خطبة الجمعة.. نصائح وتوجيهات مع بداية العام الدراسي

نصائح وتوجيهات مع بداية العام الدراسي

فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان

3 ربيع الأول 1446 هـ – 6 سبتمبر 2024 م

 

الحمد لله الذي منَّ على عبادِه بالعلمِ والحِكمة، نحمدُه سبحانه ونشكرُه على كل خيرٍ ونعمة، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هدَى عبادَه طريقَ الرَّشاد وحذَّرَهم حُلُولَ النِّقمة، ونشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه جعل الله له في كل مِحنةٍ مِنحَة، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه أُولِي الفضائل والفِطنَة.

أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

معاشر المسلمين: ما عظَمَت أمةٌ العلم كما عظمته أمةُ الإسلام، ولا أُكرِم أهلُهُ في دين كما أُكرِموا في هذا الدين، ولا عظُم ذكرُهم في كتاب كما عَظُم في القرآن الكريم. ويكفي العلمَ فخراً أن تكون أول سورة نزلت من كتاب الله عز وجل، تحث على القراءة والكتابة وتأمر بهما، وهما من أهم الوسائل الموصلة إلى العلم والمعرفة والثقافة وحفظ العلوم.

قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) لقد رفع الإسلامُ والقرآن قدرَ العلماء، وأثنى ربُّنا عليهم عاطرَ الثناء فقال: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) ووصفهم الله بأنهم أهل الخشية لله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)

واصطفاهم الله دون بقية البشر ليشهدوا معه ومع ملائكته على أعظم مشهود عليه وهو توحيده وإخلاص الدين له: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وميزهم الله على غيرهم، وفضَّلهم على من سواهم فقال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) وهو استفهام استنكاري بمعنى أنهم لا يستوون، وكيف يستوون؟

الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ اَكفاءُ

                                      أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ

فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ

                               يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ

ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ

                          عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ

وقَدْرُ كُلِّ امرِئٍ مَا كان يُحْسِنُهُ

                             والجَاهِلُون لأَهلِ العِلمِ أَعدَاءُ

فَفُزْ بِعِلْمٍ تِعِش حَيًّا بِه أَبَداً

                              النَّاسُ مَوتى وأَهلُ العِلمِ أَحْيَاءُ

أيها الأخوة والأخوات في الله: ها هي دور العلم من المدارس والمعاهد والجامعات قد فتحت أبوابها، وأقبل عليها طلابها وطالباتها، ليبدؤوا عامهم الجديد، فيحسن بنا أن نقف بعض الوقفات مع هذه المناسبة الكريمة. الوقفة الأولى: مع المعلمين والمعلمات والمربين والمربيات: اعلموا حفظكم الله أنكم ورثةُ الأنبياءِ، وحملةُ مشاعلِ العلمِ، وأصحابُ رسالةٍ ساميةٍ، ومسؤوليةٍ جسيمةٍ، وأنتمْ على ثغرٍ عظيمٍ من ثغورِ المسلمينَ، فأحسنُوا حراستَه، واعلموا أنّ الطلابَ والطالبات هم مستقبلُ هذا البلد، وأنتمْ مَنْ تَضَعُونَ لَبِنَات هذا البناء، وأبشروا بالخيرِ إن أخلصتم النيّة، وبذلتم الجهد، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، وأهلَ السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ) واقتدوا بالمعلم الأول ﷺ، قال معاويةُ بن الحكم رضي الله عنه: ما رأيتُ معلماً كرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ما كَهَرنِيْ، ولا ضَرَبَنِيْ، ولا شَتَمَنِي)، وقال جرير بن عبدالله رضي الله عنه: (ما حجَبَني رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنذُ أسلَمتُ، ولا رَآني إلّا تبَسَّمَ في وَجهي)

أيُّهَا المعلمونَ والمعلمات: يُقبِلُ عليكم في هذه الأيام أولياءُ أمور الطلاب فيودعونكم فلذاتِ أكبادهم، فارفقوا بهم، وتودَّدُوا إليهم، واصبِرُوا عليهم، ابدأُوهم بالبشاشة وأَشْعِرُوهُم بالحفاوة، واعلموا أنّ أعينَ الطلابِ عليكم تُسَجِّل كل تحركاتكم وسكناتكم، وألفاظكم ونظراتكم، وردود أفعالكم، فكونوا قدوة لهم في الأخلاق، وعوناً لهم على الجدّ والاجتهاد، والتمسوا في الوسائلِ التعليميةِ ما يُسايرُ العصرَ، ويَخْدِمُ الْفِكْرَ، فَيَسْهُلُ الدرسُ، وتَصِلُ المعلومةُ، دون خللٍ أو شطط.

وعلى الْمعلم والمعلمة ألا يفرق بين طلابه، الشريف والوضيع والقريب والبعيد والغني والفقير، يجب أن يكون الطلبةُ عنده سواء؛ لأنَّ الْمعلم كالقاضي، يجب أن يجعل الناس عنده سواء، لا يقل: هذا قريبي، أو هذا ابن صديقي، أو هذا ابن الشيخ، أو هذا ابن الوزير، أو هذا ابن المدير، يجب أنْ يكونَ الكلُّ عنده سواء)

وأبشروا ثم أبشروا بثمراتِ عطائِكُم، فأنتم تلمسونَ ذلك في الدنيا قبل الأخرة، فها هم طلابُ الأمس يتبوؤونَ مناصب َفي البلادِ، يُسَاهمونَ في بناءِ نهضةِ البلادِ في كلّ المجالات، بل أنتم أيُّهَا المعلمونَ، بالأمسِ كنتم على مقاعدِ الدّرسِ، والفضلُ للهِ تعالى ثمّ لمعلميكم فيما وصلتم إليه، فاحمدوا اللهَ، واشكروه على ما وصلتم إليه.

الوقفة الثانية: مع الآباء والأمهات: فيا أيها الآباءُ والأمهات المشفقون على أولادكم: احرِصوا على مُتابعة أولادكم أولاً بأوَّل، فالأولاد والبنات في ابتداء الدراسة يرون الزمن بعيداً، فيهملون في أول السنة ويتكاسلون، ويقول القائل منهم: (إذا قرب الاختبار راجعت)، وهذا لا شك أنه تفكير خاطئ؛ لأن الإنسان إذا أخر هضم الدروس إلى آخر الوقت فإنه لا يهضمها، وتكون علوماً سطحية لا يستفيد منها، لكن إذا كرس الجهود من أول السنة، صار يتلقى العلوم شيئاً فشيئاً وترسخ في ذهنه، وإذا جاء وقت الامتحان لم يتعب التعب الشديد... وكثيرٌ من الآباء يهملون أولادهم ولا يبالون بهم، ولا يقول: يا ولدي ماذا صنعت اليوم؟ ويا ابنتي ماذا صنعتِ اليوم؟ وهذا لا ينبغي؛ لأن الوالدَ صاحبَ البيتِ راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته.

واعلموا -معاشر الآباء-: أنّ أولادكم سوف يختلطون بأولادٍ آخرين، والبنات كذلك تختلط ببناتٍ أُخريات، فيجب أنْ تغرسوا في قلوبهم محبةَ الصالحين، والفرارَ مِن الفاسدين؛ لأنَّ الفاسد سينقل العدوى إلى أولادكم وبناتكم ويَطْبَعُوهم بِطِباعهم.

أيُّهَا الآباءُ والأمهات: اعلموا رعاكم الله: أنّ الأمانة عظيمة، والمسؤولية كبيرة، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ، أحفظَ أم ضيَّعَ؟)

مروا أبناءكم بالصلاة، وعلموهم الأخلاق الإسلامية، ومروهم بطاعة الله تعالى وانهوهم عن معصية الله، وهذا معنى قوله تعالى: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً).

واصبروا عليهم، ازرعوا فيهم العقيدة الصحيحة، كونوا عونًا لهم على فتن الدهر، بالنصح والتوجيه، والمتابعة والدعاء، والترغيب والترهيب. صاحبوهم، واجلسوا معهم وناقشوهم واستمعوا لأفكارهم فقوّموها وصحِّحُوهَا قبل أن تكون سلوكاً عملياً، تعجزون عن تغييره لاحقًا.

واحذروا الإسرافَ في شِراءِ الأدواتِ الدراسية للأبناء، فَلإخوانِنا المُحتاجِينَ حقٌّ علينا، فهل يَجِدُوا من الجمعيات الخيرية والْمَدَارسِ والْمُحسنينَ أمثَالِكم رِعَايَةً خَاصَّةً وبطريقةٍ مُناسِبَةٍ بِتَوفِيرِ مَا يَحتَاجُهُ أَبنَاؤُهم مِنْ أدَواتٍ ومُستَلزَمَاتٍ؟ فَجَزَى اللهُ خيراً كلَّ من ساهم وأعانَ كل فقير ومحتاج.

الوقفة الثالثة مع الطلابُ والطالبات: اعلموا أنكم أملُ الغد، ومستقبلُ هذا البلد، وسواعدُ بنائِه، وعواملُ نهضتِهِ، فكونوا على قدرِ المسؤولية، ولتكن نيتكم صادقة وخطواتكم راسخة، وبدايتكم جادة، واعلموا أن العلمَ خيرُ ما تُفنَى فيه الأعمارُ وتُقضَى فيه الأوقاتُ. واعلموا أن الوقتَ أشرفُ مطلوبٍ، وأعظمُ مفقودٍ، فضنّوا به واحرِصوا عليه واحذروا من ضياعِهِ وصرفِهِ فيما لا ينفع، وقد كثرتْ في عصرنا الملهيات، وأعظمها بلاءً الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي وأصدقاء السوء وفضول الكلام والسّهر وكثرة الخروج لغير حاجة.

أيُّهَا الطلابُ والطالبات: أوصيكم باحترام معلميكم وتوقيرهم ومعرفة حقّهم والاستفادة من علمهم والتواضع بين أيديهم قَالَ الإمام عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (لَا يَعْرِفُ فَضْلَ أَهْلِ الْعِلْمِ إلَّا أَهْلُ الْفَضْلِ).

تذكَّرْ أيُّها الطالبُ النِّيةَ الصَّالحةَ في كلِّ يومٍ وأنتَ تسلكُ طريقَ طلبِ العلمِ المُفيدِ، قال صَلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ-: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ)، واجعلْ هدفَك هو رفعُ الجهلِ عن نفسِك، ونفعُ دينك ووطنك وأمتك شرعيَّاً، أو طبياً أو اقتصادياً، أو صناعياً أو عسكرياً أو تقنياً، أو في أي مجالٍ من مجالاتِ نفعِ الأمَّةِ الإسلاميةِ. وعليكَ بالصَّبرِ في تحصيلِ العلمِ، فالعلمُ يحتاجُ إلى صبرٍ وطولِ زمانٍ، فاحفظْ وكرِّرْ وافهم وذاكرْ، وبالقليلِ مع القليلِ، يجتمعُ العلمُ الكثيرُ.

نسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يجعلَ هذا العامَ الدراسيَّ، عامَ خير وتحصيل وبركة للطلاب والطالبات، ورفعةٍ لبلادنا، وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى إنه سميع الدعاء

نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي جعل طلب العلم من أجلّ الأعمال، وأعظم القربات، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيها الأخوة والأخوات: بمناسبة العام الدراسي الجديد، فإننا نهنئ الهيئة التعليمية، وأبناءنا وبناتنا من الطلاب والطالبات بعامهم الدراسي الجديد، سائلين الله تعالى أن يكون عام خير وبركة عليهم وعلى أساتذتهم ومعلميهم وعلى وطننا العزيز الغالي إنه سميع مجيب الدعاء.

أيها الأبناء من الطلبة والطالبات: وبهذه المناسبة فإنه يسعدني أن أقدم لكم بعض النّصائح، لعلّها تعينُكم على قضاءِ عامٍ دراسي جديد، مليءٍ بالتفوّق والإبداع والمحبّة.. أتقوا الله، وابدؤوا العام الدراسيّ الجديد بدايةً صحيحة؛ فمن كانت لديه عادة سلبيّة في الأعوام السابقة، فليُقلع عنها، فبعض الطلاب والطالبات هداهم الله يتأخرون في الحضور إلى الدّرس، ولا يهتمّون بنظافة كتبهم ودفاترهم وملابسهم، ويعبثون في مرافق المدرسة فيشوّهون المقاعدَ وجدرانَ الفصل بالكتابة عليها، والبعض الآخر -أصلحهم الله- يتعالى ويتكبر على زملائه في الصف، ويثيرُ الفتنَ بينهم، فالطالب المجدّ والمنظم والخلوق يحبّه الله ورسوله ووالداه ومعلموه وزملاؤه وأهل الحيّ وجماعة المسجد، فإنا نتطلع ونأمل منهم أن يكونوا من الطلاب الخلوقين المحبوبين. تفاءلوا بالصّف الجديد، وبالمرحلة الجديدة التي انتقلتم إليها، وابذلوا قُصارى جهودكم لتكونوا من المتفوّقين الناجحين، وثقوا تماماً أنّ الله سوف يُعينكم..

حافظوا على أداء الصلوات فهي عمود الدين وأساسه وقد حث الإسلام على المواظبة عليها وأمر الله بالمحافظة عليها وتوعد من يتكاسل في أدائها ويؤخرها عن وقتها.

عوّدوا أنفسكم النّومَ المبكّر والاستيقاظ المبكّر؛ لتكونَ أجسامكم مهّيأةً لتحمُّلِ اليوم الدراسي الذي يتطلّب الحيويّةَ والنشاط، وتكون أذهانكم مستعدّةً لتقبّل المعلومات الجديدة والمتنوّعة… واظبوا على حلّ الواجبات، وقراءة الدروس أولاً بأول ولا تؤجّلوا عمل اليوم إلى الغد، حتى لا تتراكمَ عليكم الدروس، وتكثُر عليكم الواجبات فذلك يؤدي إلى ضعف مراتبكم الدراسية.

لا تجرحوا شعورَ زملائكم بالتفاخرِ بحسن ألبستكم وقوة أجسامكم وجمال بيوتكم وسياراتكم، فقد يعاني أحدُ زملائكم نقصاً في النظر، أو في السّمع، ولربّما كان الثالث يتيماً، والرابع من أسرة فقيرة، والخامس يعاني مرضاً مُزمِناً، فعاملوا زملاءكم بلطف ورفق ومحبّة

أيها الأخوة والأخوات في الله: ولا ننس بهذه المناسبة أن نتقدم بالشكر والتقدير لولاة أمورنا وقيادتنا الكريمة، على دعمها الكبير للعلم والتعليم والمعلم وطلبة العلم، واهتمامها بأبنائنا من الطلبة والطالبات، وحرصها على تعليمهم، التعليم المجاني، وتنفيذها لمشاريع التعليم التطويرية والتربوية المستمرة وتوجيهها لتحسين أداء المدارس والمعلم، وتوفير المدارس والمباني والإنشاءات والتجهيزات والمعلمين المؤهلين الأكفاء والتي تصبّ في خدمة الطلبة والطالبات باعتبارهم محور العملية التعليمية... والشكر موصول لوزارة التربية والتعليم ولوزيرها وللمسئولين القائمين على الوزارة، لتنفيذهم تطلعات ورؤى القيادة الحكيمة، وتوسعهم في إنشاء المدارس ومعاهد التدريب الفنية والمهنية، وتطويرهم للمناهج والمواد الأساسية، وحرصهم على الاستعانة بالكوادر الوطنية المؤهلة، بما يضمن ويسهم في تجويد المخرجات التعليمية وحفظ الهوية الدينية والوطنية لطلاب وطالبات وطننا العزيز… سدد الله الخطى وبارك في الجهود ووفق الجميع لما يحب ويرضى، وجزى الله الجميع خيراً…اللهم أقر عيوننا بصلاح أبنائنا وبناتنا وأهدهم إلى صراطك المستقيم، وجنبهم رفقاء السوء، وأحفظهم من شر الأشرار وكيد الفجار، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلهم من الراشدين، اللهم علمهم ما ينفعهم وانفعهم بما علمتهم وزدهم علماً يا رب العالمين. اللهم يسر لأبنائنا وبناتنا سبيل العلم النافع، اللهم زك به نفوسهم، وطهر به أخلاقهم، وارفع به في الدنيا والآخرة مقامهم، ومجتمعهم وبلادهم.

 اللهم واجعلهم قرة عين لأهليهم ودينهم ومجتمعهم ووطنهم، وجميع أبناء وبنات المسلمين في سائر الأوطان

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين.

اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا وأجعله آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين.. اللهم وفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يا سميع الدعاء.

اللهم إنا نستودعك أهالي غزّة وفلسطين فانصرهم واحفظهم بعينك التي لا تنام، واربط على قلوبهم وأمدهم بجُندك وأنزل عليهم سكينتك وسخر لهم الأرض ومن عليها. داوِ جرحاهم، واشف مرضاهم، وتقبّل موتاهم وشهدائهم وانصرهم على القوم الظالمين المعتدين.

اللهم وفِّقنا للتوبة والإنابة، وافتح لنا أبواب القبول والإجابة اللهم تقبَّل طاعاتنا، ودعاءنا، وأصلح أعمالنا، وكفِّر عنا سيئاتنا، وتب علينا، واشف مرضانا، واغفر لنا ولموتانا ومن أحببناه فيك ومن أحبنا فيك برحمتك يا أرحم الراحمين.

الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)