عدنان بن عبد الله القطان
25 ربيع الأول 1444هـ – 21 أكتوبر 2022 م
————————————————————
الحمد لله ملأ بنور الإيمان قلوب أهل السعادة، فأقبلت على طاعة ربها منقادة، فحققوا حسن المعتقد وحسن العمل وحسن الرضا وحسن العبادة، نحمده سبحانه ونشكره وقد أذن لمن شكره بالزيادة، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تُبَلِغُ صاحبها الحسنى وزيادة، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المخصوص بعموم الرسالة وكمال السيادة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله اتقوه سبحانه في أنفسكم ومسؤولياتكم، فتقوى الله هي العز من غير جاه ونسب، والشرف من غير منصب وحسب، هي الغنى من غير مال، وبها صلاح الحال والمآل. (وَاتَّقُوا اللَّهَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)
معاشر المسلمين: مقوّمات نهضة الأمم والمجتمعات ودعائم تشييد الأمجاد والحضارات، يكمن في العناية بقضية غايةٍ في الأهمية، قضيةٍ تُعدّ بداية طريق البناء الحضاري، ولبنةَ مسيرة الإصلاح الاجتماعي...والمتأمِّل في دنيا الناس اليوم وواقع الأمة المعاصر يهولُه ما يعيشه الغالبية الساحقة من شعوب العالم من حياة الفوضى واللامبالاة، على الرغم من توفُّر كثير من الإمكانات، وتيسير كافة التسهيلات، مما تقذفه رَحم المدنية المعاصرة من وسائل التقانات، وما يفرزه الواقع اليومي من شتى المغالطات وكثرة المتناقضات، مع نسيج المتغيرات والمستجدات… والمسلم الحق يتلمس دائماً طريق الإصلاح؛ ليعيد للأمة شيئاً من عافيتها بعد أن اشتدت عليها الأزمات، وكثرت عليها السهام والتحديات. وهنا يأتي بيت القصيد في قضيتنا المطروحة بحرارة كمخرجٍ للأمة من نفق التيه المظلم، لتنهض من كبواتها، وتحقق طموحاتها، إنها قضية المسؤولية.
أيها المؤمنون: إن كلَّ لحظة من لحظات حياة المسلم تتجسد فيها المسؤولية بكل صورها، أفراداً ومجتمعات هيئاتٍ ومؤسسات، دولاً وشعوباً وحكومات، صح في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: كُلُّكُمْ رَاعٍ وكلكم مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا والرَّجُلُ في مَالِ أبِيهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِه)
أيها الأخوة والأخوات في الله: والمسؤولية في الإسلام تعني أن المسلم المكلف مسؤول عن كل شيء جعل الشرع له سلطاناً عليه، أو قدرةً على التصرف فيه بأي وجه من الوجوه، سواء أكانت مسؤولية شخصية فردية، أم مسؤولية متعددة جماعية… فأما المسؤولية الشخصية فهي مسؤولية كل فرد عن نفسه وجوارحه وبدنه روحه وعقله، علمه وعملِه، عباداته ومعاملاته، مالِه وعُمره، أعمال قلبه وجوارحه، وهي مسؤولية لا يشاركه في حملها أحد غيره، فإن أحسن تحقق له الثواب، وإن أساء باء بالعقاب، يقول صلى الله عليه وسلم: لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ) كما أن المرء يا عباد الله مسؤول عن لسانه أن يلغ في أعراض البرآء، أو ينقل الأراجيف والشائعات ضد الصلحاء، وعن قلبه أن يحمل الضغينة والشحناء، والغل والحسد والبغضاء، يقول تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)
عباد الله: وأما المسؤولية الجماعية فتتضمن أولاً المسؤولية الكبرى في الإمامة العظمى، في تطبيق تعاليم الدين على عباد الله في أرضه، وكذا القيام بالمسؤوليات في الوظائف العامة، عدلاً في الرعية، وقَسماً بالسوية، ومراقبةً لله وحده في كل قضية.
وكذا الحفاظ على الأموال والممتلكات والمرافق العامة، فليست المسؤوليات غُنماً دون غرم، ولا زعماً دون دعم، وسيتولى حارّها من تولى قارَّها، في بُعدٍ عن الخلل الإداري والتلاعب المالي والتسيب الوظيفي، فلا تصان الحقوق إلا بتولية الأكفاء الأمناء، والأخذ على أيدي الخونة السفهاء، قياماً بالمسؤولية والأمانة كما شرع الله، وتحقيقاً لما يتطلّع إليه ولاة الأمر وفقهم الله، وهو ما يحقق مصالح البلاد والعباد.. وفي إطار المسؤولية الجماعية يأتي دور البيت والأسرة في حمل مسؤولية التربية الإسلامية الصحيحة للأجيال المسلمة، وكذا معاقل التعليم المختلفة في تنشئة الطلبة والطالبات ومسؤولية المجتمعات في النهوض بالأفراد، ودور الإعلام في تهذيب الأخلاق والسلوكيات.
أيها المسلمون: إن مسؤولية تربية الأجيال وإعداد النساء والرجال مسؤولية عظمى، وإن قضية العناية بفلذات الأكباد وثمرات الفؤاد من النشء والأولاد قضية كبرى يجب على أهل الإسلام أن يولوها كل اهتمامهم؛ لأن مقومات سعادتهم أفراداً ومجتمعاتٍ منوطة بها.
ولذلك لا بد من الإعداد لها أيما إعداد، رسماً للمناهج، وإعداداً للبرامج، وتضافراً في الجهود، وتوليةً للأكفاء، لتتمَّ المسؤولية التربوية سليمة من تعثُّر الخطى، بعيدة عن التناقض والازدواجية، محاذرةً للتقليد والتبعية اعتزازاً وشموخاً بشخصيتنا الإسلامية، مترسمين هدي القرآن الكريم ونهج السنة النبوية.
أيها الأخوة والأخوات في الله: إن البيت المسلم هو الركيزة الكبرى، وعليه المسؤولية العظمى في بناء الفرد، وتقع على كاهله تحديد شخصيات الأبناء والبنات، وتكوين ملامحهم الإيمانية، والفكرية، والروحية، والأخلاقية. فيا أيها المسلمون، ربّوا أولادكم من البنين والبنات منذ نعومة أظفارهم على الإيمان بالله، واجعلوهم يستشعرون الأبعاد الحقيقية لكلمة التوحيد، بحيث يكون إيمانهم نابعاً من يقين ومعايشة وإدراكٍ لحقيقة الربوبية والألوهية، وفهمٍ واضح لمعنى العبودية.
أيها المؤمنون: إن كثيراً من الأسر مع شديد الأسف لا تُعنى كثيراً بتأصيل الفهم العقدي الصحيح، زاعمين أن التوحيد من المسلَّمات البدهية التي لا تحتاج إلى مزيد عناء، وتلك ـ وايم الله ـ من التسطيح في النظرة، ومن نتائجها توهينُ الأسس العقدية الصحيحة في نفوس كثير من الأبناء، فعلى الأسرة أن تجتهد في تصحيح سلوكيات أبنائها، وغرس المثُل الإسلامية في نفوسهم، وتأصيل الأخلاق الحميدة التي جاء بها ديننا الحنيف. وليكن الأبوان قدوةً حسنة لأبنائهم، فلا يكون هناك تناقض بين ما يمارسونه من سلوك عملي، وبين ما ينصحون به أبناءهم في كلام نظري. وإنها لمسؤولية عظيمة أن يبني الأبوان شخصية أبنائهم على أساس العقيدة الصحيحة والاعتزاز بمبادئهم وتراث أمتهم محاطين بالإيمان والهدى والخير والفضيلة، أقوياء في مواجهة المؤثرات المحيطة بهم، لا ينهزمون أمام الباطل، ولا يضعُفون أمام التيارات الفكرية الزائفة.. فيا أيها الآباء والأمهات، اتقوا الله في أولادكم، كونوا قدوة لهم في الخير، وإياكم ثم إياكم أن تكِلوا عملية تربيتهم للخدم والخادمات، فهم ضررٌ على الأسرة لما يحملونه في الغالب من أفكار وأخلاق وعادات ثبت في الواقع خطرها، وثبت لدى كل غيور شرها وضررها، أبعدوهم عن قرناء السوء، تابعوهم في صلواتهم وخلواتهم وجلواتهم، كونوا الرقابة المكثفة المقرونةَ بمشاعر المحبة والحنان والشفقة، حذار أن تتسلل إلى الأسر ألوان من الغزو الفكري والأخلاقي، فتهدم ما بنيتموه، وتنقضَ ما شيدتموه، نشِّئوهم على الخير والفضيلة والهدى والبعد عن الرذيلة والشر والردى.
أيها المؤمنون: كما تشمل المسؤولية الأسرية حسن اختيار الزوجين على أساس الدين والأمانة والخلق، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكُم من تَرضون َدينهُ وخُلقهُ فزوّجوهُ، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ) وبهذا الاختيار الحسن ينشأ جيل من الأفراد الصالحين الذين يحققون العبودية الخالصة لله رب العالمين.. كما تتضمن المسؤولية الأسرية حسن العشرة بين الزوجين، والقيام بالواجبات وأداء الحقوق والتعاهد على التربية، يقول صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً) ويقول: (خيرُكم خيرُكم لأَهلِه وأنا خيرُكُم لأَهلي) ومما لا شك فيه أن تحقيق العشرة بالمعروف بين الزوجين يعتبر من أهم مقاصد الزواج ومن مرتكزاته الأساسية، ويجد هذا الحق المشترك بين الزوجين أساسه في قول الله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) وكذلك في قوله عز وجل: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
ألا فليتق الله القوامون على النساء من الأزواج والآباء والأولياء فليربوهن وليأخذوا على أيديهن، ويلزموهن بالستر والعفاف والحشمة والحجاب الشرعي حتى لا يفتِنّ ولا يُفتَنّ، فيأتين على بنيان التربية من القواعد... وإن من الخطأ والخيانة في الأمانة إهمال قضايا المرأة في حشمتها وعفافها والانسياق المحموم وراء الأزياء والموضات، دون رقيب ولا حسيب. يقول سبحانه وتعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) فكيف يهنأ والدٌ أو ولي أو زوج بالعيش في هذه الحياة، وهذا الوعيد الشديد يطرق سمعه، وهذه العاقبة المحزنة تهدد أسرته وأولاده؟
اللهم أصلح أزواجنا وبناتنا (وهَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) اللهم أجعل أعمالنا صالحة خالصة لوجهك الكريم واعنا على تحمل المسؤولية وحفظ الأمانة إنك سميع مجيب الدعاء.
نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد فيا أيها المسلمون والمسلمات: وتقع على المجتمع مسؤولية كبرى في الحفاظ على سفينة الأمة، وفي تعميق الروابط فيما بين أفرادها من التوادِّ والتراحم والأخوة والتفاهم، انطلاقاً من الركيزة الإيمانية، لا من المصالح الدنيوية والعلاقات المادية.. ولقد عُني الإسلام بالمجتمع وتشييد أركانه بصورة متماسكة في بنيانه، أمام الأفكار المسمومة والآراء المذمومة. فليتواصَ أبناء المجتمع على الاضطلاع بمهمة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة أمام سيل المنكرات وطوفان المحرمات، والأخذ على أيدي المستهترين. وإن السكوت على الأيدي الآثمة هو في الحقيقة إثم أكبر من إثمها، وإجرام أبشع من إجرامها، يقول تعالى:(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) وهذا ما ينبغي أن تدركه الأمة الإسلامية لتعرف حقيقتها وقيمتها، وتضطلع بمسؤولياتها، وتعرف أنها أخرجت لتكون في الطليعة، ولتكون لها القيادة، لأنها هي خير أمة، (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ) .
أيها المؤمنون: أما وسائل الإعلام في عصر التفجر الإعلامي، وثورة المعلومات والتقانات فمسؤوليتها من أعظم المسؤوليات، لا سيما الشبكات المعلوماتية والقنوات الفضائية، فاللهَ الله أيها التربويون في استثمارها لخدمة ديننا الحنيف، وإن الغيورين ليأسفون أشد الأسف على المهازل الرخيصة والجنوح اللامسوؤل لدى بعض الوسائل الإعلامية وما تُفرِزه ضدَّ الأجيال مما لا تحمد عقباه في أعز ما تملكه الأمة في قدرات شبابها وفتياتها، فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. عباد الله: إن للإعلام ووسائله دوراً كبيراً في تشكيل عقول الأفراد وتحديد معالم الشخصيات وتوجيه السلوكيات، وغرس القيم والأهداف بما يحقق المصالح الخاصة والعامة، فليتق الله القائمون على وسائل الإعلام المختلفة، المرئية والمسموعة والمقروءة، (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فلا يقدِّموا لأفراد الأمة ومجتمعاتها إلا كلَّ ما يدعو إلى الخير والفضيلة، ويرسّخ القيم الإسلامية الأصيلة والمبادئ القويمة والمثل العظيمة، وعليهم أن يستنقذوا أبناء هذه الأمة من التشويش الفكري والغبش العقدي والعفن الأخلاقي الذي ينعكس على حياتهم العملية وسلوكياتهم اليومية مما تعُجّ به سماء الفضاء، وترتج منه الأرض والأجواء، فرحماك ربنا رحماك.
أيها الإعلاميون: الإعلامُ نبضُ الأمة ومرآة المجتمع، فراعوا مسؤولية الكلمة وأمانة الحرف وموضوعية الطرح وشفافية الحوار ومصداقية الرؤى.
واعلموا أنه بالمبادئ والقيم بالعقيدة والإيمان يتميّز الإعلام عند أهل الإسلام، فكم تعاني المجتمعات البشرية اليوم من جرائم وحوادث، وكم تجرَّعت من ويلات وكوارث، لم يكن ذلك ليحدث إلا لما أهمل الإنسان مسؤوليته… إن من مسؤوليات الأمة العظمى التصدي لألوان الغزو السافر ضدَّ عقيدتنا ومقدساتنا، والإبانة عن الموقف الحق ضد الحملات التي تُشن ضد ديننا وقيمنا ومبادئنا، إن كلاًّ منا على ثغر من ثغور الإسلام، فاللهَ اللهَ أن يؤتى الإسلام من قِبله. إن حقاً على أهل الإسلام أن يقوموا بمسؤولياتهم في تحقيق نُصرة هذا الدين بكل ما أوتوا من إمكانات، وأن تتكاتف في ذلك جميع القنوات، الأسر والبيوتات، الآباء والأمهات، المدارس والجامعات، المساجد والإعلام والمنتديات، الشعوب والحكومات، والمجتمع بكافة فئاته، ووسائل الإعلام بشتى قنواتها، مسموعِها ومقروئها ومرئيها، الكلُّ يؤدي واجبه في التربية والبناء، وغرس القيم والأخلاق في الأبناء والبنات، ليخرج جيل مثالي من الرجال والنساء، وبذلك يتحقق الأمل المنشود، ويتجدد المجد المفقود، والتطلع المعقود، وما ذلك على الله بعزيز.
اللّهم إنّا نسألك التوفيق والهداية والرشد والإعانة والرضى والصيانة، والحب والإنابة، والدعاء والإجابــة، اللّهم ارزقنا نوراً في القلب، وزينة في الوجه، وقوة في العمل.
اللهم أصلح أولادنا وبناتنا واغفر لهم خطأهم وجهلهم وإسرافهم في أمرهم وما أنت أعلم به منهم، اللهم اغفر لهم هزلهم وجدهم وخطأهم وعمدهم وكل ذلك عندهم. اللهم حبب لأولادنا وذرياتنا الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلهم من الراشدين. اللهمّ إنّا نسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبِّتنا، وثقِّل موازيننا، وحقق إيماننا، وارفع درجاتنا، وتقبَّل صلاتنا، واغفر خطيئتنا، ونسألك الدرجات العُلى من الجنة.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد
المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين.
اللهم ارفع عنا البلاء والوباء وسيء الأسقام والأمراض، وعاملنا بما أنت أهله، ولا تعاملنا بمن نحن أهله، أنت أهل التقوى والمغفرة..
اللهم كن لإخواننا المستضعفين المظلومين في كل مكان ناصراً ومؤيداً، اللهم أحفظ بيت المقدس والمسجد الأقصى، وأحفظ أهله، وأحفظ المصلين فيه، واجعله شامخاً عزيزاً عامراً بالطاعة والعبادة إلى يوم الدين.
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، ونفس كروبنا، وعاف مبتلانا، واشف مرضانا،
واشف مرضانا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
الْلَّهُمَّ نَوِّرْ عَلَىَ أَهْلِ الْقُبُوْرِ مَنْ الْمُسْلِمِيْنَ قُبُوْرِهِمْ، وَاغْفِرْ لِلأحْيَاءِ وَيَسِّرْ لَهُمْ أُمُوْرَهُمْ.. الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
خطبة جامع الفاتح الإسلامي – عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين