حب الوطن وواجبنا نحوه
فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان
21 جمادى الآخرة 1446 هـ – 13 ديسمبر 2024 م
الحمد لله الذي جعلَ محبةَ الأوطانِ جبلة في الإنسانِ، وكرَّم أهلَ الإيمان بمزيدِ المغفرة والرضوان، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، أبدعَ الكون بقدرتِه، وشمل العبادَ برحمتِهِ، وسوى خلقهم بحكمتِه، ونشهد أنَّ سيدَنا ونبينا محمداً عبدُه ورسولُه، وطَّدَ محبةَ الأوطان في قلوبِ أمتِه، ودلَّنا لاتباعِ نهجِه والتزامِ سنته، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آلِه وصحابتِه، واجزِه عنَّا خيرَ ما جازيتَ نبيًّاً عن أمته، واحشرنا تحت لوائِه ولا تحرمْنَا اللهمَّ من قربِه وحوضه ونيل شفاعته.
أمّا بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
معاشر المسلمين: شعورٌ كم خفقت به القلوب، وشوقٌ كم كلفت به الأفئدة، وحنينٌ يزلزل مكامن الوجدان.. حبٌّ أطلق قرائح الشعراء، وهوى سُكبت له محابر الأدباء،
وحنينٌ أمضّ شغاف القلوب، وإلفٌ يأوي إليه كرام النفوس وسليمو الفطر، حبٌّ لم تخل منه مشاعر الأنبياء، وود وجد في قلوب الصحابة والأصفياء، بل هو شعور تغلغل في دواخل الحيتان تحت الماء، ورفرفت لأجله أجنحة الطير في السماء.. إنه يا عباد الله حب الأوطان، وما أدراك ما حب الأوطان، قال أهل الأدب: (إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكاؤه على ما مضى من زمانه). وكان يقال في المأثور من الحكم: (بحب الأوطان، عمرت البلدان) ويقال: (نعمتان مجحودتان: الأمن في الأوطان، والصحة في الأبدان)، ويقول إبراهيم بن أدهم رحمه الله: (ما قاسيت فيما تركت من الدنيا أشد عليّ من مفارقة الأوطان) … والوطن يا عباد الله يُعرّفُ بالأرض التي وُلد فيها الإنسان، ونشأ بها، وترعرع في أرجائها، فهو يُمثّل الذكريات التي لا يُمكن نسيانها، حيث يحتضن الأهل والآباء، والأجداد، والأحباب والأصدقاء، وللإنسان تعلق بأول بيت ووطن وأرض ولد بها وترعرع فيها، ولذلك قيل:
كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى
وحنينُه أبداً لأوَّل منزل
عباد الله: المحبة للأوطان، والانتماء للأمة والبلدان، أمر غريزي، وطبيعة طبع الله النفوس عليها، وحين يولد الإنسان في أرض وينشأ فيها فيشرب ماءها، ويتنفس هواءها، ويحيا بين أهلها، فإن فطرته تربطه بها فيحبها ويواليها، ويكفي لجرح مشاعر إنسان أن تشير بأنه لا وطن ولا مأوى له.. وقد اقترن حب الأرض بحب النفس في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً)وقد جعل القرآن الكريم الحرمان من الوطن مبرراً من مبررات الدفاع عنه بالقتال، فقال على لسان قوم حرموا من وطنهم: (وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا) بل جعل الشرع الموت في سبيل الدفاع عن الأرض شهادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(من قتل دون أرضه (أي دفاعاً) فهو شهيد)… ولما كان الخروج من الوطن قاسياً على النفس فقد كان من فضائل المهاجرين أنهم ضحوا بأوطانهم هجرةً في سبيل الله.. فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يهاجر ويودع وطنه الأول مكة بتلك الكلمات، التي تقطر رقة وحباً وحنيناً وإيماناً، فيقول: (وَاللهِ إِنَّي أَعْلَمُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبَّهَا إِلَى اللهِ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُوُنِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ) وفي رِوَاية: (مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إِليَّ، وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُوُنِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ) قال أهل العلم رحمهم الله: (ابتلى الله نبيه بفراق الوطن).. ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيبقى مهاجراً دعا بتحبيب المدينة إليه، كما في الحديث الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته (أي أسرع بها).. قال أهل العلم: (فيها دلالة على فضل المدينة، وعلى حب الوطن والحنين إليه)
أيها المسلمون: البشر يألفون أرضهم على ما بها حتى ولو كان قبراً مستوحشاً، وحب الأوطان غريزةٌ مستوطنةٌ في النفوس تجعل الإنسان يستريح للبقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له إذا انتقص.. والوطنية بهذا المفهوم الطبيعي أمرٌ غير مستغرب، وهذه السعادة به، وتلك الكآبة لفراقه، وهذا الولاء له، مشاعر إنسانية لا غبار عليها ولا اعتراض، ولا يجوز أن تكون مفهوماً مشوهًّاً يعارض به الولاء للدين، فالإسلام
لا يغير انتماء الناس إلى أرضهم ولا شعوبهم ولا قبائلهم.. فقد بقي بلال حبشيّاً، وصهيب روميًّاً، وسلمان فارسيّاً، ولم يتضارب ذلك مع انتمائهم العظيم للإسلام.. وعندما يفكر الإنسان في طبيعته، فسيجد أن له محبةً وولاءً وانتماءً لأسرته وعشيرته وقبيلته وأهل قريته وبلده، كما يحس بانتمائه الكبير للأمة المسلمة باتساعها وتلون أعراقها ولسانها..
إنه لا تعارض بين هذه الانتماءات، ولا مساومة عليها، بل هي دوائر يحوي بعضها بعضاً… ولا ينبغي يا عباد الله أن يحمل المحب لوطنه، إلى أن يسوء ظنه، أو يند فهمه، عن المقاصد الشرعية في هذه القضية المهمة، فلا يحملها على عصبية للتراب والطين، على حساب العقيدة والدين، ولا يحملها لوازم لا تلزم، من نظرة عصبية، وشعارات جاهلية، وغمط لإخوة العقيدة الإسلامية العالمية، التي تتسامى عن الحدود الجغرافية، والنظرات الإقليمية معاذ الله، فلا تنافي بين هذا وذاك، وهل المسجد الأقصى يقصى ويستقصي؟ وهل تنسى فلسطيننا الصامدة، وقدسنا المقدسة، وبلاد أخرى التي يعاني أهلها من الظلم والطغيان والاستبداد، حاشا وكلا…
وحيثما ذُكر اسمُ الله فـى بلدٍ..
عددْتُ أرجاءَه من لُبِّ أوطانِي
أيها المسلمون: وإن كنا نؤمن بأننا أمة إسلامية واحدة، تحمل الخير للبشرية جمعاء، إلا أننا نخص وطننا الغالي بالفضل والإحسان، لا سيما ونحن قد ولدنا ونشأنا وترعرعنا في ربوع مملكة البحرين، والتي لها علينا حق عظيم، يجب علينا الوفاء به، امتثالاً لقوله تعالى:(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)أجل أيها الأحبة: إن الإحسان لا يجازى إلا بالإحسان لا بالجحود والنكران، فمن حق هذه البلاد علينا، أن نقدر هذه الخيرات والمكتسبات والمنجزات والإصلاحات التي تحققت خصوصاً في هذا العهد الزاهر عهد جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه، ونسعى للمحافظة عليها، والحرص على زيادتها، والسعي لمزيد من الإصلاح فيها، وشكر الله عليها، كما قال سبحانه (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)… عباد الله: من حق بلادنا البحرين علينا أن نكون لتحقيق مصالحها سعاة، ولدرء المفاسد عنها دعاة، ولأمنها ورخائها واستقرارها حماة، ولوحدة صفوفها وشرائحها وطوائفها رعاة، من حقها علينا أن نسعى لرفعة شأنها في شتى الميادين، وأن نتعاون في مواصلة بناء صرحها الشامخ بإخلاص وهمة عالية، ومن حقها علينا أن نتحلى بأفضل الأخلاق وأحسنها في داخلها وفي خارجها، حتى نعكس صورة جميلة عن هذا الوطن الحبيب الطيب في أذهان من نلتقي بهم في داخله وخارجه، ومن حق هذه البلاد علينا أن نتصدى لكل من يسعى في إفسادها، أو إفساد أهلها، أو يريد شق الصفوف، وإثارة الفتن، والإخلال بالأمن والاستقرار، بكل ما أوتينا من قوة البنان أو البيان، وأن ندافع عنها، ونذود عن حماها بالغالي والنفيس، بالكلمة والفعل في كل ميدان، وهذه هي الأمانة العظيمة التي يجب علينا أن نؤديها بإخلاص.
