خطبة الجمعة.. حفظ الجميل والتحذير من نكرانه

حفظ الجميل والتحذير من نكرانه

فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان

1 ربيع الآخر 1446 هـ – 4 أكتوبر 2024 م

 

الحمد لله القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على كل جارحة بما اجترحت، الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات والأرض تحرّكت أو سكنت، المحاسب على النقير والقطمير والقليل والكثير من الأعمال وإن خفيت، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المتفضل بقبول طاعات العباد وإن صغرت، المتطوّل بالعفو عن معاصيهم وإن كثرت ونشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، عمّت دعوته المباركة كافة العباد وشملت، وأنارت بها الأرض وأشرقت، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

معاشرَ المسلمينَ: الإنسانُ مدنيٌّ بطبعه، لا يعيش منعزلاً عن الآخرين، بل يعيش متفاعلاً إيجابيّاً، يُصادِق هذا، ويصاحِب هذا، ويقضي حاجةَ هذا، ويصنع معروفاً لهذا، ويُسدي نُصحاً لهذا، ويفعل ما يستوجِب الشكرَ لهذا. وإذا كان ذلك كذلك أيها الإخوةُ فهناكَ سلوكٌ أخلاقيٌّ، وأسلوبٌ اجتماعيٌّ، خُلُق جليل، فيه صلاحُ المجتمع، وتقويةُ روابطه، ونشرُ الأُلفةِ والمحبةِ في أوساطه، سجيةٌ من سجايا الكرام، خُلُقٌ يدل على سلامةِ القلب، وطهارةِ النفس، ونقاءِ السريرة. هذا الخُلُق الكريم يتحلَّى به أناس كرام، اصطفاهم المولى عز وجل للجميل وللمعروف، همُّهم الإسعادُ والمساعدَةُ، لا يريدون جزاءً ولا شكوراً، إنه خُلُق حفظِ المعروفِ، وردِّ الجميلِ، ومقابَلةِ الإحسان بالإحسان؛ قال تعالى (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) وقال صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ)

أيها المسلمون: والقدوة الأُولى، والأُسوة العظمى في ذلك نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فسيرتُه كلُّها جَمال، وكلُّها حفظٌ للجميل، مع القريب ومع البعيد، ومع المسلم والكافر، وهذا قَبَسٌ من هذه السيرة النبويَّة الشريفة المبارَكة: تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يَذكُر خديجةَ رضي الله عنها، فيُحسِن الثناءَ عليها، فذكَرَها يوماً من الأيام، فأدركَتْني الغيرةُ، فقلتُ: هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدَلَك اللهُ خيراً منها، فغَضِبَ حتى اهتزَّ مُقدَّمُ شَعرِه من الغضب، ثم قال: لا واللهِ ما أخلَف اللهُ خيراً منها: وقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ منها الأولاد  إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ.) قالت عائشة رضي الله عنها: فقلت بيني وبين نفسي: لا أذكرها بسوء أبداً) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبَح شاةً يقول: أرسِلُوا إلى أصدقاء خديجة) وجاءت إمرأة عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عند عائشة رضي الله عنها، فقال لها رسول الله كيف حالُكم؟ كيف أنتُم بعدَ خديجة؟ فقالت: بخير بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسول الله، فلما خرجَتْ قالت عائشة: يا رسول الله، تُقبِل على هذه العجوزِ هذا الإقبالَ، قال: إنها كانت تَأتِينا زمنَ خديجةَ، وإنَّ حُسْنَ العهدِ مِنَ الإيمانِ) وها هو صلى الله عليه وسلم يرد الجميل لعمه أبي طالب الذي تكفل بتربيته بعد وفاة جده عبد المطلب، فلا ينسى له ذلك، فحينما يتزوج السيدة خديجة يأخذ ابن عمه علياً في كنفه ورعايته رداً لجميل عمه ومساعدة له .

ومن حُسْن سيرته عليه الصلاة والسلام، وحفظه للجميل ما ذَكَر من فضل أبي بكر الصديق؛ إذ يقول عليه الصلاة والسلام عنه: ما لأحدٍ عندَنا يدٌ إلَّا وقد كافيناه، ما خلَا أبا بكر؛ فإنَّ له عندنا يداً يكافئه اللهُ بها يومَ القيامة، وما نفعني مالُ أحدٍ قطُّ ما نفعني مالُ أبي بكر، ولو كنتُ متخِذاً خليلاً لاتخذتُ أبَا بكرٍ خليلاً، ألَا أن صاحبكم خليل الله) واعتزَّ الإسلامُ بإسلامِ عمرَ بنِ الخطاب رضى الله عنه، حيث أبلى في المشاهِدِ بلاءً حسنًا، فقال عنه النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حفظاً للجميل:(عمر في الجنّة) ولمّا بذل عثمانُ بن عفان رضى الله عنه لهذا الدينِ مِن ماله ما بَذل، وجهَّز جيشَ العُسْرة بألفِ دينارٍ ألقاها في حِجر النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال له رداً للجميل وحفظًاً للمعروف وهو يقلب الدنانير في حجره: (ما ضَرَّ عثمانَ ما عمل بعد اليوم، اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض، غفر الله لك يا عثمان ما أعلنت وما أسررت وما هو كائن إلى يوم القيامة) وهذا عليٌّ بن أبي طالب رضى الله عنه أوّلُ من أسلم من الصّبيان، فقال النبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فيه يومَ خيبر حفظًاً للجميل ورداً للمعروف: (لأُعطينَّ الرايةَ غداً رجلاً يحبّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ورسولُه)، فأعطاها عليّاً رضي الله عنه. كما حَفِظَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم للأنصار رضوان الله عليهم جميلَهم حين نصروه وآوَوْهُ، وبذلوا الغاليَ والنفيسَ في سبيل دعوته ونصره، وآخَوْا إخوانَهم المهاجرينَ، وواسَوْهُم بأموالهم، وآثَرُوهم على أنفسهم، فقال عليه الصلاة والسلام: لولا الهجرةُ لكنتُ امرأً من الأنصار، ولو سلَك الناسُ وادياً أو شِعْباً لسلكتُ واديَ الأنصار وشِعْبَها، الأنصارُ شعارٌ والناسُ دثارٌ)، وقال: (أُوصِيكم بالأنصارِ؛ فإنهم كِرْشِي وعَيْبي -أي موضع سِرِّي وأمانتَي- قد قَضَوُا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقْبَلُوا محسنهم، وتجاوزا عن مسيئهم). كما حفظ صلى الله عليه وسلم جميلَ الصحابة كلِّهم رضوان الله عليهم فقال: لا تَسُبُّوا أصحابي، (فوالذي نفسي بيده، لو أنَّ أحدَكم أنفَق مثلَ أُحُد ذهباً، ما بلَغ مُدَّ أحدِهم ولا نصيفَه). بل لقد حَفِظَ عليه الصلاة والسلام جميلَ الكفار والمشركينَ، فحين رجع من الطائف حزيناً كئيباً مهموماً بسبب إعراضهم عن دعوته، وما ألحقوه به من أذى، لم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة إلا في حماية المُطْعِم بن عَدي، فقد أجار النبِيَّ صلى الله عليه وسلم حين رجوعه من الطائف، فتسلَّح المطعِمُ هو وأهلُه وبنوه، وخرجوا حتى أتوا المسجدَ، ثم بعَث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ادخل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطاف بالبيت وَصَلَّى، ثم انصرَف إلى منزله، كما سعى عدي في نقض الصحيفة التي علقَتْها قريشٌ في الكعبة لمقاطَعة بني هاشم، وبني المطلب؛ لأنهم نصَرُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، مِنْ أجلِ هذا كلِّه قال النبي صلى الله عليه وسلم في أُسارى بدرٍ: لو كان المطعِمُ بنُ عديٍّ حيّاً، ثم كلَّمَني في هؤلاء النتنى لتركتُهم له)، وفي رواية: (لو كان المطعِمُ حيًّا فكلَّمني في هؤلاء النتنى لأطلقتُهم له)؛ أي: أُسارى بدر.

أيها المؤمنون والمؤمنات: حفظُ المعروفِ والاعترافُ بالجميل يكون لكلِّ الناسِ، يكون للوالدينِ، وللزوجينِ، وللمعلمينَ، وللناس أجمعينَ.

أمَّا الوالدانِ فَهُمَا اللَّذان يسهرانِ لينامَ أولادُهما، ويجوعانِ ليشبعَ أولادُهما، ويمتنعانِ عن الأكل ليطعمَ أولادُهما، وهما في كل ذلك مغتبطانِ مسرورانِ، والاعتراف بجميلهما يكون ببرهما، والإحسان إليهما، وتوقيرهما، والأدبِ معهما، والبُعْدِ عن كل ما يكدرهما؛ يقول تعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)

أمَّا الحياة بين الزوجين: فهي حياةُ سكنٍ وطمأنينةٍ، وعيشٍ كريمٍ، وقد يقع ما يُنغِّص العيشَ ويُكدِّر المعيشةَ ويُزَعْزِعُ الاستقرارَ، وحينئذ يأتي الاعترافُ بالجميل، وحفظ الفضل والمعروف ليُعِيدَ السكينةَ، وينشرَ الطمأنينةَ، ويحفظَ السعادةَ؛ فالزوج هو الذي يَكِدُّ ويكدحُ؛ ليوفر العيشَ الكريمَ، والزوجةُ هي التي تحفظ الزوجَ في غيبته، وتربي الأولاد، وتحفظ المال، وتوفر الهدوء والاستقرار في البيت، فإذا ما أدرَك الزوجانِ جميلَ كلِّ واحدٍ، ومقامَ صاحبِه ظلَّلَتْهما السعادةُ، وغشيتهما السكينةُ؛ يقول تعالى: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)

أمَّا المعلمُ فهو الذي يَبذُلُ الجُهْدَ في التعليم، والمتابَعة، والتربية، وسرورُه حينَ يرى التفوقَ في طلابه، والنجابةَ في تلاميذه، وحِفْظُ جميلِه بالاعتراف بفضله، واحترامه، وتوقيره، والدعاء له، والحذر من إيذائه، والإساءة إليه. يقول أبو حنيفة رحمه الله: ما صليتُ منذُ ماتَ شيخي حمَّادٌ إلا استغفرتُ له مع والدي، وإني لَأستغفِرُ لِمَنْ تعلمتُ منه عِلْماً أو علمتُه علماً)، ويقول الإمام أحمد رحمه الله: (ما بِتُّ منذ ثلاثينَ سنةً إلَّا وأنَا أدعو للشافعي وأستغفِر له).

وبعدُ حفظكم الله: فردُّ الجميل ينبغي أن يكون بأدبٍ وكرامةٍ، مِنْ غيرِ مِنَّةٍ ولا إهانةٍ، والكريمُ أسيرُ صاحبِ الجميلِ، وإذا صنعتَ جميلاً فاستُرْهُ، وإن صُنِعَ لكَ جميلٌ فانشره، ومن الحكم: انحتوا المعروف على الصخر، واكتبوا الآلام على الرمل؛ فإن رياح المعروف تذهبها) وصدق الله العظيم: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)

اللهم أوزعنا أن نشكرَ نعمتَك التي أنعمتَ بها علينا، واجعَلنا من عبادِك الشاكرينَ.

اللهم إنا نسألك لفاعل الخير وصانع المعروف، زيادةً في إيمانه، وسعةً في رزقه، وسعادةً في الدنيا والآخرة، وبركةّ في العمر، وعافيةً في الجسد، وجنة الفردوس في الآخرة يا رب العالمين.

نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله وليِّ الصّالحين، ونشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له إله الأوّلين والآخرين، ونشهد أنّ سيدنا ونبيّنا محمّداً عبده ورسوله سيّد الخلق أجمعين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابِه والتّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فيا أيها المسلمون: لقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه فقال: (من أُعطيَ عطاءً فوجدَ (أي وجد ما يكافئ به) فليَجْزِ بهِ، ومن لم يجد، فليُثنِ فإنَّ من أثنى فقد شكرَ، ومن كتمَ فقد كفرَ، (أي جحد وأنكر المعروف) أما أن يحسن الآخرون إلى أحدنا فلا يجدون إلا نكراناً للجميل فهذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها، إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران! بل إنها على الدوام، وفية معترفة لذوي الفضل بالفضل، فحين لا يقر الإنسان بلسانه بما يقر به قلبه من المعروف والصنائع الجميلة التي أسديت إليه سواء من الله عز وجل أو من المخلوقين فهو منكر للجميل جاحد للنعمة، يقول صلى الله عليه وسلم: (كلُّ معروفٍ صدقةٌ وإن من المعروفِ أن تَلْقَى أخاك بوجهٍ طَلْقٍ وأن تُفْرِغَ من دَلْوِكَ في إناءِ أَخِيكَ) وليسأل كل واحد منا نفسه: هل هو من الذين يعرفون الفضل لأهله؟ ويجازون الإحسان بالإحسان؟ ويكافئون أهل المعروف ولا ينكرونه؟ أم هو من الذين يحسن الناس إليهم، فلا يقابلون الإحسان إلا بالنكران والجحود؟ تأمل معي أخي المسلم كم من أم مات عنها زوجها فضحَّت بنفسها ومالها؛ ليكمل ابنها الطريق، ولما فتح الله عليه ووسَّع له في رزقه إذا به يتنكَّر لتلك الأم الرائعة، بل يفضل زوجته عليها، بل ربما وصل الأمر لحد العقوق! وكم من أب تعب في تربية ولده، وبذل ما بذل من الوقت والمال والجهد في سبيل أن يصل ولده إلى الطريق الصحيح، وعندما يتعلَّم الولد ويتثقَّف ويصبح صاحب وظيفة عالية في المجتمع، يتنكَّر لوالده وينسى كل ذاك الإحسان، وربما وصلت الحالة به إلى أن يدعو اللهَ عليه في كل لحظة بالموت والهلاك؛ كي يستريح منه! وكم من زوجة اليوم تُحسِن إلى زوجها وتكون كريمة معه بمالها، وتضحِّي لأجله وتقف معه حالَ فقره ومرضه وشدَّته، وتُقدِّم له الشيء الكثير في سبيل إرضائه ومحبَّته، فإذا استغنى الزوج وأقبلت عليه الدنيا، رحل عنها وطردها وشرَّدها في الوقت الذي تكون في أمسِّ الحاجة إلى عطائه وإحسانه فينسى معروفها ويتناساها ويقابل الإحسان بالإساءة وربما ذكرها بسوء!

وكم من زوج يحسن إلى زوجته ويكرمها ويعاملها المعاملة الكريمة والطيبة، ولا يقصر معها في يوم من الأيام في مال، أو مأكل، أو ملبس، أو علاج، وعند أوَّل خلافٍ بينهما تقول له: (ما رأيت منك خيراً قط)!

وكم من إنسان يستدين ديناً مالاً أو غيره، فإذا حان موعد السداد والقضاء تهرب من السداد وأنكر المعروف والإحسان وقابلهما بالنكران والإساءة، ووقع في الإثم والخطيئة بأكله لأموال الناس بالباطل.

 يقول صلى الله عليه وسلم (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله).

فما أحوجنا عباد الله إلى أن نتخلق بخلق الشكر والمعروف والإحسان، فنشكر الله تعالى على نعمه الكثيرة علينا، ثم نقدم الشكر والعرفان لكل من أحسن إلينا، أو قدم لنا معروفاً، فالاعتراف بالجميل يؤكد سمو نفس من يلتزم به ويحرص عليه..

أما إنكار الجميل وجحود المعروف فهو يعبر عن سوء خلق من يفعله… اللهم أعنَّا على شكر نِعَمِك، وحسن عبادتك، وتذكُّر آلائك ومِنَنِك، اللهم أعنا على فعل الخير واجعلنا ممن يسابقون على فعله، اللهم استعملنا لطاعتك وسخرنا لفعل كل ما يقربنا

اليك واجعل لنا بصمة خير في هذه الدنيا.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين.

اللهم أحفظ بلادنا البحرين وأهلها وأحفظ قادتها من كل سوء ومكروه، واجعله بلداً آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وأظله بظل الإيمان، وبنعمة الأمن والأمان والاستقرار والوحدة الوطنية، وألف بين قلوبنا رعاة ورعية، وأحفظه علينا وطناً وملكاً وحكومة وشعباً، وأهد الجميع للتي هي أقوم.

الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أُمُوْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَىَ، الْلَّهُمَّ أَيِّدِ بِالْحَقِّ وَلِيَّ أَمْرِنَا مَلِكِنَا حَمِدَ بْنِ عِيْسَىْ، اللهم احفظه وأرض عنه وأطل في عمره، وارفع قدره، ويسر أمره، وأعل شأنه، وبارك له في أولاده وذريته، وأجري الخير على يديه يا سميع الدعاء.

اللهم إنا نسألك في هذا الوطن، رحمة من عندك، تهدي بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وتلم بها شعثنا، وتلهمنا بها رشدنا، وترد بها ألفتنا، وتعصمنا بها من كل سوء ومكروه، وتدفع بها الفتن والمحن والكروب والحروب عنا وعن بلادنا وعن قيادتنا وعن جميع البلاد يا أرحم الراحمين.

اللهُمَّ كن للمظلومين في فلسطين وغزة وفي كل مكان، اللهمَّ اجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، اللهم أحفظ بيت المقدس والمسجد الأقصى وأهله واجعله شامخاً عزيزاً عامراً بالطاعة والعبادة إلى يوم الدين.

اللهم اشف مرضانا وعاف مبتلانا، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولموتانا ومن أحببناه فيك ومن أحبنا فيك برحمتك يا أرحم الراحمين.

الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)