يتوجه فضيلة الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف صباح اليوم الثلاثاء إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة لحضور مؤتمر “الوحدة الإسلامية – مخاطر التصنيف والإقصاء” الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في الفترة من 12-13 ديسمبر الجاري بحضور كوكبة من علماء ومفكري العالم الإسلامي، وقبل توجهه لحضور المؤتمر قال وكيل الشؤون الإسلامية إن هذا المؤتمر يأتي في توقيت دقيق ويحمل رسالة واضحة تجسد الرغبة الصادقة في تعزيز الوحدة الإسلامية بالتنبيه على الآثار السلبية الخطيرة لنهج الإقصاء والتصنيف المؤدي إلى الخلاف المذموم والفرقة بين المسلمين وذلك لا يكون إلا بنشر قيم الوسطية والاعتدال وتعميق أواصر الأخوة الإسلامية.
وأكد وكيل الشؤون الإسلامية على أهمية هذا الملتقى الدولي الذي يبين ضرورة تعميق أواصر التآخي بين المسلمين بنبذ خطاب التصنيف والإقصاء.
وقال د. المفتاح: إن أهداف المؤتمر ورسالته تجسدان رغبة ملحة لجمع كلمة العلماء والدعاة وتؤكد دورهم المحوري في ترسيخ مفهوم الوحدة الإسلامية وتقريب وجهات النظر بينهم وتعزيز التآخي والتآلف بين المسلمين استجابة لدعوة القرآن الكريم لوحدة الأمة في قوله تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة}.
وأضاف د. المفتاح بأن أهم أهداف هذا المؤتمر العالمي تتمثل في نبذ خطاب التصنيف، ومحاصرة الفكر الداعي إلى إقصاء الآخر بعد الحكم بتصنيفه وفق الأهواء.
وأكد وكيل الشؤون الإسلامية على أن الرعاية الكريمة السامية لهذا المؤتمر من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، يؤكد الدور المهم والمحوري للمملكة في ريادة الساحة الفكرية الإسلامية ورغبة قادتها في الإسهام بكل ما من شأنه الحفاظ على كيان الأمة وتعزيز وحدتها، مضيفاً بأن هذا النهج الراسخ للمملكة العربية السعودية وولاة أمرها يترجم الرغبة الصادقة في العمل على لم الشمل وجمع الكلمة ووحدة الصف لمواجهة المخاطر والتحديات.
وقال وكيل الشؤون الإسلامية إن التجديد الإيجابي الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، سيعزز من الدور الرائد الحضاري للمملكة في ريادة الساحة الفكرية الإسلامية. معرباً عن شكره وتقديره لرابطة العالم الإسلامي على إقامة هذا المؤتمر وتحت هذا العنوان في هذا التوقيت الدقيق، لافتاً إلى أن رابطة العالم الإسلامي كانت ولا زالت سباقة في طرح القضايا المحورية ومعالجتها علمياً وفكرياً،بهدف الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية ونبذ كل ما يعكر صفوها.
كما أشاد د. المفتاح بموضوع المؤتمر الذي يعالج أخطر مكدرات ومنغصات الوحدة الإسلامية، وهو التصنيف الجائر المؤدي لتفريق الكلمة وتمزيق الصف، والإقصاء المبني على الهوى الذي يؤدي إلى الشقاق ويبعث على الكراهية ويقتل الشعور بالأخوة. مشيراً إلى أن محاربة نهج التصنيف والإقصاء ومحاصرة دعاته أحد أهم ركائز مسيرة تعزيز الوحدة الإسلامية.
وأوضح بأن الجهود المبذولة لتحقيق الوحدة الإسلامية والحفاظ على مكتسباتها مفخرة تستحق الإشادة، مؤكداً على أن مملكة البحرين كانت ولا زالت وستبقى داعمة لكل الجهود الرامية لتحقيق الوحدة الإسلامية، مشيداً بما قدمته مملكة البحرين في عقد عدد من المؤتمرات والفعاليات الداعية للتقريب والوحدة منذ العام 2002 وحتى يومنا.
وقال: إن نهج مملكة البحرين راسخ في دعم مسيرة الوحدة الإسلامية وقد أطلق صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، العديد من المبادرات الرائدة في هذا المجال، ودعا جلالته في العديد من المحافل الدولية إلى ضرورة العمل لرأب الصدع وجمع الكلمة.
وأشاد وكيل الشؤون الإسلامية بكل الجهود والإسهامات التي قدمتها كل الدول الإسلامية في هذا المجال، متمنياً مزيداً من العمل الجاد من خلال المؤسسات المعنية للقضاء على مظاهر التصنيف والإقصاء حفاظاً على الألفة والمودة والإخاء بين المسلمين ودعماً لوحدتهم وجمع كلمتهم.
شاكراً رابطة العالم الإسلامي على دعوتهم الكريمة للمشاركة في هذا المؤتمر المهم في هذا التوقيت الدقيق، مشيداً بجهود معالي الأمين العام للرابطة الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الذي له بصمات واضحة في انفتاح الرابطة على العالم من أجل تعزيز قيم التسامح والتآخي الإنساني.