إن علينا يا عباد الله: من منطلق الإيمان، ثم من منطلق حب هذا الوطن المبارك، أن نجهد في النصح له، وفي القيام بواجباتنا تجاهه، وليعلم كل واحد منا، أنه حارس للمجتمع، ومرابط على ثغر من ثغور الأمة، فلا يؤتين الإسلام من قبله، وإنها لأمانة ورعاية استرعانا الله إياها، وقد صح عن النبي صلى عليه وآله وسلم أنه قال: كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والرَّجُلُ في مَالِ أبِيهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ. وكُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ).
نسأل الله عز وجل أن يحفظ بلادنا البحرين وولاة أمرها وأهلها وشعبها من كل سوء ومكروه وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والتمسك بدين الإسلام، وأن يؤلف بين قلوب أبنائها رعاة ورعية، ويوفقهم إلى كل خير إنه ولي ذلك والقادر عليه..
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله ولي الصالحين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله العالمين، ونشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله إمام المرسلين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فيا أيها المسلمون والمسلمات: تعيشُ مملكتنا الغالية البحرين في هذه الأيام، مناسبات عزيزة غاليةٌ على نفوسنا، ألا وهي احتفالاتها بذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس الأول أحمد الفاتح رحمه الله، ككيان عربي إسلامي عام 1783م، وذكرى مرور خمسة وعشرين عاماً لتولي جلالة الملك حمد بن عيسى المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في البلاد، وغيرها من المناسبات، وهي أيام عزيزة يتأكد فيها الولاءُ للوطنِ، عَمَلاً وإخلاصاً، وجِدَّاً وبناءً، ودفاعاً وتفانياً.. وتُجَدَّدُ فيها البيعةُ والولاءُ للقيادةِ الرشيدة نُصْحَاً، وطاعةً، وتعاوناً، ومؤازرة.
وإن التذكيرَ في مثلِ هذه المناسبات، بحب الوطن وتجديدِ عَقْدِ البيعةِ، وعَهْدِ الولاءِ لوليِّ الأمر وللوطنِ وقيادتِه أمانةٌ في عُنُقِ كل مخلصٍ غيورٍ على أرضِه ووطنه.
أيها الأخوة والأخوات في الله: إنَّ قِيَمَنا الإسلاميةَ وتعاليمنا القرآنية، تَحُثُّنا على العملِ بإخلاصٍ لتحقيقِ أمنِ الوطنِ واستقرارِه ورخائِه وتقدمِه ورُقِيِّه، فإنَّ خدمةَ البلاد والعباد نوعٌ من أنواع العبادة العامةِ، التي يَتَقرَّبُ بها المسلم إلى ربِه ومولاه. وإننا اليوم أحوجَ ما نكونُ إلى أنْ نتسامح ونتصالح، ونتصافح ونتناصح ونتكاتف، ونفتحَ صفحة جديدة ملؤها الحب والوفاء والإخلاص للجميع، ونضع أيديَنا في يدِ كلِ مخلصٍ غيورٍ على هذا الوطن، ونلتفَ جميعاً حولَ قيادتِه الرشيدة، لنقطعَ الطريقَ أمامَ كُلِ حاقِدٍ أو طامعٍ أو مُعْتَدٍ، ونَقِف سداً منيعاً وصفاً واحداً قوياً أمام تحدياتِ الداخلِ والخارج… وإننا من خلال هذه المناسبة العزيزة ندعو الجميع كلاً من واقع مسئوليته إلى الدفع باتجاه التنمية والتطوير والتحضر والحفاظ على أمن البلد واستقراره وعدم الوقوف حجر عثرة أمام هذا المشروع الإصلاحي الكبير الذي أرساه جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه والذي توافقت وأجمعت عليه كافة الأطياف، ونخص بالذكر العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين والخطباء ونواب الشعب والقائمين على الجمعيات والمؤسسات.. إذ ندعوهم جميعاً إلى القيام بواجباتهم تجاه الوطن والمجتمع ومواصلة النصح والإرشاد والإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة والعمل على ترشيد الخطاب الديني والسياسي، ونبذ الطائفية والعنف، وتحكيم الشرع والعقل وتصحيح الفكر المنحرف لدى بعض الفئات المتعصبة، التي يسوقها الحماس المندفع من شباب الوطن إلى طريق مسدود ليست في صالح أحد، وهي ليست من الدين في شيء، ولا هي في صالح الوطن ولا المواطن، حيث إنَّ مهمة علماء الدين في تصحيح مسار دعاة العنف والتشدد، يرتكز على ضرورة تحقيق قاعدة اجتماع الكلمة ووحدة الصف، وترسيخ ثقافة التعايش السلمي، وتأكيد مبدأ الاحترام المتبادل بين الحاكم والمحكوم وما دعا إليه الدين الحنيف من طاعة ولاة الأمر في المعروف، وصولاً إلى مجتمع تسوده روح المحبة والإخاء وينعم بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء والسعة والهناء والوحدة.
يقول تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا بلادنا البحرين ملكاً وحكومة وشعباً من كل سوء ومكروه، وأن يحفظ علينا أمننا وأيماننا ويجعلنا حماة وجنداً لهذا الوطن الغالي.. اللهم سدد على طريق الخير خطى ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، اللهم بارك لهم في جهودهم وأعنهم على تحقيق آمال وطموحات مواطنيهم، وما يصبون إليه من تقدم وتطور، ونماء، وازدهار، ورخاء.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين.
اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان، اللهم ولي عليهم خيارهم ولا تسلط عليهم شرارهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك، اللهم أرنا في الظالمين عجائب قدرتك،
اللهم من أعان عبادك المظلومين والمستضعفين في الأرض فأعنه، ومن نصرهم فانصره، ومن مدّ لهم يداً بالإحسان فامدد له يدك بالإحسان، ومن خذلهم فاخذله، ومن مكر بهم فامكر به، ومن مدّ إليهم يداً بالإساءة والعدوان فاقطع يديه واجعله عبرة للمعتبرين يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك أن تحمي أهل فلسطين وغزة، وأن ترفع عنهم البلاء والظلم. اللهم احفظهم بحفظك، وكن لهم معيناً ونصيراً، اللهم اجبر كسرهم، وداو جرحاهم، وارحم شهداءهم، واشف مرضاهم، وأطعم جائعهم واكس عاريهم، وكن عوناً لمحتاجهم.
اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم أن تجعل المسجد الأقصى في حفظك وضمانك وأمانك فلا يدنسه غاصب، ولا يعتدي عليه ظالم يا جبار السماوات والأرض يا رب العالمين.
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، ونفس كروبنا وعاف مبتلانا واشف مرضانا، واشف مرضانا وارحم والدينا، وارحم موتانا وارحم موتانا برحمتك يا أرحم الراحمين.
الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)