«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة والملك لك، لا شريك لك لبيك»، بهذه التلبية العظيمة، وقف حجاج مملكة البحرين مع إخوانهم المسلمين من كل بقاع الأرض على جبل عرفة بكل خشوع، داعين الله تعالى أن يتقبل منهم، وأن يحفظ البحرين وجميع البلدان الإسلامية.
وقد نجحت خطة بعثة الحج البحرينية برئاسة فضيلة الشيخ عدنان القطان واللجان المرافقة لها في تنفيذ خطط تفويج حملات الحج البحرينية وتصعيدهم إلى جبل عرفة، وكذا تنفيذ خطة النفرة إلى مزدلفة بكل سهولة ويسر، رغم هطول أمطار رعدية على مشعر عرفة أمس.
وأكدت اللجنة الأمنية أن جميع الحملات التزمت بالخروج من عرفة في الساعة الخامسة والنصف من مساء أمس وفق الجدول المحدد مسبقا لذلك، كما أكد د. إبراهيم عبيد رئيس اللجنة الطبية أن جميع حجاج المملكة بخير وأنه لا توجد أي إصابات أو حالات مرضية بين الحجاج.
ولفت مسؤولو بعثة الحج البحرينية إلى أن مخيمات حجاج البحرين لم تتأثر بالأمطار أو الرياح التي نشطت يوم أمس في مشعر عرفة، مؤكدين أنهم حرصوا على متابعة الأمر مع جميع الحملات البحرينية.
وعقدت اللجنة الأمنية لبعثة الحج البحرينية، اجتماعا مع أصحاب الحملات لشرح خطة تفويج الحجاج من مشعر عرفة إلى مزدلفة والتي تمت أمس بسلاسة تامة، وسلط رئيس اللجنة المقدم دعيج عيسى الكواري الضوء على إرشادات الأمن والسلامة التي تم وضعها للحجاج أثناء تنقلهم بين المشاعر المقدسة، لافتا إلى ضرورة الالتزام بهذه الإرشادات والتي تسهم في سهولة حركة الحجاج من دون عوائق، ومساعدتهم على أداء المناسك بسهولة ويسر.
وأشار رئيس اللجنة الأمنية إلى الخدمات التي تقدمها اللجنة لضيوف الرحمن والتي تسهم في تذليل العقبات التي قد تعترض طريقهم أثناء تأديتهم المناسك، كما انتهت اللجنة الأمنية لبعثة الحج، من عملية منح تصاريح مركبات حملات الحج البحرينية، وفرز أساور المخيمات وتوزيع أساور القطار.
وكانت مكة المكرمة قد شهدت هطول أمطار رعدية بلغت أعلى كمية هطول لها 30 ملم على مشعر عرفات، كما بلغت سرعة الرياح 100كلم/س، فيما سُجلت أعلى درجة حرارة على عرفات في الساعة الثانية ظهرًا وبلغت 40 درجة مئوية، وذلك بحسب الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمملكة العربية السعودية.
ودعت الهيئة الجميع إلى توخي الحذر واتباع الإرشادات المعلنة من قبل الجهات المختصة عند وجود ظواهر جوية تستدعي لذلك، ومن خلال متابعة نشرات الطقس والإنذار المبكر للهيئة.
وثمنت بعثة الحج البحرينية عاليا جهود المملكة العربية السعودية الشقيقة في إنجاح موسم الحج لهذا العام، بفضل توجيهات ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وجميع أجهزة المملكة الشقيقة، والتي تحرص على بذل كل العطاء في خدمة ضيوف الرحمن من مختلف دول العالم.
ووفرت المديرية العامة للدفاع المدني السعودية لمواجهة الطوارئ بالحج، عددا كبيرًا من فرق التدخل السريع المزودة بمعدات الإطفاء الأولية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، لمباشرة أعمال الإطفاء في حال نشوب حرائق، إضافة إلى عملها في الإشراف الوقائي ومتابعة اشتراطات السلامة في جميع مخيمات إسكان الحجاج بالمشاعر وكافة الأماكن التي يتواجد بها ضيوف الرحمن خلال موسم الحج.
وتقوم فرق التدخل السريع بالعمل على إزالة مسببات الحوادث بالدرجة الأولى، ومباشرة الحوادث لحين وصول فرق الإطفاء بالمشاعر المقدسة بسبب كثافة أعداد الحجاج وضيق المداخل والممرات أثناء الحج، وما يميزها سهولة اختراقها للزحام والاختناقات المرورية والوصول السريع في أعمال التدخل الأولي لمباشرة الحوادث وخصوصًا في المناطق الضيقة في مخيمات الحجاج وكذلك المناطق الجبلية حيث تم تجهيزها بوسائل الإطفاء والاتصال وتمرير البلاغات لمركز العمليات، إضافة إلى تنفيذ أعمال الإطفاء في حرائق المركبات والمخيمات في بدايتها.
من جانبه أشاد وزير الحج والعمرة السعودي رئيس لجنة برنامج خدمة ضيوف الرحمن الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، بالجهود التي قدمتها منظومة الجهات الحكومية في خدمة حجاج بيت الله، مما أسهم في نجاح خططها بوقوف أكثر من 2 مليون و400 ألف شخص بصعيد عرفات، مبينًا أن التعاون بين الجهات الحكومية كان على مدار الساعة، وغرف العمليات المشتركة تتواصل للتأكد من توفر الخدمات للحجاج سواء كانوا في منى أو توفر الحملات التي تنقلهم أو توفر القطارات للصعود اليومي إلى عرفات.
واستعرض جهود المملكة العربية السعودية في توفير المشروعات الإضافية لحج العام 1440 هـ التي تسهم لحجاج بيت الله، مبينًا أن جهود المملكة كبيرة وتستحدث كل عام، متناولاً برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية المملكة 2030, الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في شهر رمضان المبارك، إذ يحتوي على العديد من المبادرات والميزانيات التي رصدت لخدمة ضيوف الرحمن بما يزيد على الـ 100 مليار ريال.
وأكد الدكتور بنتن أن المشروعات أسهمت – بحمد الله – في تسهيل أمور حجاج هذا العام، حيث ساعدت مجموعة من البنى التحتية مثل الكباري التي أنشئت في أوقات قياسية في تسهيل تنقل ضيوف الرحمن، الذين يتنقلون في الوقت نفسه وبرزت جهود الأجهزة الأمنية في تفويجهم وخدمتهم، والكل يسعى لأن يحصل ضيف الرحمن على الخدمة.