عدنان بن عبد الله القطان
7 محرم 1444 هـ – 5 أغسطس 2022 م
———————————————————————————–
الحمد لله الذي بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم في خير القرون، واختار له من الآل والأصحاب أكمل الناس عقولاً، وأقومهم ديناً، وأغزرهم علماً، وأشجعهم قلوباً، قوماً جاهدوا في الله حق جهاده، فأقام بهم الدين، وأظهرهم على جميع العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، خاتم النبيين وإمام المتقين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الأطهار من المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين…
أما بعد فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، (اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
معاشر المسلمين: حينما يكون الحديث عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وآل بيته رضوان تعالى عن الجميع، فإن الحديث يطيب، والقلوب تهفو، والآذان تصغي، فهم شامة الأمة وخيرها، وهم صفوتها وأنجمها، اصطفاهم الله تعالى لصحبة نبيه، واختارهم لتبليغ رسالته… وإذا كانت سير الصحابة والآل الكرام حديثاً ماتعاً، فإن الحديث عن سادتهم وأفاضلهم يعد مثلاً وقدوة لمن بعدهم، وبالأخص حينما تغيب القدوات، ويعلو صوت الفحش الأخلاقي، ويلف الأمة طوفان من الفتن والتفرق والاختلاف والنزاع والدماء والأشلاء…
نقف اليوم عباد الله مع الخليفة الراشد، والقائد الناصح، والمصلح الرباني… مع من؟ مع الرجل الذي ركل أعلى الرئاسات من أجل حقن دماء الناس، ودين الناس، وجمع كلمة الناس. هو أحد سادات هذه الأمة، وسيد شباب الجنة.. نحن مع حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وأشبه الناس به في خلقه وخلقته، سيرته ملأى بالكرائم والمعالي، والإيثار والتفاني، والتعالي على حظوظ النفس وشهوات المناصب. إنه أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، سبط الرسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، فإلى تلك الريحانة لننشر عطرها وأريجها بين الناس، وإلى ذلك البستان الوارف الظلال لنستنشق من عطر أول ريحانة لخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم.
أيها المؤمنون: ها هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي العام الثالث من الهجرة، يحث خطاه إلى بيت ابنته فاطمة رضي الله عنها بعد أن سمع خبر وضعها لجنينها الأول، فلما رآها ورآه علا محياه البشر، فقال: أروني ابني، فحمله وقبله، ثم أذن في أذنيه، ثم سأل أبنته فاطمة وزوجها علي: ما أسميتموه؟ قالوا: حرباً، فقال صلى الله عليه وسلم: لا، بل هو حسن…
وفي اليوم السابع عق النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن كبشين أملحين، وحلقت فاطمة شعر طفلها، وتصدقت بوزنه ذهباً. عاش هذا الطفل وترعرع في بيت النبوة الذي قال الله عنه: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وامتلأ قلب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم محبة ورحمة بهذا المولود الجديد، ومنحه من عطف الأبوة وحنانها شيئاً كبيراً، حتى سماه: ريحانته.. كان عليه الصلاة والسلام كثيراً ما يسأل ابنته فاطمة رضي الله عنها عن الحفيد الحبيب، فكان يتابع أخباره في صحته وسقمه، في غذائه ونموه، فكان اسم الحسن ورسمه شمعة فرح وزينة في بيت النبوة الطاهر… مضت الأيام والسيد الحسن رضي الله عنه تكبر معالم جسمه ووجهه، حتى غدا شبيهاً بجده صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تسل بعد ذلك عن عناية الجد به، ولا عن دفء الحنان الذي يلقاه الحسن، فكان الجد رغم أعباء النبوة، وهم الرسالة والدعوة قريباً من الحسن، ورفيقه المفضل، إذا رأت عيناه سواد النبي صلى الله عليه وسلم، انطلق إليه، يمازحه ويلاعبه، ويتسلق صدره، ويرتحل ظهره، ونبينا صلى الله عليه وسلم، يقابل هذا الشوق باللعب معه، وتقبيله، ومداعبته، حتى عرف الصحابة شدة محبة النبي صلى الله عليه وسلم للحسن، وتواتر عن جمع من الصحابة أنهم قالوا: رأينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن. بل ربما دخل الحسن مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فامتطى ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فيطيل النبي صلى الله عليه وسلم هذه السجدة؛ كراهية أن يعجله.. وصح أن النبي صلى عليه والحسن أعتنق كل واحد منهما صاحبه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اللَّهُمَّ أَحْبِبْهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّه). ويقول عليه الصلاة والسلام: (مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي)
كان الحسن بن علي رضي الله عنهما يكبر فتكبر معه المكارم، وتزداد مكانته في النفوس، من كثرة لصوقه وقربه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة سؤاله عنه، بل ربما ركب النبي صلى الله عليه وسلم الدابة فأركب الحسين أمامه، والحسن خلفه، فكان الصحب
الكرام يحبون الحسن والحسين رضي الله عنهما لفضلهما وقربهما، ولمحبة النبي صلى الله عليه وسلم لهما.. يكفي الحسن بن علي رضي الله عنهما شرفاً وفضلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ).
وقبل أن يفارق النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الدنيا بلحظات يسيرات، لم ينس أن يودع الحسن وأخاه الحسين بقبلات حارات، ثم أوصى بهما خيراً.. تألم الحسن رضي الله عنه وهو في ربيعه السابع لوفاة جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحزن عليه حزناً شديداً؛ فقد كان الجد في حياته والداً رحيماً، ومربياً عظيماً. ولم يمض من الأيام ستة أشهر إلا والأحزان تتجدد في قلب ذلك الصبي الصغير، حينما فجع بوفاة أمه فاطمة الزهراء، سيدة نساء الجنة رضي الله تعالى عنها.
لا تسل بعد ذلك عن مرارات الأحزان، وزفرات الأشجان التي كان يدافعها ذلك القلب الصغير البريء؟ نعم لقد مات حبيب الحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن محبة الحسن لم تمت في قلوب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فعاش الحسن بعد ذلك معززاً مكرماً في مجتمع الصحابة رضي الله عنهم.
لقد وفى الصديق رضي الله عنه بصاحبه في الغار، فكان أبو بكر وهو ابن الستين عاماً يعطف ويحنو على الحسن الشيء الكثير؛ كان إذا رآه يقبل عليه، ويبش له، ويحمله على كتفه ويلاعبه، كان أبو بكر رضي الله عنه من أبر الصحابة ببيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقول للناس: ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في آل بيته، (أي أحفظوه فيهم فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم). بل هو القائل رضي الله عنه: والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي.
وَمَا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ خِلاَفَتَهُ
إِلاَّ انْحَنَى مُرْهَفَ الْوِجْدَانِ وَابْتَسَمَا
وَقَالَ قَوْلَةَ إِجْلاَلٍ وَمَرْحَمَةٍ
قَرَابَةُ المُصْطَفَى أَوْلَى بِنَا رَحِمَا
تأثر الحسن بن علي رضي الله عنه بشخصية الصديق وأحبه حباً شديداً، ولم ينس إكرامه وإحسانه، حتى إذا تزوج الحسن بعد سنين عدة، سمى أحد أولاده بأبي بكر، حباً وتقديراً للصديق رضي الله عنه.
ثم جاء الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأكرم الحسن ومعه الحسين رضي الله عنهما، وقدمهما على غيرهما من شباب الصحابة في المجالس والعطايا والاهتمام. جيء لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بحلل من اليمن، فأمر أن توزع بين الناس، ثم جلس في المسجد فرأى الحسن والحسين رضي الله عنهما ليس عليهما من هذه الحلل، فأصابت الفاروق عمر كآبة من الحزن، فكتب إلى والي اليمن: أن ابعث إلي بحلتين وعجل، فبعثهما عمر إليهما…
تذكر كتب التاريخ أن عمر لما فتحت له كنوز كسرى وهرقل جعل يفرض العطايا للناس، فكان يعطي الناس بحسب سابقتهم وقرابتهم من النبي صلى الله عليه
وسلم، فكان نصيب الحسن والحسين رضي الله عنهما من أعلى العطاء… وهكذا كان الصحب الكرام رضي الله عنهم في تعاملهم مع الحسن السيد، فكان عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما يمسك خطام الدابة للحسن إكراماً له، وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يلقى الحسن في بعض طرق المدينة فيعانقه ويقبله في المكان الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن منه.
أيها المسلمون والمسلمات: العبادة والزهد، والتقلل من الدنيا، والانقطاع لعمل الآخرة، صفات تسامت في شخص الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه، فكان قواماً بالليل، صواماً بالنهار، وكان كثير الحج، ذكر أنه حج خمسة وعشرين مرة ماشياً، وقاسم الله تعالى ماله مرتين. وكان يقول: إني لا ستحيي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته، فمشى خمسة وعشرين مرة من المدينة على رجليه. وكان رضي الله عنه إذا توضأ ارتعدت مفاصله، واصفر لونه، فقيل له في ذلك فقال: حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه ، وترتعد مفاصله.
وكان رضي الله عنه إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه وهو يقول: إلهي ضيفك ببابك يا محسن قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك ياكريم.
ومن ملامح شخصية الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما، أنه كان كريماً جواداً، شهماً معطاءً، يحمل بين جنبيه روحاً باذلة، ونفساً متواضعة، يجالس المساكين، ويجيب دعوة من دعاه، لا يرد طالباً، ولا ينهر سائلاً، ولا يخيب من قصده محتاجاً.
ومن صفات الحسن رضي الله عنه أنه قليل الكلام إلا فيما ينفع، لكنه إذا تحدث أبهر السامعين، كان خطيباً مفوهاً، ومتحدثاً بليغاً فصيحاً، كيف لا وقد تربى في أفصح البيوت، ووالده من قد أوتي من العلم والحكمة شيئاً كثيراً..
تلك -عباد الله- طرف من أخبار الحسن وملح من سيرته الصحيحة قبل خلافته، رضي الله عنه وأرضاه وعن آله الطيبين الطاهرين.
فاللهم إنا نشهدك أننا نحب نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم، ونحب الحسن والحسين، وأباهما وأمهما وآل بيت نبيك وأزواجه وأصحابه الكرام، اللهم فألحقنا بهم في الصالحين، واجمعنا بهم في جنات النعيم، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً يا سميع الدعاء.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول ماتسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمد الشاكرين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله أفضل الأنبياء والمرسلين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فيا أيها الأخوة والأخوات في الله: وفي سنة أربعين من الهجرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، يقتل أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بغدرة من الشقي عبد الرحمن ابن ملجم الخارجي، عليه من الله مايستحق، ويبايع المسلمون الحسن بن علي رضي الله عنه خليفة للمسلمين في تلك السنة، وتمت البيعة له من جميع الأمصار سوى الشام، وقد قرر غير واحد من أهل العلم والتحقيق: أن خلافة الحسن تدخل في الخلافة الراشدة التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًاً بعد ذلك). ومضت ستة أشهر من خلافة الحسن رضي الله عنه وهو يسير بالأمة سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم، والمسلمون له سامعين طائعين، فرأى الحسن أن أمر الأمة في فتن ودماء واختلاف طيلة خمس سنوات من بعد قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، ورأى أن حال الأمة لا يستقيم مع هذه الفرقة، فتنازل بالخلافة لمعاوية أمير الشام، وسمي ذلك العام بعام الجماعة؛ لاجتماع المسلمين بعد طول خلاف، ليسجل التاريخ أن الحسن بن علي رضي الله عنهما هو أول رجل يتنازل عن الإمارة التي تنزع من أهلها نزعاً (وَيَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ يَشَاءُ).
لم يتنازل الحسن لأجل معارضة، ولا من قلة خبرة أو ضعف وعجز، وإنما تنازل عن الخلافة وهو في كامل قواه، وكانت جميع الأمصار تحبه وتريده، تنازل عن هذا المنصب الذي يباع الدين فيما هو دونه من أجله، من أجل الحفاظ على المسلمين ووحدتهم، وحقن دمائهم التي تراق. ووقع مصداق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن:
(إن ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) لقد كان موقف الحسن رسالة واضحة أن قوة المسلمين ونهضتهم وصلاحهم إنما يكون بالاستقرار والأمن ثم البناء، ولن يكون ذلك مع الفرقة والاختلاف، والتنازع على مناصب دنيوية زائلة.
عباد الله: كم تحتاج أمة الإسلام اليوم أفراداً وجماعات وحكومات وأحزاباً وطوائف ورئاسات إلى فقه الحسن بن علي في رأب الصدع، وحقن الدماء، وتسكين الفتن، وتقديم المصالح العامة على المصالح الشخصية الآنية؟ كم نحن بحاجة إلى نموذج الحسن بن علي لنتعلم منه التزهد في الرئاسات، وإدراك فقه الخلافات، وتقدير المصالح والمفاسد، وتطبيق مقاصد الشريعة؟ كم نحن بحاجة لفقه الحسن في وقت تباد فيه شعوب، ويسحق فيه أبرياء، وتراق شلالات الدماء لأجل رئاسة فانية، على صاحبها غرمها وحسابها؟ (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ).
وبعد هذا الموقف البطولي، والقرار الشجاع من الحسن رضي الله عنه عاد للأمة هيبتها، وتحركت جيوش الإسلام في غرب إفريقيا وشرق آسيا تبلغ دعوة الله للعالمين.
وبقي اسم الحسن بن علي رضي الله عنه وعن آله الطيبين الطاهرين محفوراً في قلوب المسلمين، وبقي تنازله عن الخلافة حدثاً تاريخياً لا ينسى.
اللهم زك قلوبنا، واجمع كلمتنا، ووحد صفوفنا، واحقن دماءنا، وأصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا.
اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وتلم بها شعثنا، وتدفع بها الفتن والمحن عنا يا أرحم الراحمين.. الْلَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوْبِنَا رعاة ورعية، وأهدنا سُبُلَ الْسَّلامِ، وأهدنا إِلَىَ صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيْمِ.. اللهم ارزقنا حبك، وحب نبيك محمد صلى عليه وسلم، وحب آل بيته الطيبين الطاهرين، وحب أصحابه الغر الميامين، واحشرنا معهم تحت ظل لواء سيد الأولين والآخرين، وأدخلنا الجنة مع الأبرار من النبيين والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، يا رب العالمين. اللهم وارضَ عن خلفاء نبيك الراشدين، ذوي المقام العلي، والفخر الجلي، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن جميع الآل والأصحاب والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين.
اللهم كن لإخواننا المستضعفين المظلومين في كل مكان ناصراً ومؤيداً، اللهم أحفظ بيت المقدس وأهل فلسطين والمسجد الأقصى، وأحفظ أهله، والمصلين فيه واجعله شامخاً عزيزاً عامراً بالطاعة والعبادة إلى يوم الدين. اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، ونفس كروبنا، وعاف مبتلانا، واشف مرضانا واشف مرضانا، وارحم موتانا وموتى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين)
خطبة جامع الفاتح الإسلامي – عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين