أكد وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح بأن مملكة البحرين تتميز بالانفتاح الحضاري والتواصل الثقافي، وقد عُرفت منذ القديم بتنوعها الديني والمذهبي والثقافي، حيث يتعايش كل من فيها بسلام واحترام وتعاون وتآلف، فلا مكان في مملكة البحرين للعنف والارهاب والطائفية أو العصبية والتشدد، وقد تأكد هذا النهج الحضاري والتنوع الديني في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله تعالى، من خلال مشروعه الإصلاحي والحضاري وقد وُضعت النظم والقوانين والقرارات التي تحمي هذا النهج الإنساني المنفتح وهذا الرقي الحضاري حيث تدفع القيادة الحكيمة باتجاه تعزيزه وترسيخه، ومن هنا تنطلق الوزارة في خططها لتنفيذ التوجهات الملكية السامية بتجديد الخطاب الديني وتطويره بصورة مستمرة، وانتهاج النهج الوسطي.
جاء ذلك لدى استقبال الدكتور المفتاح لمدير البحوث والسياسات بالمفوضية الأميريكية الدولية للحريات الدينية دوايت بشير والوفد المرافق له، وأوضح المفتاح أن القيادة الحكيمة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين أيده الله، تُوجه دوماً وتتابع بحرص واهتمام بالغ برامج تطوير وتحديث الخطاب الديني ليواكب العصر بمستجداته، وقد أعدت الوزارة استراتيجية متكاملة لتطوير وتحديث لغة الخطاب الديني لدى الخطباء والوعاظ التابعين للوزارة تواكب رؤية سمو ولي العهد 2030 وتتناغم مع أهدافها المستقبلية، فبدأت مسيرة التطوير والتحديث منذ العام 2002م، حيث شاركت الشؤون الإسلامية في تنظيم مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي، ثم مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية عام 2003م، ثم توالت الفعاليات الرامية إلى تحديث لغة الخطاب الديني، وتنفيذ سلسلة من الدورات العلمية المتخصصة على مدى عشر سنوات استهدفت شريحة الوعاظ والخطباء لتطوير وتحديث لغة وأسلوب خطابهم ليكون خطاباً وسطياً متصلاً بالعصر ملتزماً بالثوابت والأصل.
وفيما يتعلق بقيام بعض الخطباء والوعاظ بتجاوز ضوابط وآداب الخطاب الديني الوسطي المعتدل، أشار المفتاح إلى أن الوزارة تقوم بالتنسيق مع إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية لتدريب الخطباء وتأهيلهم والارتقاء بلغة خطابهم للالتزام بالفكر الوسطي والانفتاح على الآخرين والرقي بفكرهم، كم تقوم الوزارة برصد تجاوزات الخطباء والوعاظ واتخاذ الاجراءات اللازمة حيال ذلك، وتم بالفعل خلال السنوات الثلاث الماضية، إيقاف عدد من الخطباء بعد ثبوت تجاوزهم مع تكرار تنبيههم على أخطائهم، بل تم رفع بعض الأسماء التي ثبتت جنايتهم من خلال خطابتهم إلى الجهات المختصة لاتخاذ اللازم.
وأكد وكيل الشؤون الإسلامية أن مملكة البحرين كانت ولازالت مركزاً عالمياً للتعايش والسلام والتحاور بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات المختلفة، وهذا ما تؤكده توجيهات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، والذي يدعو دائماً لنشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي واحترام التعددية والتنوع داخل المجتمع، حتى باتت هذه القيم مكفولة في دستورنا وقوانينا الوطنية، لافتاً إلى أن دور العبادة بمختلف توجهاتها تحظى باهتمام كبير من قبل القيادة الحكيمة لما لها من دور كبير في تعزيز القيم الدينية السامية بين كافة أفراد المجتمع وإسهامها الفعال في تعزيز المواطنة الصالحة، وفي ظل المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى خطت الوزارة خطوات متسارعة لكفاية كل المناطق بالمساجد والجوامع والمآتم وغيرها من دور العبادة حتى لغير المسلمين، فضلاً عن التنسيق مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لتوفير الخدمات اللازمة للجاليات من أتباع الديانات الأخرى، على اعتبار أن مملكة البحرين تُعد نموذجاً للتنوع الديني والحضاري والثقافي منذ قديم الزمان.
من جانبه أعرب السيد دوايت بشير والوفد المرافق له عن شكرهم وتقديرهم لوكيل الشؤون الإسلامية على اسقتباله لهم، مؤكدين أن مملكة البحرين رائدة في دعم وتعزيز التحاور بين أتباع المذاهب والديانات والثقافات المختلفة.
وقد حضر اللقاء كل من: السيدة إيمي كاترينا نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية لدى مملكة البحرين، والسيد دوجلاس باجت كبير المستشارين في مكتب الحريات الدينية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، والسيدة ماريا ميرسر رئيس وحدة الشرق الأوسط بمكتب الحريات الدينية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، والسيد انجيلو مايستاس مسؤول الشؤون السياسية بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى البحرين.