بن اليمان طول قيامه في رمضان فيقول: (قُمْتُ مَعَهُ لَيْلَةً فَقَرَأَ بِالْبَقَرَةِ، ثُمَّ النِّسَاءَ، ثُمَّ آلَ عِمْرَانَ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ تَخْوِيفٍ إِلَّا وَقَفَ وَسَأَلَ) كان للقرآن الكريم مع النبي الكريم في هذا الشهر الكريم مزيد اعتناء واهتمام، فكان له موعد مع جبريل -عليه السلام- في رمضان، يدارس عليه القرآن، كل ليلة، وفي آخر عام من حياته عرض عليه القرآن مرتين. وهذا الخليفة الصالح الراشد الذي كانت تستحيي منه ملائكة الرحمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان يختم القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان، ومن مأثور قوله رضي الله عنه: (لَوْ طَهُرَتْ قُلُوبُكُمْ مَا شَبِعْتُمْ مِنْ كَلَامِ رَبِّكُمْ) وودع دنياه شهيداً، وسقط مضرجاً بدمائه والقرآن بين يديه. وهذا الأسود بن يزيد النخعي أحد أئمة التابعين، كان يختم القران في كل ليلتين. وأما العلم الهمام البصري قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله فكان في عامه كله يختم القرآن في كل أسبوع، فإذا دخل رمضان ختمه كل ثلاث ليال، فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة. وهذا الإمام الحافظ الزاهد محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله كان يختم القرآن في رمضان كل يوم ختمة، ويختمه كل ثلاث ليال ختمة أخرى، فكان يصفو له أربعون ختمة خلال شهر رمضان.. أما الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله فقد بلغ ما يختمه في رمضان مبلغاً يعز نظيره في الدنيا، كان يختم القرآن ستين ختمة، ختمة في النهار وختمة في الليل.
أما حمزة بن حبيب الزيات أحد القراء السبعة إمام مشهود له بالتقى والعبادة، يقول: (نَظَرْتُ بِالْمُصْحَفِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بَصَرِي).
وهذا أبو محمد عبد الله بن إدريس الأودي، رحمه الله حضرته منيته فبكت على رأسه بنيته، فقال: (لَا تَبْكِ، علي يا بنيتي، فَقَدْ خَتَمْتُ الْقُرْآنَ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَرْبَعَةَ آلَافِ خَتْمَةٍ).
وهذا مالك بن أنس رحمه الله إمام دار الهجرة كان إذا دخل عليه رمضان يقبل على تلاوة القرآن من المصحف، ويترك كل شيء حتى مدارسة الحديث، ومجالسة أهل العلم.
تلك -عباد الله- بعض أخبار القوم مع كتاب الله، وشيء من أحوالهم مع كلام الله:
اللَّهُ يَشْهَدُ مَا قَلَّبْتُ سِيرَتَهُمْ
يَوْماً وَأَخْطَأَ دَمْعُ الْعَيْنِ مَجْرَاهُ
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)
اللهم ارحمنا بالقرآن، واجعله لنا إماماً ونوراً وهدى ورحمة *اللهم وارزقنا تلاوته اناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، واجعله لنا حجة يا رب العالمين.
نفعني الله وإياكم بالقران العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي من علينا وهدانا إلى الإسلام، ووفقنا فجعلنا من أمة أفضل الأنام، الذي اتاه الحكمة والقران، نحمده سبحانه على ما من به علينا من نعمه العظيمة، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد فيا أيها الصائمون والصائمات: ها هو شهركم قد تصرمت أيامه، فسارعوا وسابقوا إلى اغتنام ما بقي من لياليه، واستدراك نفحاته وخيراته. من كان منكم محسناً فليزدد إحساناً، ومن كان غافلاً مقصراً فليقصر. ورغم أنف أمرئ دخل عليه رمضان ثم انسلخ فلم يغفر له، قالها المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أيها المؤمنون: نفوسنا إذا لم تقبل على الطاعة والذكر والقران في شهر الرحمة والغفران حرية بالمحاسبة والمراجعة، وإن القلوب التي لا تحركها مواعظ القران ووعد الرحمن، حرية أن تقف مع ذاتها وقفة تقريع ومعاتبة. يا أمة القران: علينا أن نعتني بهذا القرآن العظيم عناية فائقة تتجاوز كل مظاهر العناية بغيره من أمور الدين والدنيا، كالإيمان به، وصونه، وإكرامه، وتلاوته وتعلمه وتعليمه لأطفالنا وشبابنا وحفظه في الصدور وتدبر آياته، والعمل به والتأدب معه والدعوة إليه وتبليغه، وإكرام حفظته، ودعم المعلمين والمتعلمين له، لأنه قوام الأمة، وحياتها وعزها وخيرها.
عباد الله: ومن العناية بالقران الكريم أيضاً الإنفاق على تعلمه وتعليمه، من خلال الوقف والوصايا والهبات، للإنفاق من ريعها على مراكز وحلقات تحفيظ القران الكريم، والتي تهتم بتلاوة كتاب الله تعالى وحفظه وتجويده، وتدريس علومه، وتنشئة الشباب المسلم المشاركين في تلك الحلقات التنشئة الصالحة، وتأمين الصحبة الطيبة لهم، وتقديم الهدايا والجوائز التشجيعية للمتفوقين منهم، وصرف المكافآت للعاملين فيها، فهو من الصدقة الجارية التي يستمر أجر صاحبها حياً وميتاً، فقد قال صلى الله عليه وسلم:( إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له) وهانحن بفضل الله أولاً، ثم بفضل ولاة أمرنا وقيادتنا وجهود العاملين المخلصين القائمين على تلك المراكز والحلقات المباركة، ودعم الواقفين الممولين الذين يبذلون لتعليم القرآن وتشجيع حفظته نرى انتشار مراكز وحلقات تحفيظ القران الكريم على نطاق واسع في ربوع وطننا العزيز. وأهيب بأصحاب الأموال من رجال الأعمال والأغنياء والمحسنين توفير المال اللازم لمراكز وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، لنضمن لها الاستمرار في دورها المنوط بها، في تعليم القران ونشره بين المسلمين، خدمة له، وتبياناً لهديه وفضائله، ليستقيم أمر الأمة، ويعلو شأنها بين الأمم، فهو سبيل إسعادهم في الدنيا والاخرة، وإننا لنتقدم بالشكر والتقدير إلى جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه على عنايته ورعايته للقرآن الكريم وتوجيهه بإنشاء وتأسيس معهد شرعي للقراءات والدراسات القرآنية وعلومها وإعداد معلمي القرآن، كذلك رعايته السنوية في رمضان لمسابقة حفظ القرآن الكريم ومكافأة حفظته، تشجيعاً لهم فبارك الله في جهوده، وجزاه الله خير الجزاء وجعل ذلك في موازين حسناته.
يا أمة القران: هذا شهر القرآن، فاستنهضوا الهمم للقرآن، وحركوا القلوب للقرآن، فذاك كسب عظيم، ونفحة مباركة من رب كريم، ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه، ومن عمي فعليها، وما ربك بظلام للعبيد.
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وجلاء همومنا وغمومنا، ونور أبصارنا، وهدايتنا في الدنيا والآخرة. اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده. اللهم اجعله شاهداً لنا، واجعله شفيعاً، يا رب العالمين!
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين.
اللهم كن لإخواننا المستضعفين المضطهدين في كل مكان ناصراً ومؤيداً ومعيناً.
ﺍﻟﻠﻬﻢ أﺣﻔﻆ بيت المقدس والمسجد ﺍﻷﻗﺼﻰ من عبث العابثين، اللهم كن لأخواننا المرابطين في المسجد الأقصى وأكناف بيت المقدس، عوناً ونصيراً ومؤيداً وداعماً، واجعله شامخاً عزيزاً عامراً بالطاعة والعبادة إلى يوم الدين.
اللهم اشفِ مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم والدينا وارحم موتانا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.. الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ. (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
خطبة جامع الفاتح الإسلامي – عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين