أشاد فضيلة الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح وكيل الشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، بالعلاقات التاريخية المتجذرة التي تربط بين مملكة البحرين والمملكة المغربية الشقيقة، سواء على مستوى القادة أو الشعبين الشقيقين.
جاء ذلك خلال استقبال المفتاح لسفير المملكة المغربية الشقيقة لدى مملكة البحرين سعادة السيد أحمد رشيد خطابي، الذي أكد على أن ما يربط بين مملكة البحرين والمملكة المغربية أكبر من أن تصفه الكلمات والعبارات، حيث تزداد العلاقات بين البلدين قوة بما يجمعهما من مشتركات أصيلة بين الشعبين الشقيقين.
من جانبه أكد وكيل الشؤون الإسلامية على حرص القيادتين في البلدين الشقيقين على تعزيز هذه العلاقات في كافة المحافل واللقاءات والمشاريع المشتركة، مضيفاً بأن مملكة البحرين وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة – حفظه الله –، تؤكد دوماً حرصها على ترسيخ العلاقات الأخوية بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وتنفيذاً للاتفاقية المبرمة بين وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بمملكة البحرين ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية الشقيقة، والتي تتضمن العمل على مواجهة ودحر أفكار التطرف والإرهاب والتعصب والتاكيد على العمل من أجل تعزيز وترسيخ مبادئ التسامح بإظهار صورة الإسلام الحضارية المشرفة، أوضح المفتاح أنه في إطار التعاون المشترك بين البلدين تستضيف الوزارة خلال شهر رمضان المبارك عدداً من العلماء والقراء من المملكة المغربية الشقيقة للمشاركة في برنامج الوعظ والإرشاد الذي تنظمه إدارة الشؤون الدينية، وبرنامج تراويح الذي تنظمه إدارة شؤون القرآن الكريم في مختلف مساجد وجوامع المملكة خلال الشهر الفضيل، كما ستستضيف المملكة المغربية عدد من علماء وقراء ودعاة مملكة البحرين للاستفادة من التجارب وتبادل الخبرات، فضلاً عن بث عدد من البرامج الدينية عبر وسائل الإعلام البحرينية والمغربية، لافتاً إلى أن المملكة المغربية تُقدم مشكورة منحاً جامعية لدراسة الماجستير والدكتوراه في علوم الشريعة والفكر الإسلامي.
وأشار المفتاح إلى أنه يتم التنسيق لزيارات متبادلة بين الطرفين لإحياء التراث الإسلامي عبر التحقيق والفهرسة، وتبادل الدعوات لمشاركة المحكمين والمقرئين في تحكيم المسابقات القرآنية الدولية التي تُنظم في كلتا المملكتين، مثل: مسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الانترنت (القارئ العالمي) التي يرعاها جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، وجائزة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله القرآنية بالمملكة المغربية، وغيرها من المسابقات، إلى جانب تبادل الخبرات في مجال تنظيم الحج وتوعية الحجاج، وتبادل اللوائح والقوانين والنظم المتعلقة ببناء المساجد والعناية بشؤونها، والمشاركة في المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية الإسلامية التي تُقام في البلدين، علاوةً على تبادل المختصين في مجال التعليم الديني للاطلاع على سير التعليم العتيق في مؤسسات التعليم العتيق التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، وكذلك لتبادل الخبرات في مجال العلوم الشرعية والشؤون الإسلامية، وعلى وجه الخصوص الاستفادة من تجربة المملكة المغربية في نشر وتأصيل مذهب الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله، وكذلك لتطوير معاهد العلوم الشرعية بمملكة البحرين.
هذا وسيشارك وكيل الشؤون الإسلامية بمعية فضيلة الشيخ عدنان القطان وكيل محكمة التمييز الشرعية في الدروس الحسنية المنيفة التي ستُقام بالمملكة المغربية الشقيقة خلال شهر مضان المبارك، بحضور أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة أيده الله ورعاه، وبمشاركة عدد غفير من علماء الفكر والشريعة من مختلف دول العالم العربي والإسلامي.
الجدير بالذكر أن الدروس الحسنية تُعتبر سُنة حميدة انفردت وتميزت بها المملكة المغربية في شهر رمضان، على باقي دول العالم العربي والإسلامي ؛ بحيث أصبح القصر الملكي الهاشمي بالرباط جامعة علمية رائدة، يتم دعوة العلماء والفقهاء والمفكرين والباحثين لإلقاء دروسهم من خلالها حول قضايا وهموم الأمة الإسلامية ومشاكلها، وفق منهجية علمية تتسم بالحكمة والوسطية والاعتدال والانفتاح في الطرح والمعالجة ، وجاء تنظيم الدروس الحسنية الرمضانية المنيفة نهجاً معبراً لمكانة العلماء والفقهاء في تحصين الساحة الفكرية للأمة الإسلامية، والإسهام في رُقي وتقدم الفكر الحضاري الإسلامي، وتتميز الدروس الحسنية بمجموعة من المحاضرات العلمية المنهجية المحكّمة، من قِبل علماء من المغرب ومن شتى أقطار العالم العربي والإسلامي في حضرة صاحب الجلالة ملك المملكة المغربية أيده الله وبحضور الوزراء والوجهاء ومسؤولي الدولة وعدد كبير من الضيوف والعلماء من جميع الأقطار، وتحمل هذه الدروس والمحاضرات التي يتفرد بها المغرب الشقيق اسم الأسرة الهاشمية الحسنية الشريفة، وهذه عادة وسنة حميدة سارت عليها المملكة المغربية منذ عقود من الزمان حتى أصبحت معلماً دينياً ومنهجاً حضارياً وموئلاً يفد إليه العلماء من جميع أصقاع العالم للاستفادة من هذا المعين الفياض.