الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الدعاة وأشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”، أما بعد:
فإيماناً من قسم البحوث والمعاهد والمراكز الدعوية بدور الوعظ والإرشاد في ترسيخ العقيدة، وحماية الأخلاق، وحفظ الهوية الإسلامية، ونبذ العنف والتطرف والفرقة والطائفية، والدعوة إلى السلام والوحدة والتآلف، والحث على العمل لتنمية المجتمع وازدهاره، وتأكيداً على أن الدعوة إلى الله تعالى لا يتولاها إلا المؤهلون من أهل العلم وطلبته، قال تعالى: “قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن”.
واستناداً إلى مقاصد الشريعة الغراء، ورغبةً في تعزيز الوسطية والاعتدال ونهج الحوار المبني على أسس الدين الحنيف وقواعده، والذي يتخذ من الحكمة والموعظة الحسنة مسلكاً ومنهاجاً، فقد قام القسم بعد سلسلة من الاجراءات باختيار من يرى فيهم الاستعداد وروح المبادرة لتولي مهمة إلقاء الدروس والمحاضرات في دور العبادة، والمؤسسات التعليمية، والمراكز التابعة لمؤسسة الإصلاح والتأهيل، ودور رعاية الوالدين، والمجالس العامة، ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، وغيرها.
وتفعيلاً لدور الخطاب الديني كركيزة أولى في تصوير النهج الإسلامي ورسم معالم الهوية الإسلامية وتحقيق وحدة الأمة، كان هذا النص الشرفي والميثاق الدعوي الذي يؤكد جملة من المسائل ويتضمن السياسة العامة للعمل الدعوي بحيث يحقق المقاصد الشرعية ويحفظ المنهج الصحيح في الوسائل والغايات الدعوية، وذلك وفق الضوابط الآتية:
1. الانطلاق في العمل الدعوي من تقوى الله تعالى، والإخلاص له، ومراقبته الدائمة في السر والعلن.
2. الالتزام بجدول المحاضرات والدروس المعد من قبل القسم، وفي حال رغبة الواعظ بإعداد برنامج وعظي خاص فإنه يجدر به إخطار القسم ليقوم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
3. الالتزام بأسس إعداد المواد الوعظية وأساليب العرض والإلقاء، وعدم الخروج عن الموضوع المعتمد.
4. احترام مبدأ المواطنة الصالحة والتعايش المشترك، وتوثيق رابطة العلاقة بين الراعي والرعية.
5. الحث على احترام النفس البشرية وحرمة الدماء والأموال والأعراض بما يحقق الأمن ويعزز الأواصر.
6. تجنب الإساءة لأعلام الأمة وشخصياتها الإسلامية قديماً وحديثاً تلميحاً أو تصريحاً، وتجنب التعرض للأشخاص والمؤسسات والدول بأسمائها.
7. تجنب استغلال الخطاب الديني لخدمة اتجاهات سياسية شخصية أو فئوية أو حزبية.
8. البعد عن الترويج للفتاوى الشاذة، أو التي تدعو للتفسيق والتكفير، والأحاديث الباطلة، والإشاعات المغرضة، وما يثير البلبلة.
9. مراعاة مستويات الناس الثقافية والفكرية والتحدث إليهم بلغة مفهومة.
10. الاستناد على الآراء الفقهية المعتبرة المبنية على الأدلة الشرعية الصحيحة التي اتفق عليها جمهور العلماء وتلقتها الأمة بالقبول.
11. تشمل الضوابط السابقة جميع المساقات الوعظية لا سيما الوعظ والإرشاد عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت، بل يجدر توخي الدقة والموضوعية فيها بشكل أكبر.
وبناء على ما سبق، يلتزم الواعظ بما جاء في هذا الميثاق، وفي حال مخالفته لإحدى الضوابط السابقة، فإن للجهة المختصة بالوزارة إيقافه عن الوعظ وسحب رخصته، مع تحمله مسؤولية مخالفته وما قد يترتب عليها من تبعات إدارية وقانونية.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل