رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام
فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان
13 جمادى الأولى 1446 هـ – 15 نوفمبر 2024 م
الحمد لله الذي تفرّد بكلّ كمال، واختصّ بأبهى جمال وأعلى جلال، وتفضّل على عباده بجزيل النوال، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، المنزه عن الأشباه والأنداد والأمثال، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، كريم السجايا وشريف الخصال، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى الدين.
أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
معاشر المسلمين: إن الله تعالى خلق بني آدم وهم مُبْتَلَوْنَ في هذه الحياة الدنيا، بما أعطاهم سبحانه وَمَنَح، وبما أخذ منهم وسلب، مبتلون بكمال الخلق وبتمام الصحة وبسلامة الجسد، كما أنهم مبتلون بضد ذلك، من النقص والإعاقات والعجز والعاهات، يقول الله تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) ومن أجل هذا فالإنسان موضع العناية والرعاية والحفاظ على الكرامة مهما كانت ظروفه، ومهما ابتلي من عوائق وإعاقات وإصابات.
أيها الأخوة والأخوات في الله: وإن اهتمام الأمة بأفرادها جميعاً بكل فئاتهم وتنوع أحوالهم وابتلاءاتهم دليل على إيمانها وحسن تدينها، كما هو دليل على تحضرها ورقيها، ناهيكم إذا كان لها عناية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، والمبتلين بنقص في قواهم وقدراتهم… وديننا -بفضل الله ومِنَّته- سبَّاق في هذا الميدان وفي كل ميدان، انطلاقاً من مبدأ التكافل الاجتماعي يجلِّي ذلك ويجسِّده قولُه صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً) وقوله صلى الله عليه وسلم:
مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى)
أيها المسلمون: إخواننا وأبناؤنا وأخواتنا وبناتنا ذوو الاحتياجات الخاصة هم جزء من بنائنا ونسيجنا الاجتماعي، إنهم عناصر فعَّالة ذات إسهام في هذا البناء، حقهم أن توفَّر لهم البيئة الصالحة والظروف الملائمة لمنحهم الفرص الحقيقية المناسبة من أجل البناء والعطاء وتوظيف القدرات واستثمارها لهم ولنا، ذوو الاحتياجات الخاصة محفوظة حقوقهم الدينية والعلمية والعملية والنفسية والجسمية والاجتماعية والمالية وسائر شئونهم. وإن في ديننا الكثير من مفردات العناية والاحتفاء بهذه الفئة من إخواننا وأخواتنا عناية ورعاية يستوون فيها مع غيرهم من الأصحاء والأسوياء.
عباد الله: ومن أجلى مفردات العناية والاحتفاء ما يعبر عنه بالدمج والاندماج وفرص المشاركة في المجتمع، فتأملوا رحمكم الله هذه التوجيهات العظيمة والدقيقة، فهذا الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه، الرجل الأعمى الذي تجلت رحمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم به، عندما تعامل معه بروح المحبة والتقدير، والتشجيع والتثبيت على تحمل البلاء؛ ليصنع الإرادة في نفسه، ويبنيَ العزم في وجدانه؛ لم يكن عبد الله عَمَى بصرِه مانعاً من النظر في كفاءته ومقدرته؛ فقد استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة مرات عديدة، كما تقول كتب التاريخ، فالنقص في جانب ليس نقصاً في كل الجوانب، بل لعل في ذلك ما ينبِّه إلى أن البشر كل البشر فيهم جوانب نقص كما أن فيهم جوانب كمال، عبد الله بن أم مكتوم شهد فتح القادسية ومعه اللواء وقيل: إنه قتل فيها شهيداً رضي الله عنه وأرضاه.
هذا الأعمى كان يقوم بوظيفة الأذان، بل كان هو المسؤول عن ضبط الوقت للصلاة والصيام، يقول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ بِلَالاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا أَذَانَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ)
أيها المؤمنون: ومن التوجيهات في الاحتفاء بهذه الفئة ودمجها ومشاركتها في المجتمع ما جاء في قوله سبحانه: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا) قال أهل العلم: إنهم -أي: المؤمنين- كانوا يتحرجون من الأكل مع الأعمى؛ لأنه لا يرى الطعام وما فيه من الطيبات، فربما سبقه غيرُه إلى ذلك، ولا مع الأعرج لأنه لا يتمكن من الجلوس فيفتات عليه جليسُه والمريض لا يستوفي الطعامَ كغيره فكرهوا أن يؤاكلوهم؛ لئلا يظلموهم فأنزل الله الآية. وثمة اعتبارات أخرى ذكرها بعض أهل العلم؛ منها: أن أصحاب الحاجات الخاصة مرهفو الشعور، رقيقو العاطفة دقيقو الإحساس، يخشى الواحد منهم أن يكون وجوده مع الأسوياء مكدِّراً أو مؤذياً فيتحرَّج من مخالطتهم، والأكل معهم فجاءت الآية الكريمة لتنفي ذلك، وربما ساء خُلُق بعض الناس فنفر من الأكل مع هذه الفئة الكريمة كِبْراً وتعززاً فجاءت الآية لترفع كل هذه الاحتمالات وتدمج كل الفئات ليعيشوا جميعاً في بنية متراصة متراحمة متآخية، يقول تعالى: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) كل ذلك في إنسانية أخَّاذة ورفق جميل وإبعاد عن الخجل والمسكنة والاستنقاص والازدراء.
عباد الله: ومن التوجيهات المستنبطة في المشاركة والاندماج ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: (لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ، قيل: يَا رَسُولَ اللهِ، وما الفأل؟ قال: الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ) إنه هدم للحاجز بين المريض معوَّقًاً أو غيره، وفتح للأبواب أمامه وأمام المجتمع بالخلطة والمشاركة دون خوف، فلا يتردد صحيح ولا يخجل مُبْتَلًى مع الأخذ بالأسباب واتقاء المخاطر المدلول عليها بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: (لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ).
أيها الأخوة والأخوات في الله: ومن جميل حضارتنا وطريف تراثنا واحتفائها بكل رجالاتها أنها أبقت على رجالات الأمة وقادتها العلمية والفكرية من أعلامها، أبقت عليهم بألقابهم، من غير خجل أو انتقاص من الأعرج والأعمش والأصم والأخفش وغيرهم ولقد كان لأصحاب هذه الألقاب مكانتهم العلمية وخلَّد ذكرَهم التاريخُ تخليداً لا يدانى.
أيها المؤمنون: ومما ينبغي تقريره أن أصحاب الاحتياجات الخاصة يواجهون مشكلات ومعوقات لا يستطيعون معها مواجهة معترك الحياة بقدراتهم الذاتية؛ مما يوجب على الجميع بذل مزيد من العناية وحسن التعامل لتتحقق لهم حاجاتهم ويشبعوا حاجاتهم، إن لهؤلاء الأفاضل الكرام الحق في إيجاد الوسائل المساعدة وتوفير البيئة الملائمة وتهيئة الظروف في عملهم وتعليمهم وتنقلهم وتحركهم داخل المساكن والطرقات والمرافق العامة والخاصة، وأماكن العمل ودور التعليم، والبيئة العمرانية. يجب تقديم كل المساعدات الْمُعِينَة على التكيف مع البيئة الاجتماعية ليتحقق لهم أقصى الدرجات الممكنة من الفاعلية الوظيفية والتوافق مع قدراتهم ليعتمدوا -بعد الله- على أنفسهم، ولا ينبغي أن يتوقف الأمر عند حدود المبادرات الشخصية والتوجهات الخيرة لدى بعض الفضلاء والمحسنين بل يجب أن تتحول الجهود من الجميع دولاً ومؤسسات وأفراداً إلى برامج وخطط وجهود منظَّمة لسد الاحتياجات بل لإشباعها وحُسْن توظيفها، وتحقيق الرعاية الاجتماعية الحقة لتصبح إحدى المهمات الرئيسية للدول والمجتمعات للوصول إلى أفضل مستوى معيشي وخدمي، ومن العناية بهم -أيها الإخوة- وحقوقهم على مجتمعهم ودولهم: إعداد الدراسات والأبحاث وإنشاء المراكز المتخصصة علمياً وفنياً وإعداد أهل الاختصاص من المعلمين والمدربين والفنيين
وبقي خطاب للأسرة التي تحتضن هؤلاء الإخوة والأخوات: أن يعينوهم ويربوهم على تحمل المسئولية والاعتماد بعد الله على أنفسهم ما أمكن ذلك، فليس من الرحمة واللطف عدم تكليفهم، بل إن لهذه النظرة آثاراً نفسية سلبية لا تخفى.
وبعدُ: فما من شك أن بذل مزيد من العناية بذوي الاحتياجات الخاصة وحُسْن رعايتهم والحرص على إعطائهم حقوقهم وتوفير الفرص لهم سيفضي إلى زيادة شعورهم بالإخوة والانتماء والمشاركة فهم قادرون على الإسهام إسهاماً حقيقياً في بناء مجتمعهم والتنمية والعيش الكريم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
اللهم إن لك عباداً قد أحاط بهم البلاء، اللهم ارحمهم مما أصابهم، ونقّهم من الذنوب والخطايا كما يُنقّى الثّوب الأبيض من الدّنس، اللهم اجعل ما أصابهم كفارة لذنوبهم، ورفعة في درجاتهم، اللهم ارزقهم الصبر وأحطهم بالعافية، واختم لهم بحسن الختام يا ذا الجلال والإكرام.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله مستحق الحمد وأهله، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أمره ونهيه، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه ومن سلك سبيلهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
أما بعد فيا أيها المسلمون: إن الله تعالى خلق الخلق، وجعلهم متفاوتين في القوة والضعف، والصحة والمرض، والغنى والفقر، وكل ذلك لحكمة أرادها الله جل في علاه، ومن فضله سبحانه أنه جعل التفاضل على أساس التقوى والعمل الصالح الذي ينفع الخلق، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) فقيمة الإنسان وعظمة مكانته عند ربه وعند الناس تكمن في الأعمال الخيرة والنافعة؛ فكم من إنسان معاق تميز بهمته العالية على الصحيح القوي؛ فقدم لمجتمعه من الخير ما يعجز عنه بعض الأقوياء الأصحاء.
عباد الله: إن الإسلام ينظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة كالأعمى والأعرج والأصم والأبكم وغيرهم نظرة تكريم، ويدعو إلى رعايتهم والوقوف بجانبهم، وتنمية طاقاتهم وقدراتهم ومهاراتهم، وتطوير إبداعاتهم، وقد حثنا ديننا الحنيف على ذلك قال صلى الله عليه وسلم: (وَعَوْنُكَ الضَّعِيفَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ صَدَقَةٌ، وَبَيَانُكَ عَنِ الأَرْثم (صاحب العاهة في لسانه) صَدَقَةٌ) فمن أراد القرب من الله تعالى، ومن أراد الأجر العظيم والثواب الكبير فليكن قريبا من هؤلاء، يأخذ بأيديهم ويشجعهم ويقوم على تربيتهم وتعليمهم ورعايتهم، ويساهم في الإنفاق على المشاريع التي تعنى بهم، فالمعاقون مكرمون بصبرهم، وينالون بذلك الأجر العظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: (مَنْ أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ -أيْ عَيْنَيْهِ- فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَاباً دُونَ الْجَنَّةِ) وهذا الجزاء العظيم الذي أعده الله تعالى للمعاق وأهله ومن يقوم على رعايته يكون حافزاً على بذل الجهد والتفوق، ويدفع بأهل المعاق إلى التكيف مع هذه الإعاقة لجعله فرداً؛ فاعلاً في المجتمع، ومتميزاً في عطائه وإبداعه. أيها المؤمنون: لقد استطاع المعاقون أن يسجلوا أسماءهم في سجل عظماء التاريخ، ويتركوا بصمات واضحة، تبرهن على أن الإعاقة لا تشكل حاجزاً بين الإنسان وبين الرقي والإبداع والتميز، ومن هؤلاء العظماء ربعي بن عامر رضي الله عنه صحابي جليل كان معاقاً بسبب شدة عرجه وصعوبة مشيه وحركته، لكنه تميز بطلاقة اللسان والقدرة على التفاوض حيث أرسله سعد بن ابي وقاص الى قائد الفرس رستم فكان من انجح السفراء والمبعوثين السياسيين نظراً لصلابة عقيدته وشجاعته واخلاصه في المهمة ولم تحل اعاقته دون اختياره لتلك المهمة الصعبة، ومن هنا كتب التاريخ عن أن معاقاً اعرجاً تحدى أكبر قادة جيوش العالم في قصره الامبراطوري . وهناك الأمام الحافظ المحدث، محمد بن عيسى الترمذي صاحب سنن الترمذي المشهور وأحد أصحاب الكتب الستة المشهورة في الحديث كان رحمه الله أعمى، ولكنه أوتي من المواهب والأخلاق ما جعله من أكابر العلماء برع في علم الحديث وحفظه وأتقنه وطاف البلاد وسمع الشيوخ والعلماء وصنف عدداً من الكتب النافعة والمفيدة ومن أهمها: سنن الترمذي وكتاب الشمائل المحمدية والعلل المفرد والزهد، وغيرهم كثير من أصحاب الهمم العالية. نسأل الله تعالى أن ييسر لكل مبتلى كل عسير، ويهون عليه كل حزن، ويأخذ بناصيته لكل خير، اللهم وجههم وجهة الفوز والصلاح والفلاح، واجعلهم مباركين حيثما كانوا، اللهم بارك لهم في أسماعهم وأبصارهم وقلوبهم وفي أزواجهم وفي أولادهم وذراريهم، وبارك لهم في أرزاقهم وأعمالهم وأعمارهم، وتب عليهم إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين، الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أُمُوْرِنَا، الْلَّهُمَّ وفق مَلِكِنَا حَمِدَ بْنَ عِيْسَىْ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ رئيس وزرائه سلمان بن حمد، الْلَّهُمَّ وَفِّقْهُمْ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَىَ وَخُذْ بِنَوَاصِيْهِمْ لِلْبَرِّ وَالْتَّقْوَىْ وَسَدِّدْ عَلَىَ طَرِيْقِ الْخَيْرِ خُطَاهُمْ، وَهَيِّئْ لَهُمْ الْبِطَانَةَ الْصَّالِحَةَ الْنَّاصِحَةَ يَا رَبْ الْعَالَمِيْنَ.
اللهم كن للمستضعفين والمظلومين والمعذبين في كل مكان كن لهم ناصراً، ومؤيداً، ومعيناً، وظهيراً. اللهم كن لأهلنا في فلسطين والأقصى وغزة ولبنان وفي كل مكان، اللهم فرج همهم ونفس كربهم، وارفع درجتهم وأخلفهم في أهليهم، وارحم أطفالهم وشيوخهم ونسائهم، واكتبهم من الشهداء عندك، اللهم أزل عنهم العناء، واكشف عنهم الضر والبلاء، اللهم أنزل عليهم من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء، اللهم ورد عنهم كيد الكائدين، وعدوان المعتدين يا رب العالمين… اللهم أحفظ المسجد الأقصى والمرابطين فيه، مسرى نبيك وحصنه بتحصينك وأكلاه برعايتك وعنايتك واجعله في حرزك وأمانك وضمانك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، ونفس كروبنا وعاف مبتلانا واشف مرضانا، واشف مرضانا وارحم والدينا، وارحم موتانا وارحم موتانا برحمتك يا أرحم الراحمين.
الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)